كيف تلقّف اللاعبون السياسيّون دعوة قبلان لحكومة أقطاب؟
في خضم الإشتباك السياسي الحاد بين معظم الأطراف اللبنانية والفشل في تحقيق أي خرق في جدار أزمة تشكيل حكومة جديدة وسط شعور لدى الجميع ألا بوادر حلحلة على هذا الصعيد في الأفق، وبالتزامن مع إشتعال الجبهة الكلامية على محور بعبدا – ميرنا الشالوحي وبيت الوسط إلى حدّ تبادل الإتهامات بالكذب والتعطيل، دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح لمناسبة يوم القادة الشهداء لدى المقاومة الاسلامية إلى تشكيل حكومة أقطاب وطنية تشكل ضرورة وجودية للبنان وتعيد له إستقلاله الإقتصادي والمالي، محذّراً من التقسيم أو الدفع نحو الخراب. فما تعليق الأقطاب على هذا الطرح؟
درغام: لا مشكلة لدينا بشكل الحكومة بل المهم الجوهر
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام أكد أن “التيار الوطني الحر” مع حكومة يشارك فيها الجميع ولا يشعر أي مكون لبناني انه مستهدف وهذا الاساس، مضيفاً: “فما نشهده اليوم هو إستهداف فريق معينٍ وعدم الإحتكام إلى الدستور لناحية إحترام صلاحيات رئيس الجمهورية كشريك فعلي مع رئيس الحكومة المكلف. نحن نرى كيف أن الثنائي الشيعي والحزب “التقدمي الاشتراكي” وتيار “المستقبل” سموا وزراءهم، وبالتالي على الجميع أن يسموا وزراءهم، مع الاشارة الى ان حزب الله لم يسمِ الحريري وترك له الحق أن يختار وزراءه”.
درغام أعلن ألا مشكلة لديهم بشكل الحكومة، أكانت حكومة أقطاب أو تكنوقراط أو حكومة سياسية بل المهم الجوهر أي إحترام وحدة المعايير وصحة التمثيل. أردف: “نحن نعيش أزمة إقتصادية ومالية وصحية وإجتماعية لم يعرف لبنان مثيلاً لها. بالتالي الأمر يتطلب مشاركة الجميع في عملية إنقاذية وليسيروا بشكل الحكومة الذي يعتبرونه الأنسب. المهم ان يشعر الجميع بأنهم معنيون بالخروج من هذه الازمة وأن يتمثلوا وفق حجمهم في مجلس النواب.
عبدالله: كيف نجمع الاقطاب والرئيسان “عم يدبحوا بعضهم”؟
من جهته، سأل عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله: “لدينا قطبان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف “عم يدبحوا بعضهم” وبالتالي كيف سيتم جمع 7 او 8 اقطاب؟”.
أضاف النائب “الإشتراكي”: “مع إحترامي للمفتي قبلان الذي يطرح الأمر من منطلق وطني ومن تحسّس لعمق الأزمة، حكومة أقطاب ربما كانت تصلح في السابق أما اليوم في ظل الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي فنحن بحاجة إلى حكومة تحاكي المجتمعين العربي والدولي وتكسب إحتضانهما. منذ بداية عهد الرئيس عون نشكّل حكومات بصفر غطاء دولي، لقد إنكشفت اللعبة إما تنفتح بالسياسة وتسير بالإصلاحات أو تستمر بعزلتك”.
واكيم: لا حل سيأتي على يد أهل السلطة
“القوات اللبنانية ضد حكومة أقطاب سياسية مع إحترامها لرأي المفتي قبلان، هذا ما أكّده، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم، مضيفاً: “نحن أول من دعا إلى تشكيل حكومة أخصائيين مستقلين منذ 2 أيلول 2019 خلال الإجتماع الإقتصادي في بعبدا، لأننا لمسنا ألا إمكانية أن تنجح الطبقة السياسية بإخراج البلاد من أزماتها المتراكمة أو أن تفرمل الإنحدار نحو الإنهيار. فالثقة أصبحت معدومة بها. كما أن الحكومات في لبنان أضحت مساحة لتقاسم المغانم بين الأطراف الأساسية وللإصطفافات التي تحولت في معظم الأحيان الى إشتباكات تعطيلية ما أفقد هذه الحكومات دورها القيادي والإنتاجي. لقد تبنى لاحقاً حراك 17 تشرين هذا الطرح، كما أن المبادرة الفرنسية إعتمدته بهدف تشكيل حكومة مهمة وقد وافقت على السير به كل الأطراف السياسية خلال إجتماع قصر الصنوبر عشية الأول من أيلول 2020”.
ختم واكيم: “بالطبع حكومة أقطاب وطنية ليست ضرورة وجودية للبنان بل من الضروري تشكيل حكومة تحظى بثقة الداخل والخارج كي تقدم الدول المانحة على دعمنا، وأول مدماك لإستعادة الثقة هو السير بالإصلاحات جدياً. أصبحت لدى “القوات” قناعة راسخة ألا حل سيأتي على يد أهل السلطة”.
أيوب: متمسكون بالمبادرة الفرنسية
بما يتعلّق بموقف الثنائي الشيعي وفيما تعذّر الحصول على تعليق من نواب “حزب الله” أكد مصدر مطلع أن “الحزب” في الاساس مع حكومة وحدة وطنية تكنوسياسية. أما عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أيوب حميد فأعرب عن إحترام المفتي قبلان وحقه بإبداء الرأي، مشيراً الى أن هذا الأمر ينطبق على جميع رجال الدين في لبنان بمن فيهم البطريرك بشارة الراعي ولو “شطح” في موقفه الأخير بشأن عقد مؤتمر دولي.
أضاف: “لكنّنا كحركة “أمل” وككتلة متمسكون بالمبادرة الفرنسية التي تدعو لتشكيل حكومة أخصائيين مستقلين حكومة مهمة رغم أن المماحكات التي نشهدها بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” تعيق ولادة هذه الحكومة. للأسف نحن في المجهول ونعيش هروباً الى الأمام من دون مواجهة حقيقية أكان من قبل حكومة تصريف الأعمال أو عبر تشكيل حكومة جديدة”.
“تيار المستقبل” صائم عن المواقف والتصاريح السياسية بطلب من الرئيس سعد الحريري سعياً الى تهدئة الوضع بعد الإشتباكات الكلامية للمستقبل مع أكثر من طرف مع الإشارة الى تمسكه المعلن بالمبادرة الفرنسية.
تبدو دعوة المفتي قبلان لحكومة أقطاب – بغض النظر عن حسن النية – خارج السياق، فالأقطاب نكسوا بوعدهم للرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون منذ ستة أشهر بتشكيل حكومة المهمة خلال 15 يوماً والأقطاب هم سبب الفشل الذي وصل اليه لبنان بنظر معظم اللبنانيين. حتى دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد تعثّر مساعيه الى تشكيل “حكومة الضمير” أضحت كصوت صارخ في البرية.
فمن سيسبق من؟ نهاية العهد أم تشكيل الحكومة؟!!