عذراً بني معروف.. المختارة لم تعد بخطر …
كتب رشيد حاطوم
إنتهى زمن الانتخابات ومعه كل الشعارات والفزّاعات التي رفعت من هنا وهناك، إختفى صوت الشيخ سامي ابي المنى الذي كان يدعو للنفير العام للدفاع عن المختارة، سقط الحرم عن طلال ارسلان ووئام وهاب اللذان كانا يعملان على استقدام “الغزوة الفارسية” الى الجبل،،، نعم عليكم أن تصدقوا الآن جنبلاط في أحضان حزب الله والحصار تحوّل إلى لقاء وود وانسجام وتنسيق.
ماذا سيقول الشيخ سامي أبي المنى للمشايخ الموحدين وكيف سيبرر لهم خطاباته ونداءاته الانتخابية الشهيرة من السمقانية، وكيف سيحفظ ماء وجهه امام مشهد وليد جنبلاط وهو يحتض الحاج حسين الخليل مستشار السيد حسن نصرالله، هل سيقول لهم أن جنبلاط يحاول شكرهم بعد ان أسقط حصارهم؟ أم انه يقنعهم بالعدول عن “غزو” الجبل بعدما أظهر جنبلاط أنه مستعد للتوبة السياسية؟ ماذا سيُقال للجماهير “الغفورة” بعد شهر من العملقة على أبواب المختارة إلى الحبو على أعتاب الضاحية؟.
عذراً بني معروف المختارة لم تعد بخطر.. ربما هذه العبارة التي يمكن ان ينتظرها الآلاف من أبناء طائفة الموحدين الدروز، ولكنهم لن يسمعوها لأن من يستعملهم مطيّة يوم الانتخاب لن تكون لديه الشجاعة ليقدم الإعتذار، وهو يدرك ان لكل موسم شعاراته وعدة الشغل اللازمة. وفي زمن الانتخابات تصبح كل الوسائل مشروعة من التهديد بالغزو الى الحديث عن حصار الى ما هنالك من أكاذيب سرعان ما تبين زيفها.
ربما لن يكترث أبناء الجبل بما سيصدر بعد اجتماع جنبلاط و”عدوّه” حزب الله، لأنهم منشغلون بالبحث عن كيفية تأمين رغيف الخبز وحطب الشتاء والحياة الكريمة بعدما سقطت كل الوعود الانتخابية، ولم يحصلوا الا على خبر لقاء بين جنبلاط وحزب الله، أكيد أن هذا لن يكفيهم كي يسدوا رمقهم وجوع عائلاتهم وأطفالهم، لكنه ربما يدفعهم للنهوض من سباتهم وسؤال أنفسهم عما وصلوا إليه ومن هو المسبب ولماذا يعيشون في حياة الذل والفقر، وربما عليهم أن يسألوا أنفسهم ماذا سيكون شعار الانتخابات المقبلة، وهل سيكون هناك حصار ايراني أو غزو سوري ام حرب إبادة من بلاد الواق واق، ولكن الأهم “هل سيكررّون نفس الخطيئة وينجرون خلف غريزتهم الانتخابية، أم سيغيرون ما بأنفسهم؟.