كلوب هاوس… تطبيق جديد أم معركة جديدة؟
ايلون ماسك يفعلها مجددا! هذا كان تعليق معظم المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أعلن في تغريدة انضمامه لتطبيق “كلوب هاوس” في جلسة نقاشية مع المطرب الأميركي كاني ويست.
Just agree to do Clubhouse with @kanyewest
— Elon Musk (@elonmusk) February 10, 2021
فعلها ايلون ماسك كما فعلها سابقا عندما توجّه بتغريدة من كلمتين “Go Signal”، كانت كافية لنقل عدد هائل من المستخدمين من واتساب إلى سيغنال، بالإضافة إلى عدة تغريدات كان لها صدى مخيف في عالم الأعمال وأهمها إعلان ماسك استثمار شركة تسلا 1.5 مليار دولار في بتكوين مما جعل قيمتها تتخطى الـ 50 ألف دولار لأول مرة، بالإضافة لإمكانية شراء سيارات تسلا عبر البتكوين.
ولم يكتف ماسك بهذه التغريدة فقط عن “كلوب هاوس”، بل أصبح يقوم بجلسات دائمة على التطبيق، حتى أنه وصل إلى دعوة فلاديمير بوتين لإجراء محادثة عبر هذا التطبيق!
.@KremlinRussia_E would you like join me for a conversation on Clubhouse?
— Elon Musk (@elonmusk) February 13, 2021
فما سر هذا التطبيق؟ وما سر شهرته؟ وما السبب الذي دفع ماسك إلى التسويق له؟ وكيف أصبحت القيمة السوقية لهذا التطبيق أكثر من مليار دولار في أقل من سنة؟
“كلوب هاوس” أو “Clubhouse” هو تطبيق من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن دخوله حتى الآن من خلال دعوة فقط، ويسمح للأعضاء بالانضمام إلى غرف افتراضية لإجراء مناقشات صوتية حول مختلف المواضيع.
لكن يبدو أن هذه النقطة وُجدت عمداً لأسباب تسويقية، فالموضوع ليس بهذه الصعوبة. يمكن لأي شخص التسجيل في التطبيق على أن ينتظر أن يتم الموافقة على انضمامه من قبل أي شخص من أصدقائه من الذين سبق وانضموا إلى التطبيق. كما أنه يمكن لأي شخص داخل التطبيق أن يدعو أشخاصاً آخرين. فوضع التطبيق تحت خانة أنه لا يمكنك الانضمام إليه الا عبر دعوات يهدف إلى رفع منسوب الحشرية عند المستخدمين للانضمام إلى هذا التطبيق واكتشافه، والبرهان على هذا الموضوع أن معظم اللبنانيين وحتى العرب أصبحوا جزءا من هذا التطبيق وبدأوا بعقد العديد من الندوات الحوارية عليه.
وعلى عكس شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على الكتابة، فإن النظام الأساسي لتطبيق Clubhouse قائم على الصوت، وليس النص، مما يجعله يبدو وكأنه “بودكاست” تفاعلي أو مكالمة جماعية. لكن ميزته أن جميع المحادثات وجلسات الحوار تكون بالصوت وغير مسجّلة، وهذا عامل رئيسي لسببين:
– السبب الأول أن الجلسات الحوارية بالصوت لها تأثير أكبر بكثير من النص، خاصة أن معظم المتحدثين على هذا التطبيق هم من كبار رجال الاعمال والمؤثرين، فإذا كان ايلون ماسك قادراً على التأثير بمجتمع كامل عبر تغريدة من كلمتين، فكيف عبر خطاب مباشر بالصوت؟
– السبب الثاني هو طالما أن الجلسات مباشرة وغير مسجّلة، فمن المستحيل مراقبتها ووضع رقابة مسبقة أو لاحقة عليها
ويقول بول دافيسون وروهان سيث، مؤسسا تطبيق Clubhouse إنه في أي ليلة، هناك الآلاف من الغرف المختلفة التي يمكن للأشخاص الانضمام إليها لإجراء محادثات مباشرة. يعمل “المضيفون” كمشرفين على المحادثات ويمكن لمن في الغرفة رفع أيديهم، افتراضيًا، لتشغيل ميكروفوناتهم وإعطائهم فرصة للتحدث. ومن بين المشاركين، قائمة من أصحاب رؤوس الأموال ورواد التكنولوجيا والمشاهير.
وأضاف مؤسسا Clubhouse، وكلاهما مرتبطان بمجال صناعة التكنولوجيا من مواقع سابقة في الشركات الكبرى، أن هدفهما مع Clubhouse هو “بناء تجربة اجتماعية تبدو أكثر إنسانية، حيث يمكنك عوضاً عن النشر، الاجتماع مع أشخاص آخرين والتحدث سويا”.
كل ما تقدم، سلّط الأضواء بشكل كبير على هذا التطبيق، فقد بدأت شركة “تويتر”، وهي منصة تضم جمهورا أكبر بكثير، مؤخرًا في تجربة ميزة جديدة تسمى “Spaces”، والتي تصفها “تويتر” بأنها تجربة صوتية حية يمكن فيها لعدد من الأشخاص التواصل أو مناقشة موضوع ما. كما بدأ الحديث عن سعي “فايسبوك” لاستنساخ هذا التطبيق، تماما كما فعلت سابقا عندما استنسخت الـ Stories من تطبيق سناب شات على جميع تطبيقاتها من فايسبوك وانستغرام وواتساب.
وتواجه شركة Clubhouse أيضا أسئلة حول ما إذا كانت مجهزة للتعامل مع إساءة الاستخدام والكلام الضار على تطبيقها، خاصةً مع زيادة حجمه. وبالفعل قد شارك بعض الأعضاء والنقاد علنا أمثلة على معاداة السامية والمعلومات الكاذبة والمضايقات على المنصة مما أدى حجب التطبيق في الصين كون الاعتماد على الصوت فقط يجلب تحديات جديدة عندما يتعلق الأمر بالإشراف على المضمون. وقد تخوّف الصينيون مثلا من استخدام المنصة من قبل معارضين صينيين للتأثير على النظام. هذا وقد وأعلن تطبيق “كلوب هاوس” الأميركي، البدء في مراجعة ممارسات حماية البيانات، بعد تقرير صادر عن مرصد جامعة ستانفورد للإنترنت، قال إن التطبيق يحتوي على عيوب أمنية تجعل بيانات المستخدمين عرضة للوصول إليها، خاصة من قبل الحكومة الصينية.
فإذا، معركة عمالقة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي تتواصل، ومن ورائها معارك أكبر بين كل من ايلون ماسك ومارك زوكربيرج، حيث أصبحت هذه المعارك بحجم معارك الدول الكبرى. فمن سيكون الفائز في السيطرة على بيانات المستخدمين والتأثير على قراراتهم؟