“حزب الله” يتمنى وصول فرنجية الى بعبدا ولا يستطيع فرضه: هل يفيده الفراغ أم يضرّه؟
يتمنى “حزب الله” إيصال رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، لكنه في المقابل يدرك صعوبة هذا الأمر، نظراً إلى الخلافات القائمة مع “التيار الوطني الحر” بالدرجة الأولى، التي تمنع الإنتقال نحو المرحلة الثانية، أي السعي إلى تأمين التوافق عليه مع بعض الكتل، والعمل لمنع كتل أخرى من الذهاب إلى لعبة تعطيل النصاب.
في هذا السياق، هناك من يطرح إمكانية أن يعيد الحزب تكرار ما فعله مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أي فرض إنتخابه من خلال لعبة تعطيل النصاب، لكن في حقيقة الأمر ليس هناك من قدرة للقيام بذلك، نظراً إلى أن الظروف الراهنة تختلف عن تلك التي كانت قائمة في العام 2016، لا سيما على المستويين المالي والإقتصادي، كما أن توازنات المجلس النيابي الحالي تجعل من الصعب أن ينجح حزب الله في ذلك.
في هذا الإطار، تلفت بعض الأوساط إلى أن أن ما قد يهدد به الحزب قد تذهب إليه قوى أخرى، ترى أنه من المستحيل أن توافق على تبني ترشيح فرنجية أو فتح الباب أمامه، وبعضها يذهب إلى الحديث عن أنه ليس مطلوباً منها أن تمارس دائماً دور “أم الصبي”، وبالتالي على الحزب أن يذهب أيضاً إلى تقديم تنازلات.
بالنسبة الى خصوم حزب الله فهم وقعوا في الفخ مرة ولن يقعوا فيه ثانية، وما حصل مع تجربة ميشال عون لا يمكن أن يتكرر وهو امر يحصل لمرة واحدة فقط كانت من نصيب ميشال عون، ولن تكون من نصيب فرنجية.
هذا الواقع، يقود بعض مؤيدي خيار فرنجية إلى الحديث عن أن الرهان الأساسي هو على تبدل في الظروف الإقليمية والدولية في الأيام المقبلة، بالرغم من أن فترة الإنتظار لا يمكن أن تطول، بحسب المعطيات الراهنة، لأن أوضاع البلد لا تحتمل شغوراً طويلاً، بينما في المقابل هذا الإنتظار قد لا يصب في صالح فرنجية، بل يفتح الباب أمام مرشحين أقوياء آخرين، قد يكون أبرزهم قائد الجيش العماد جوزيف عون.
محمد علوش