تسريبات تفضح سوء معاملة الإدارة الأميركية لموظفينها
ينشغل البيت الأبيض هذا الأسبوع في لملمة الأمور ومنعها من الانفجار داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تحاول منع تسرّب المزيد من “الروايات الدراماتيكية”، بعد نشر تقارير تشير إلى خلل وظيفي واقتتال داخلي في مكتب نائبة الرئيس كامالا هاريس؛
ونشر موقع بوليتيكو إفادات عن موظفين في البيت الأبيض نقلوا من خلالها “الإستياء الذي طال أمده في مكتب هاريس والتوترات بين طاقم عملها والرئيس جو بايدن”. وتحدث الموقع مع 22 مصدرًا، بما في ذلك موظفي هاريس الحاليين والسابقين، الذين لفتوا إلى ضعف الروح المعنوية وسوء التواصل داخل مكتب نائب الرئيس.
وقال شخصان مقربان من فريق هاريس لشبكة شي أن أن، إنّ بعض الأفراد داخل مكتب نائبة الرئيس محبطون من طريقة سير الأمور. ولفت هؤلاء إلى أنّ بعض هذا الغضب موجّه بشكل مباشر إلى تينا فلورنوي، رئيسة فريق عمل هاريس. فيما قال مصدر آخر مقرّب من الموظفين إنّ هناك “تحديات وصراعات وشكاوى” حول فلورنوي من الموظفين، لكنه نفى أنها ترقى إلى مستوى خلّل وظيفي أو أن يكون التوتر بسبب أدائها.
فيما ذكرت صحيفة بوليتيكو، أنّه خلال مقابلات صحفية، وصف 22 مساعدًا حاليًّا وسابقًا لنائبة الرئيس ومسؤولي الإدارة ومساعدي هاريس وبايدن، أجواء المكتب بالمتوترة والقاسية. وقالوا في كثير من الأحيان، إنّ فلورني، ترفض تحمل المسؤولية في القضايا الحساسة وتلوم الموظفين على النتائج السلبية التي تلي ذلك.
ووصف شخص لديه معرفة مباشرة بكيفية إدارة مكتب هاريس، إنّ بيئة العمل مسيئة جداً، وقال: “إنها ليست بيئة صحية وغالبًا ما يشعر الناس بسوء المعاملة. إنه ليس مكانًا يشعر فيه الناس بالدعم”.
هذا، ويهدّد الخلل الوظيفي الذي يمارسه مكتب نائبة الرئيس بتعقيد صورة البيت الأبيض المصممة بعناية كمكان يعمل به مجموعة متماسكة من المحترفين الذين يعملون في تناسق لدفع أجندة الرئيس. ومن الواضح بما فيه الكفاية أن أعضاء فريق الرئيس قد لاحظوا الأمر وهم قلقون بشأن الطريقة التي يُعامل بها موظفو هاريس.
وفي محاولة لدعم هاريس، لفتت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي، إلى “أنّ نائبة الرئيس هي شريك مهم للغاية لرئيس الولايات المتحدة. لديها وظيفة صعبة، وعمل شاق، ولديها فريق داعم رائع مِن من حولها. ولكن بخلاف ذلك، لن يكون لدي أي تعليقات أخرى على تلك التقارير”.
وكشف مصدر مقرّب من البيت الأبيض أنّ المحادثات جارية الآن في الجناح الغربي حول كيفية تقديم دعم أفضل لفريق هاريس.
هذه المساعدة من الجناح الغربي هي علامة على أن السرد المتصاعد يمكن أن يبدأ في التأثير على هاريس، التي تُعتبر التالية في الترتيب لقيادة الحزب الديمقراطي مع احتمال إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2024.
وحاول كبار مسؤولي البيت الأبيض ومساعدو نائبة الرئيس الدفاع عن هاريس وفلورنوي، ووصفوا تقارير الاقتتال الداخلي والخلل الوظيفي بأنها مبالغ فيها أو ببساطة غير صحيحة. وسرعان ما انتقل حلفاء هاريس ومستشاروها الخارجيون – مثل المستشار المؤثر مينيون مور والاستراتيجي الديمقراطي باكاري سيلرز – إلى موقع تويتر، متطلعين إلى التخلص من الانتقادات؛ وقال الأخير:
“تركز نائبة الرئيس ومكتبها على أجندة إدارة بايدن هاريس لبناء اقتصاد من الوسط إلى الخارج ومن الأسفل إلى الأعلى، وليس من أعلى إلى أسفل، للتأكد من أن المساواة العرقية هي جوهر كل ما تفعله الإدارة”.
وفي مواقف داعمة لهاريس أيضاً، قال رون كلاين، رئيس موظفي بايدن، وهو صديق قديم لفلورنوي، في بيان لشبكة سي إن إن: “نائبة الرئيس هاريس وفريقها في طريقهم إلى أسرع وأقوى بداية لأي نائب رئيس رأيته، فيما يتعلّق بالهجرة، والأعمال التجارية الصغيرة، وحقوق التصويت، والنمو الاقتصادي. وتتضح ثقة الرئيس بها عندما تراهما في المكتب البيضاوي معًا “. وتابع، “النتائج تتحدث عن نفسها: انخفاض في الوافدين عبر الحدود من المثلث الشمالي، وتحسين المساواة في اللقاحات، وزيادة الفرص الاقتصادية للمرأة. أي شخص يتشرف بالعمل عن كثب مع نائبة الرئيس يعرف كيف حققت مواهبها وتصميمها نجاحًا هائلاً” .
ويُنظر إلى التقارير الأخيرة على أنها جزء من القصص حول الصراع الداخلي بين الموظفين وتدني الروح المعنوية، والتي تبعت هاريس من مكتبها في مجلس الشيوخ إلى حملتها الرئاسية، والآن إلى منصب نائب الرئيس. فيما وصف أحد مسؤولي الإدارة، الجهود الحالية التي يبذلها الجناح الغربي، بأنها محاولة للمساعدة في أي قضايا قد يواجهها أي موظف.
وقال المسؤول في الإدارة: “رون وأنيتا (دان) وسيدريك (ريتشموند) وآخرون أعربوا بالتأكيد عن تضامنهم مع فريقنا داخلياً وخارجياً “.
لكن بعض هذه الجهود ساعدت في الواقع في ترسيخ التقارير عن استياء الموظفين. بدلاً من إنكار وجود شكاوى حول الروح المعنوية داخل مكتب هاريس، أخبر دان – كبير مستشاري البيت الأبيض- بوليتيكو أن الشكاوى ” قد تم تضخيمها” وأقرّ بأنه “قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين طالهم الأذى”.
كما أدى رحيل اثنين من كبار المسؤولين لدى هاريس إلى مضاعفة الرواية، على الرغم من أن بعض المسؤولين أصروا على أنهما كانا يخططان دائمًا للخروج المبكر من الإدارة.
أحوال