مجتمع
الحركة النسوية والوطنية تخسر عميدة المناضلات ليندا مطر
طوت ليندا مطر (97 عاماً)، عميدة المناضلات اللبنانيات، برحيلها ليل الخميس، مرحلة ذهبية من النضال الحقيقي من أجل الإنسان والمرأة والوطن، من دون أيّ هاجس أعمى مقنّع بطمع الوصولية أو التبعيّة، التي تكبّل مسيرة الإنسان أو توقه إلى وصولها للسدّة النيابية بأرخض الأثمان، أو حتى جذب الدعم المالي لجمعيّة هي فعلياً وسيلة “خبيثة” لإثارة انتباه الرأي العام بهدف أطماع خاصّة…
لرئيسة التاريخيّة للجنة حقوق المرأة اللبنانية والتي ردّدت في إحدى حفلات تكريمها: “أنا التي وُلدتُ لحظة انتسابي إلى لجنة حقوق المرأة”، ساهمت إلى جانب مناضلات بارزات في تحقيق انتصارات عديدة، من بينها إقرار حقّ المرأة في الترشّح والتصويت في عام 1953، علماً أنّها كانت في أولى مراحل نضالها. وقد تركت الرائدة الإنسانية التي شاركت في جعل الثامن من آذار / مارس يوماً عالمياً للمرأة، كتاب “محطات من سيرة حياتي” الذي يختصر مسيرة ناصعة لعميدة المناضلات اللبنانيات.
لم تشبه السيدة ليندا مطر العصامية إلا ذاتها. هي الوجه الأصيل في الحركة النسائية، الذي اهتمّ بالإنسان وكرامته، من دون أن يسلك طرقاً ملتوية اعتمدتها بعض المسؤولات عن الجمعيات في ثورة 17 تشرين لالتقاط صورهن بهدف “البروباغندا”، أولإثارة انتباه مموّل “ما” لتجديد دعم بعض مشاريع الجمعيّة.
غادرت السيدة ليندا مطر وواقع المرأة والإنسان في لبنان “في الحضيض”. فهي لطالما كرّرت، بعد مسيرتها الشاقة جملة شهيرة، أنّه ” قد آن للمرأة عندنا أن تقوم بواجباتها قبل التفكير في المطالبة بحقوقها…”
خسر لبنان برحيل السيدة ليندا مطر أحد ضمائره الأساسيين،عاشت حال توثّب وحركة وبناء، لاسيما من حملها راية الدفاع عن حقوق المرأة مع أعلام.
خسر لبنان برحيل السيدة ليندا مطر أحد ضمائره الأساسيين،عاشت حال توثّب وحركة وبناء، لاسيما من حملها راية الدفاع عن حقوق المرأة مع أعلام.
ليندا مطر لم تترك الناس في الحرب، لاسيما خلال حصار العدو الإسرائيلي لبيروت، فشاركت في التظاهرات في الشارع ضد هذا الاجتياح، إضافة إلى أنّها كانت تجول على الناس في الملاجىء مكملة بذلك مسيرتها كمناضلة فعلية بأوجه مختلفة كما دورها في نهضة الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي، ودورها في تطوير جمعيّاتٍ في لبنان والعالم العربي…
ليندا مطر كانت سيّدة نفسها، راعية لحريتها وحقوقها عبر ثقافتها ونضجها وواجباتها. أعطت لبنان كلّه من دون حساب.