التطور التكنولوجي يحفز كبار السن على الغوص فيه!
عصر التطور التكنولوجي بما فيه الانترنت تسلّل الى معظم فئات المجتمع وفرض وجوده على نمط حياة الشريحة الأوسع ولاسيما الشباب، ولكنه أمتد ليطال جميع الفئات والطبقات والاعمار حتى بتنا في عالم صغير لا حدود فيه للتواصل بين الافراد في كل ارجاء الكرة الأرضية.
وإذا كانت التكنولوجيا الحديثة قد إنطلقت بنسبة كبيرة مع فئات الشباب الذين كانوا الاكثر استخداما لها فإن الاكبر سنا كان الكثير منهم يعتبره إماً ضرباً من المستحيل أو مضيعة للوقت ووسيلة للهو، فيما شكّل التواصل مع العائلة او ضرورات العمل واشياء مشابهة في الحياة حافزاً لكبار السن كي يخوضوا غمار هذا “المخلوق العجيب”! ولذلك بدأ بالانتقال رويدا رويداً من فئة الشباب الى الفئات الاكبر عمرا ومنهم كبار السن الذين كانوا بعيدين كل البعد عن امور التكنولوجيا ووسائلها غير المتوقعة.
كيف يبدو تأقلم هذه الفئة من المجتمع مع وسائل التواصل الحديثة وكيف يتعاملون معها، وهل هذا الامر له تأثير ايجابي على نفسياتهم؟
موقع “احوال” جال على البعض منهم بحيث تمايزت الاراء حول هذا الامر اذ قالت جورجيت يوسف في العقد السادس من العمر وهي ربة منزل وام لاربعة اولاد قالت:”نحن اليوم في عصر التكنولوجيا والانترنت وكأن هذا الامر فُرض علينا، كنت من الاشخاص الذين لا يستخدمون الهاتف ولكن اولادي اشتروا لي واحدا كهدية ،وبدأوا يحملون عليه التطبيقات ويقنعوني باستخدامها للتواصل معهم او مع اصدقائي لان الزمن تغير حسب وصفهم.
وتضيف: في الوهلة الأولى واجهت صعوبات بمعرفة تفاصيل هذه التطبيقات واستخدامها من الواتساب الى الفايسبوك وكنت اسأل اولادي دائما، واليوم اعتبر نفسي اعرف ما يجب ان اعرفه لكي استخدم هذه الوسيلة دون اي اخطاء لاتصل باولادي واصدقائي عند اللزوم!
بدورها تقول “ام طوني” (65 سنة) : لم اكن بوارد استخدام هذه الوسائل ولكن اليوم اصبحت ضرورية في حياتنا، وكأن كل شيء يتمحور حولها حتى انني اصبحت اتواصل مع اصدقاء لي انقطعت اخبارهم عني منذ فترة طويلة. ولكن هذه الوسائل اعادت التواصل بين العديد من افراد المجتمع وبخاصة عندما طوقتنا الكورونا واجبرتنا لفترات طويلة الابتعاد عن الاخرين!
وتتابع: من ناحية اعتبر ان هذه الوسائل لها ايجابيات في اعادة التواصل بين الافراد وتخفيف الوحدة التي يمكن ان يعانيها الفرد وخصوصا من تقدموا بالعمر وابتعد اولادهم عنهم، ولكن بنفس الوقت هي سيئة اذ انها في بعض الحالات فرّقت الاولاد عن الاهل واحدثت شرخا كبيرا لمن اساء استخدامها وبشكل مفرط!
من جهته يعتبر ميلاد بو فرح (75 سنة) ان وسائل التواصل اثرت بشكل كبير على حياتنا ، ويقول: منذ تفشي فيروس كورونا في العالم بدأت اتعلم رويدا رويدا على استخدام الانترنت لمعرفة الاخبار وكنت استعين بمن هم اصغر مني ليعلمونني كيف اتمكن من التواصل مع اقربائي واصدقائي، وبخاصة انني اعيش وحيدا فانا غير متزوج واشعر بكثير من الاحيان بالوحدة، وهكذا بدأت باستخدامها واصبحت اقضي ساعات وانا اشاهد افلاما او اتكلم بالصوت والصورة مع احد الاقرباء او الاصدقاء.
هكذا سيطرت وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة على حياتنا من دون ان نشعر . وبتنا مجبرين على التأقلم معها والعيش في فلكها كبارا وصغارا. ومما لا شك فيه ان هذه الوسائل بما فيها من ايجابيات وسلبيات اصبحت ضرورية جدا حيث بات من الافضل لنا اليوم ان نستفيد منها بالشكل الصحيح، وتحويل سلبياتها الى ايجابيات حتى ولو تقدمنا بالعمر الى حدود الشيخوخة وربما الكهولة.
مرسال الترس