يؤدي ضعف العظام وهشاشتها الى انكسارها بسرعة، وتَحدُث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام في العامود الفقري أو الورك، فالعظام هي النسيج الحيٌّ الذي ينكسر ويُستَبدَل باستمرار.
يصاب النساء والرجال بهشاشة العظام في عمر متقدم، إلّا أنّ النساء أكثر عُرضةً لخطر هشاشة العظم، وهناك عوامل عديدة قد تسبّب ضعف العظام، وأهمّها النظام الغذائي غير المنتظم، واضطراب الشهية أو اضطرابات الجهاز الهضمي، أو العملياتُ الجراحية.
إلّا أنّ الأخطر هو الريجيم القاسي، قد يعتقد البعض أنّ اتباع نظام غذائي طويل لإنقاص الوزن لا يحمل مضاعفات صحيّة مخيفة، لكنّ الأمر يؤثر على العظام في شكل مباشر، إذ أنّه قد يصاب البعض بهشاشة العظام عند الكبر، ولكن كيف؟
يردّ الدكتور نزار ناصر الدين أخصائي جراحة العظام والمفاصل على بعض المعلومات الصحيّة ويوضح كيفية المحافظة على العظام، قائلًا: “تحتاج العظام لتبقى قوية وصحية إلى قدر من الكالسيوم في شكل يومي، وأي نظام غذائي يجب أن يحتوي على المكوّنات الغذائية الضرورية في شكل يومي ومستمر، ويحتاج الشخص في مرحلة المراهقة إلى 1300 ملغم من الكالسيوم يوميًا، تقل هذه الكمية بعد سن 18 إلى 1000 ملغم، ثم تزيد بعد سن ال 50 إلى 1200ملغم. لوضع برنامج غذائي يجب أن نحرص على توفر هذه الكمية من الكالسيوم في الوجبات سواء الرئيسية أو الوجبات الجانبية، والكالسيوم الموجود في الجسم يستخدم بصفة أساسية لبناء العظام والأسنان 98%.
أمّا النسبة الباقية فتلعب دورًا أساسيًا في حياة الإنسان، فهي المسؤولة عن النشاط الكهربائي الذي يحرّك عضلة القلب وهي المسؤولة عن عمل الأعصاب وجعلها توصل الإشارات والمعلومات، وهي أيضًا المسؤولة عن انقباض العضلات، فالكالسيوم الموجود في الأربطة العضل العصبي هو الذي يجعل الأمر بالانقباض ينتقل من العصب إلى العضلة.
وهذا الدور الحيوي للكالسيوم يجعل نقص الكالسيوم في الطعام المتناول على المدى الطويل يضطر الجسم للسحب من مخزون الكالسيوم في العظام وهذا قد يؤدي عند الأطفال إلى لين العظام وعند الكبار وخصوصًا السيّدات إلى هشاشتها، وهشاشة العظام مرض يجعل العظام قابلة للكسر عند تعرضها لصدمات لا تكون كافية لكسر العظام الصحيحة.
ولنتجنب هذا، يجب على الجميع الحرص على تناول القدر الكافي من الكالسيوم في شكل مستمر، ويجب أن نعرف أنّ امتصاص الكالسيوم يحتاج إلى فيتامين D، ويمكن أن نحصل على القدر الكافي منه بالتعرّض للشمس في فترات الصباح الباكر أو بعد العصر.
ويمكن الحصول على الكمية المناسبة من الكالسيوم بتناول 3 مرات من أحد الأصناف التالية: كوب من الحليب كامل أو قليل أو خالي الدسم، أو كوب من اللّبن الرائب كامل أو قليل أو خالي الدسم، أو كوب من الزبادي كامل أو قليل أو خالي الدسم، أو علبة سردين معبأ مع العظم، أو50 غ. من الجبن الشيدر، أو 100 غ. من الجبن القريش.
أو يمكن خصم مرّة من المرّات الثلاثة بشرط إضافة أصناف أخرى مثل: كوبان من المهلبية، أو كوب ونصف من السبانخ أو البامية، أو كوب ونصف من أوراق اللّفت، أو 4 أكواب من الخس أو الشيكوريا أو الكابوتشي أو الكرنب، أو10 أكواب من البروكلي.
كما يمكن تناول مكمّلات غذائية للكالسيوم على هيئة أقراص أو فوّار على ألّا تزيد نسبة الكالسيوم فيها عن 600 ملغم في المرّة الواحدة لأنّه يؤثر على امتصاص الأملاح المعدنية الأخرى.
وهناك طريقة أخرى للحصول على الكالسيوم بطريقة زهيدة من قشر البيض، ولكن يجب استعمال البيض الطبيعي حيث لا يتناول الدجاج أي كيماويات أثناء تغذيتها، لأنّ بقايا هذه الكيماويات يمكن أن تبقى في قشر البيض. أمّا عن طريقة التناول فهي سهلة، قبل استعمال البيض يجب غسله جيدًا بالماء والصابون ثم وضع قشر البيض في ماء يغلي لمدة خمس دقائق لتعقيمه، وبعد ذلك يترك ليجف في الهواء، ثم يطحن في مطحنة التوابل أو القهوة ويستعمل بعد ذلك بإضافة نصف ملعقة مع كوب عصير برتقال أو ليمون.
هناء حاج,