صحة

عودة مدمرة لكورونا.. تقرير يحذر

حذر تقرير نشرته مجلة “نيتشر” البريطانية من عودة قوية مدمرة لفيروس “كوفيد-19″، مشيرة إلى الصين التي باتت تعاني الآن تحت الضربات القوية للفيروس ومتحوراته، رغم اعتبار العالم أنه قد تجاوز المرض وتداعياته، حتى أن الدول عادت إلى منحنيات الحياة الطبيعية، وأنهت الحكومات عمليات الإغلاق وأعادت فتح المدارس وقلصت أو تخلت عن سياسة ارتداء الكمامات.

وقال التقرير، إن المشاهد الحالية الواردة من الصين تذكرنا بالفوضى التي أحدثها متحور “أوميكرون” في هونغ كونغ منذ ما يقرب من عام.

ويشير إلى أن الصين ربما تكون شهدت تفش واسع النطاق للفيروس مجددًا، وأن البلاد تواجه احتمال وفاة ما يصل إلى مليون شخص خلال العام المقبل، ناهيك عن حالات الغياب الواسعة في أماكن العمل بسبب الإصابات والوفيات، وما يسببه ذلك من اضطراب الاقتصاد الصيني والعالمي.

ويبدو، بحسب التقرير، أن معظم الصينيين ليسوا مستعدين مناعيًا لمواجهة متحورات “كوفيد-19” وخاصة “أوميكرون”؛ حيث تلقوا اللقاح ضد السلالة الأساسية للفيروس، وتبدو أجهزة المناعة الخاصة بهم تعاني بشكل خاص من هذا المتحور.

ومن المرجح أن تكتشف الصين ما اكتشفته الدول الأخرى ذات التعرض المحدود السابق للفيروس خلال العام الماضي: أنه لن تكون هناك موجة “خروج” واحدة، للإشارة إلى رفع قيود الوباء.

ومن المحتمل أن تتبع موجات أخرى من العدوى والموت، إما من المتغيرات الجديدة التي تظهر في السكان، أو من المتغيرات المستوردة حيث تفتح الدولة حدودها للزوار.

وفي أماكن أخرى، تفسح الطفرات المتكررة للفيروس والوفيات التي تسببها الطريق أمام صخب مستمر من الخسارة، فضلاً عن الوهن الناجم عن “كوفيد طويل الأمد”، كما أثر التركيز على “كوفيد-19” على جهود مكافحة أمراض أخرى خطيرة، مثل الإيدز والملاريا والسل.

وعلى الرغم من صعوبة الحصول على تعداد دقيق، إلا أن معدلات الوفيات الإجمالية في العديد من البلدان لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل تفشي “كوفيد-19” لأول مرة في بداية عام 2020، بحسب التقرير.

وما يزيد من المشكلة، هو أن حملات التطعيم ضد “كوفيد-19” توقفت بالفعل في العديد من البلدان، وكان استقبال الجرعات المعززة مخيبًا للآمال في دول كثيرة، بالرغم من دورها المهم في تقليل الإصابات والوفيات بشكل كبير.

تكمن إحدى طرق تجديد جهود التطعيم في التكنولوجيا، حيث يجري تطوير لقاحات الغشاء المخاطي، وهو اللقاح الذي تم تصميمه ليت توصيله للجسم عن طريق الأنف أو الفم، ويأمل العلماء أن يؤدي إلى تحفيز مناعة تعقيم تمنع انتقال العدوى – وليس المرض الشديد فقط.

وافقت الصين على جرعة معززة قابلة للاستنشاق ولقاح أنفي، وأقرت الهند لقاحًا أوليًا من جرعتين من قطرة الأنف، كما وافقت كل من إيران وروسيا على لقاح مخاطي، لكن الباحثين ينتظرون البيانات للتحقق مما إذا كان أي من هذه اللقاحات فعالة في إيقاف “SARS-CoV-2”.

ومع التوقعات باستمرار ظهور متحورات متعددة من “كوفيد-19” خلال العام المقبل، تتعزز أهمية عودة استراتيجية التلقيح المعزز لمن تلقوا اللقاح سابقًا، لا سيما الأطفال وكبار السن أو من يعانون من أمراض نقص المناعة، كما يقول التقرير.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى