من تويتر إلى كلوب هاوس… إليكم تجارب الناشطين
دخل تطبيق كلوب هاوس عالم مواقع التواصل الاجتماعي من بابه الواسع. ومن يتابع المنصات هذا الأسبوع، وتحديداً تويتر، يلاحظ أنّ حديث الناشطين هو عن التطبيق، عبر تغريدات من عدة ناشطين وإعلاميين عن أوقات غرف المحادثة. ويتميّز التطبيق بأنّه لا يعتمد على الكتابة أو الصورة مثل بقية التطبيقات، بل هو عبارة عن غرف محادثة تفاعلية صوتية. فكيف كانت تجربة الناشطين بالتطبيق الجديد، وما هو تصورهم لمستقبله؟
حلقة جديدة من التواصل الاجتماعي
اعتبر الكاتب الفلسطيني شاكر خزعل أنَّ كلوب هاوس سيكمل حلقة من حلقات مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح هدفها أن يستفيد الإنسان من حواسه الخمسة فيها. ورأى خزعل أنَّ التطبيق_ رغم أنّه ما زال بمرحلة الإنشاء، إلا أنّه يبدو أنّه قد تعلّم من تجارب مواقع التواصل السابقة، التي تحوّلت إلى منابر للتقاتل الاجتماعي، حيث أنّه وضع ميزة مدير الغرفة الذي يتحكّم بمن يستطيع التكلم لبقاء الحوارات هادئة وهادفة بعيداً عن المشاكل والتعصبية. وأكدَّ خزعل أنَّ التطبيق سيكون له مكان في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي ويكون مكمّلاً لها.
منصة للنخبويين
رأت الإعلامية أماني جحا أنَّ تطبيق كلوب هاوس يتميّز عن غيره من مواقع التواصل بمجال الدردشة الصوتية المفتوحة للجميع، حيث أنّ مواقع أخرى لديها ميزة التحدث صوت وصورة ولكن تكون بين شخصين فقط. واعتبرت أنَّ التطبيق الآن تجري فيه نقاشات بأغلبها نخبوية، حيث تجد غرفاً مختصة بأمور معينة وغرف إعلاميين وصحفيين، وغرفاً ذات بعد ثقافي معين. ويوجد غرف لكل الاهتمامات، وهذه الميزة تفتح آفاقاً جديدة للتعرف على الآراء المتنوعة، كما كان تويتر سابقا قبل أن يتحوّل إلى مرتع لحروب الجيوش الالكترونية والردود المنفعلة من الجمهور؛ وأضافت جحا أنَّ الناس كل فترة تريد التجديد، و”هنا تكمن ميزة كلوب هاوس بإدارة وتنظيم الحوار، ومشاركات من مختلف العالم كاسرة القيود الموجودة في مجتمعاتها؛ وهذا ما جعله يأخذ اهتماماً كبيراً.”
التفاعل الصوتي ترند جديد
اعتبرت الناشطة على مواقع التواصل سحر غدار أنَّ اليوم هناك ميلٌ للتوجّه نحو التفاعل الصوتي، وما البودكاست إلا دليلٌ على ذلك، حيث أنَّ الناشط يستطيع توصيل فكرته ورأيه بمساحة أوسع غير محدودة بعدد كلمات معين، وتفاعل غير جامد. ورأت أنّ تطبيق كلوب هاوس يتميز بالتبويب حيث يمكن للناشط اختيار المواضيع الذي يريد أن يسمع آراء مختلفة فيها وبنفس الوقت يعطي رأيه الشخصي. وأضافت غدار أنَّ التطبيق هو ترند جديد لم تُكشف بعد أي سلبيات له، وهو اليوم قيد الاستكشاف من رواده، ولكنهم سيعودون في نهاية الأمر إلى الروتين الاعتيادي، كون التطبيق يستنزف وقتاً، مما يجعلهم مستقبلاً ينظمون وقت استخدامه أو موازاة وقتهم مع بعض الغرف التي تثير اهتمامهم. وأردفت غدار، أنَّ للتطبيق مستقبلاً جيداً كون كل شيئ تقليدي سيتحوّل إلى ويب، ويصبح الهاتف الذي بين أيدينا هو حياتنا.
الإبتعاد عن الحسابات الوهمية مستقبل التواصل الاجتماعي
الناشط عباس زهري رأى أنَّ كلوب هاوس بدأ كتطبيقٍ نخبوي ذاع صيته عند مستثمري البيتكوين وروّاد الأعمال، ولكنّه سيتحوّل مستقبلاً إلى مكان للترفيه كما تحوّلت منصات أخرى عند العرب. واعتبر الناشط أنَّ مستقبل منصات التواصل هو التفاعل مع أشخاص حقيقيين ومعروفين، بعكس ما يحصل اليوم من من حسابات وهمية وجيوش الكترونية، وتوقع أنَّ التطبيق سيكون منافساً قوياً لعمالقة مواقع التواصل مثل فايسبوك وتويتر، الذين إما سيحاولون شراءه أو إذا لم يستطيعوا ذلك سيحاولون تقليده، كما حصل مع فايسبوك حيث استنسخ سناب شات بمنصة إنستغرام، لأنّهم طبعاً لن يقبلوا بمشاركة كعكة مواقع التواصل مع منافس جديد.
الناشط ليس متلقياً فقط
الناشطة سحر الأطرش رأت أنَّ أولى إيجابيات كلوب هاوس حتى الأن هو أنَّ الانضمام إليه هو عبر دعوات خاصة، وهذا يحدّ من المشكلة الكبيرة التي تعاني منها معظم المواقع من اجتياح حسابات وهمية وجيوش الكترونية، والتي أصبحت وسيلة لغسيل الأدمغة، وحوّلت شريحة كبيرة من الناس لببغاوات تردّد أي منشور عند المؤثرين. أمّا إيجابياته الأخرى، فهي أنَّه تفاعل صوتي مع عدة أشحاص وهنا يكون الناشط ليس فقط متلقياً بل مشاركاً في نقاش الفكرة. “وهذه تجرية اجتماعية جديدة فيها لمسة إنسانية أكبر.” وتنتقد الأطرش بعض الغرف التي بدأت بالاستئثار بالرأي و”إعطاء المحاضرات للمستمعين دون أنَّ تعطيهم مجال المشاركة برأيهم”. وأضافت الأطرش أنَّ كلوب هاوس سيأخذ حيزاً من الفضاء الرقمي، ولكنه لن يحلّ مكان التطبيقات التقليدية كون الناس تفضل الكتابة لتوثيق تديوناتها، كما أنَّ الوصول إلى المشاهير والسياسيين فيها أسهل.
إذن، تبدو تجربة الناشطين الأولية لتطبيق كلوب هاوس إيجابية بأغلبها، حيث تتنوع غرف المحادثة فيه. ويتوزّع الناشطون كلٌ حسب اهتمامه، على أمل أن لا يتحوّل إلى نسخة مشابهة لبقية المنصات، وتحتله جيوش التقاتل الالكتروني لفرض أجنداتها.