د. رياض سركيس ل” أحوال”: التعرّف على مصابي كورونا عبر الكلاب ليس بديلة عن ال PCR
التقنية ستعتمد قريباً في مطار بيروت
منذ انتشار جائحة ” كوفيد 19 ” في شهر شباط الماضي ، يترقب العالم الحصول على لقاح قد يحدّ من انتشار هذا الفايروس الذي خرج تفشيه عن السيطرة.
وفي لبنان، تستمر وتيرة انتشاره مع فرض تدابير جديدة لمواجهته . وحده فحص الPCR يحدّد اذا كان الشخص مصاباً أم لا، وهو من أكثر الفحوصات التي تجريها المستشفيات لتحديد سلالة الفيروس الموجود في جسم الإنسان.
اليوم، يدخل لبنان تجربة جديدة من خلال الكشف عن الاصابة بفايروس كورونا ،وهي تجربة ذكية مبنية على فطرة الحيوان وتتمثل بقدرة الكلاب على اكتشاف الفايروس بواسطة رائحة الشمّ.
منذ فترة، كشفت دراسة ألمانية جديدة أن الكلاب البوليسية تستطيع كشف الأشخاص المصابين بقليل من التدريب. وشملت التجربة الجديدة تدريب ثمانية كلاب تابعة للجيش الألماني، على اكتشاف المصابين بواسطة الشم، بنسبة نجاح وصلت إلى 94 بالمئة بعد أسبوع واحد فقط من التدريب.
من جهته، يشرح البروفسور في جراحة الامراض السرطانية ورئيس الابحاث الطبية في الاختراعات بين مستشفيات فرنسا ولبنان دكتور رياض سركيس، ل” احوال ميديا”، عن هذه التقنية الذي تبنّاها شخصياً بالتعاون مع مستشفيات فرنسا.
يعمل سركيس منذ اثني عشر عا ماً على إعداد عدة دراسات وأبحاث ضمن كشف الامراض من جزيئات التعرّق من خلال الانف الذكي للكلاب البوليسية.
وتزامناً مع انتشار وباء كورونا، سعى الى تطبيق تجربة تقنية فحص الفايروس من خلال الكلاب، والتي من وجهة نظره ،” كانت ناجحة جداً”، ليعمل على تطويرها وجعلها قيد التنفيذ.
يؤكد سركيس انه ” صاحب هذه الفكرة الذي قدّمها الى لبنان وكل دول العالم”. ويضيف أنّ أول من باشر العمل عليها كانت كل من ” الامارات العربية المتحدة ودولة تشيلي، في حين “ما زالت في عدد من الدول طور الدراسة والتدريب، بعدما أظهرت 62 دولة اهتمامها في اعتماد التقنية”.
انطلقت الدراسات حول التجربة في شهر آذار الماضي واستمرت حتى شهر حزيران، بحسب تعبير سركيس، لتبصر التجربة الاولى النور في شهر تموز الماضي .
وعن التقنية، يشرح د.سركيس أنها ” تتميز باستخدام عينات العرق البشري وهي سهلة التطبيق وفق إجراءات احترازية صحية. يتم اخذ عينات من التعرق من خلال قطعة شاش يتم وضعها تحت إبط الشخص الذي ينوي اجراء الفحص. بعدها يتم نقل قطع الشاش عبر صناديق مغلقة الى إحدى مدارس تدريب الكلاب على الطاعة والحراسة، وتتعاون تلك المدرسة بشكل رسمي مع د. سركيس و إحدى مختبرات فرنسا التي تدعم التجربة اللبنانية. يقوم الكلب بشم رائحة الشاش. فبعد تدريبه على التعرف الى الروائح، ياخذ وضعية الجلوس بإشارة الى أن الفحص إجابي، اي ان الشخص مصاب بكورونا، وفي حال تجاهل الكلب الامر، يعني ان الفحص سلبيّ”.
ويضيف د. سركيس أنه ” في لبنان تم تدريب الاجهزة الامنية جميعها جيداً لاعتماد هذه التقنية ، كما أن التدريبات انطلقت في مطار بيروت الدولي “، ليُعلن أنه قريباً جداً ستُعتمد هذه التقنية رسيماً في مطار بيروت ، و ومن ثم على جميع الأراضي اللبنانية”.
ويشدّد سركيس على أنّ ” الكلاب الذكية مهمة في كشف فايروس الكورونا لانها تساعد على الحدّ من انتشاره”. وبرأيه ، تعتبر التقنية ” سريعة ودقيقة، كما تُعرف النتيجة في دقيقة واحدة ، بخلاف عن فحص ال PCR الذي يتطلب يوماً كاملاً من الوقت”.
أما على صعيد دقّة النتائج ، يشير سركيس الى احتمال وقوع شكوك بنسبة 30 في المئة من نتيجية فحص ال PCR ، بينما يُستبعد هذا الخطر عند تقنية اجراء الفحص من خلال الكلاب البوليسية.
رغم ذلك، يجزم سركيس “أن التقنية المعتمدة من قبله لا تحلّ بديلاً عن ال PCR الذي يبدي اهميةً لاجراءه، ولا تلغيه، بينما يساعد على تسريع النتائج” . وعن تسعيرة الفحص، يؤكد انه من المتوقع ان تكون أقل كلفة من الPCR وفي متناول الجميع”.
ويتوقف سركيس عند “أهمية حاسة الشمّ عند الكلاب في العلم الطبي الانساني، لان الكلب يستطيع أن يكبر في دماغه الانفي 10 آلاف مرة جزيئات الشم، مما يسمح كشف الامور بطريقة جدا دقيقة”.
ومن وجهة نظر سركيس، “لا تخدم هذه التقنية المصابين بكورونا فقط ، بل هي رؤية كبيرة للعلم الطبي “، مؤكداً على أنه ” يتعهّد تقديم هذه التقنية كمبادرة في عالم التطور العلمي”.
زينة برجاوي