مخطط لإبقاء لبنان من دون حكومة حتى الانتخابات النيابية؟
بدأت الأحزاب السياسية وعلى رأسها التيار الوطني الحر البحث عن بديل للرئيس المعتذر عن تشكيل الحكومة سعد الحريري، ومن المتوقع أن لا تنجح في إيجاد شخصية سنية قادرة على خوض هذا التحدي الكبير قبل أشهر من الانتخابات النيابية واحتمال انفجار الوضع الأمني – الاجتماعي نتيجة الانهيارات والكوارث المالية والاقتصادية التي ضربت البلاد والعباد.
مصادر سياسية بارزة، أشارت إلى أنه ليس لمصلحة “العهد” أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لقد تمكن من حسم المعركة السياسية مع الحريري عبر طرده من ملعب “التكليف”، لكنّ العثور على بديل لرئيس تيار المستقبل ليست مهمة سهلة، لا سيّما أنّ مخططًا سياسيًا يتم الحديث عنه في كواليس بيت الوسط وعين التينة، مضمونه عدم تبني أيّ شخصية سنية لرئاسة الحكومة، بغية ترك لبنان من دون حكومة حتى الانتخابات النيابية العامة عام 2022.
وقالت: “من المؤكد أنّ أحدًا لن يجرؤ على حمل ورقة التكليف دون الحصول على رضى الحريري وبرّي وبعض حلفائهم، والأيّام القادمة ستشهد مواقفًا حازمة لرئيس مجلس النوّاب فيما يخص الملف الحكومي، خصوصاً أنّ اعتذار الحريري تعتبر ضربة لـ برّي الذي أدار الملف بكلّ تفاصيله وأطلق عدة مبادرات وباحثات كان مصيرها الفشل، فالبتأكيد لن يسمح برّي بأي حلّ تتمّ صياغته خارج عين التينة، وذلك حفاظًا على مكانته السياسية في عزّ سوء علاقته مع سوريا ورئيسها بشار الأسد”.
وأضافت “الحريري أيضًا لن يقبل أن يكون الحلّ على حسابه، ولو قام ببعض المبادرات فإنّه يعتبر أنّ لا حكومة قادرة على وقف الانهيار في ظل وجود العماد ميشال عون في سدة الرئاسة، لذلك سيقتصر دور رئيس تيار المستقبل على إجهاض أي محاولة عونية لإيجاد شخصية سنية بديلة عنه، ليُكرس معادلة جبران “باسيل = التعطيل”.
من الجدير ذكره بحسب المصادر عينها، أنّ التيار الوطني الحر يسعى جديًا لعدم تكرار تجربة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي خذل التيار في عدّة مواضيع، ولم يكن على قدر المسؤولية، وهذا ما يؤكد صعوبة العثور على شخصية قادرة على التواصل مع المجتمعين الدولي والعربي، لمساعدة لبنان في الخروج من أزماته المستفحلة.
محمد مدني