إحذروا “السجائر الإلكترونية” في زمن “كورونا”.. إليكم ما أظهرته الدراسات!
الضرر الذي تسبّبه السجائر الإلكترونية لرئة المدخنين تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بمعدّل خمس مرات أكثر من "غير المدخنين"
تنتشر آفة التدخين بشكل كبير بين الشباب، إذ تبدأ في معظم الأحيان نتيجة تحدٍ بين الأصدقاء في سن المراهقة، باعتبار أن من لا يدخّن “مش رجّال” أو لا يواكب العصر الحديث والتطوّر، لذا يصبح الفرد في صراع لإثبات ذاته أمام أصدقائه والمجتمع، فيلجأ إلى التدخين الذي قد يصل معه في بعض الأوقات إلى الإدمان، ليصعب عليه لاحقًا التخلّي عن “السيجارة”، ما يؤدي إلى أضرار صحيّة وتنفسية خطيرة.
من جهة أخرى، ونتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان والعالم بشكل عام، إلى جانب أزمة انتشار فيروس كورونا وما تبعها من أزمات كالبطالة والفقر وغيرها، قد يلجأ البعض للتدخين كـ”فشّة خلق”، باعتبار أن هذه العادة قد تخفّف من صعوبة المرحلة، أو على الأقل تساعد الفرد على تناسي مشاكله المتعددة لبرهة من الزمن.
في المقابل، وعوضًا عن السجائر التقليدية، قد يلجأ الكثير من الشباب والمراهقين إلى استعمال السجائر الإلكترونية، باعتبارها البديل الصحي للأولى (السجائر التقليدية)، لخلوّها من معظم الموادّ الضارّة الناتجة من احتراق التبغ، حيث أشارت دراسات في هذا الخصوص إلى أن الأبخرة الناتجة عن تدخين السجائر الإلكترونية هي أقل ضرراً من السجائر العادية بنسبة 95%.
ما هي السجائر الالكترونية؟
هي أجهزة مكوّنة من بطارية ومبخار وكبسولة لإعادة تعبئة النيكوتين، كما تحتوي على مادة “بروبيلين غليكول”، وهي ملحق غذائي يُستعمل في تقطيع التبغ لحبس الرطوبة، وتأتي بنكهات مختلفة ومتعددة ومواد كيميائية تساعد في تكوين الدخان في رئتي المدخّن.
كيف تعمل السجائر الالكترونية؟
تعمل السيجارة الإلكترونية ببطارية قابلة للشحن، حيث يجري إدخال كبسولات إعادة تعبئة النيكوتين على شكل فلترات صغيرة، تبخّر وتُستنشق، ويمكن تدخينها في الأماكن العامة.
هل تساعد السجائر الإلكترونية المدخنين في الإقلاع عن التدخين؟
يلجأ البعض إلى استخدام السجائر الالكترونية بديلاً للسجائر التقليدية، كونها تُعد حلًا لمن يودّون الإقلاع عن التدخين. ولكن بالمقابل، وجد الباحثون أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الحاليين يواجهون ارتفاعًا بنسبة 43% في مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بينما واجه مستخدمو السجائر الإلكترونية السابقة زيادة بنسبة 21%، كما كشف تقرير طبي أن مدخن من بين كل 3 مدخنين للسجائر الإلكترونية، تظهر لديهم أعراض مرتبطة بتلف الرئتين أو الجهاز التنفسي، ما يعني أن الضرر الصحي كبير وخطير للمدخنين سواء السجائر الالكترونية أو العادية.
حول العلاقة بين السجائر الالكترونية والإصابة بفيروس كورونا:
أظهرت عدد من الدراسات أن الضرر الذي تسبّبه السجائر الإلكترونية لرئة المدخنين، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، بمعدّل خمس مرات أكثر من “غير المدخنين”، حيث توصّل فريق من الأطباء في “كلية طب جامعة ستانفورد الأمريكية”، إلى أن المراهقين والشباب الذين يدخنون السجائر الإلكترونية بصفة دورية، يصابون بفيروس كورونا بمعدل أكبر وبأعراض أسوأ مقارنة بغير المدخنين في نفس الفئة العمرية، إذ تتمثّل هذه الأعراض بالسعال والحمى والإرهاق وصعوبة التنفس.
وفي سياق متصل، حظر رئيس الفليبين، رودريغو دوتيرتي، في وقت سابق من العام الماضي، استخدام السجائر الإلكترونية في البلاد، تحت طائلة توقيف أي شخص يقوم بتدخين هذه السجائر علنًا. وقد وصف الرئيس الفلبيني السجائر الإلكترونية بأنها “سامة”، باعتبار أن السوائل التي تُستخدم فيها “أدخلت مواد كيماوية إلى جسم المستهلك”، ما يؤدي إلى إصابة الأخير بالأمراض وتهديد حياته في بعض الأوقات. فهل ستتّبع دول العالم كافة قرارات ممائلة، خصوصًا بعد إثبات العلاقة بين السجائر الالكترونية والإصابة بفيروس كورونا، في ظل الموجة الثانية من تفشي الوباء في مختلف دول العالم بشكل سريع ومخيف؟
ياسمين بوذياب