ملفات ساخنة

تحشيدات عسكرية في شمال وشرق سوريا.. مواجهة كبرى على ضفاف الفرات؟

خاص احوال ميديا

أفادت مصادر ميدانية بدخول رتل عسكري تركي جديد إلى الأراضي السورية عبر ريف حلب الشمالي، في إطار تحشيد متصاعد تشهده المنطقة الحدودية منذ أيام. حيث تتحرك تعزيزات عسكرية من عدة اتجاهات نحو محيط نهر الفرات، في مؤشر على استعدادات لمواجهة عسكرية واسعة النطاق بين قوات “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية) وعصابات مسلحة تابعة لرئيس سلطة الأمر الواقع في سوريا أبو محمد الجولاني مدعومة تركياً.
تجري الاستعدادات في ظل وضع سياسي هشّ في سوريا، حيث يشير سياق الخبر إلى أن الجولاني يعمل جاهداً لتجنّب هذه المواجهة، لكنه يجد نفسه مضطراً لخوضها في وقت تحشد فيه تركيا بكل ثقلها، مستخدمةً رجالها في العمشات والحمزات.
في المقابل، يسعى داعمو الجولاني، حسب المصادر، لشراء ولاء العشائر العربية التي لا تزال تقيم في مناطق سيطرة “قسد”، في محاولة لتأمين أكبر عدد ممكن من المقاتلين للمعركة المحتملة.

استراتيجية “قسد”
من جهتها، تستعد قوات “قسد” للمواجهة لا بوصفها معركة دفاعية فقط، بل كمنطلق استراتيجي لكسر التوازنات الحالية وفرض معادلات جديدة على سلطة دمشق. تُقدّم “قسد” نفسها للمجتمع الدولي على أنها “جسد عسكري علماني منضبط” يشمل جميع المكونات السورية (العربية والكردية والمسيحية وغيرها)، وهو جزء من سرديتها السياسية والأمنية.

المشهد العسكري المتصاعد يخضع لمراقبة ومتابعة حثيثة من قبل اللاعبين الإقليميين والدوليين. تتابع تركيا التطورات عن كثب دفاعاً عن مصالحها الأمنية المباشرة على حدودها، وتراقب إسرائيل الموقف لأبعاد تتعلق بأمنها واستقرار الجبهة الشمالية.
في الخلفية، تحدد الولايات المتحدة الأمريكية (الداعم الرئيسي لـ”قسد”) وروسيا المتصالحة مع تركيا الكثير من قواعد الاشتباك المحتملة وحدود التصعيد، في إطار التنافس والتفاهمات بينهما على الأرض السورية.
خلاصة القول: تقف منطقة شمال وشرق سوريا على حافة مواجهة عسكرية شاملة قد تعيد رسم الخريطة العسكرية والسياسية للمنطقة مجدداً، في مشهد يعكس تعقيدات المرحلة الانتقالية في سوريا وتشابك المصالح المحلية والإقليمية والدولية فوق أراضيها، حيث تنتظر الأطراف الخارجية النتائج بينما يُقدّر أن تكتب فصول المواجهة القادمة، إن اندلعت، بدماء السوريين.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى