سياسةملفات ساخنة

ثورة أم مقاولة.. من شعارات الحرية إلى “مزرعة آل الشرع”!

بعد أكثر من عقد على ما سُمي “ثورة” ضد الدولة السورية، ها هي الحقيقة المُرة تظهر للعيان. لكل من طبّل وزمّر وهلّل، ها هي ثورتكم التي حلمتم بها قد تحولت إلى مآساة من الفساد والمحسوبية التي تفوق أي خيال.

من نظام إلى نظام: لماذا خرجتم أصلاً؟

لا ندري إن كان الشعب السوري خرج ثورة وقدم مليون شهيداً -حسب ادعائهم- لأجل أن يستبدل منظومة حكم عائلية -حسب سرديتهم- بعائلة أخرى. فبدلاً من التحرر من نظام الأسد كما تدَّعون، ها أنتم اليوم تقبعون تحت نظام جديد مستبد أكثر بكثير، وأصبح نظام الأسد أمامه حمامة سلام!

“الهيئة”.. من ثورة إلى مزرعة عائلية

لقد سيطرت ما تسمى “هيئة تحرير الشام” على ٩٥٪ من مناصب الدولة وحولتها إلى مزرعة حقيقية. فهل هذه هي الديمقراطية التي حلمتم بها؟ هل هذه هي المساواة التي ناضلتم من أجلها؟

الفساد المُقنَّن: من القمة إلى القاعدة

· محسوبية صارخة: وزير من الهيئة يرسل كتاباً لمديرية المصالح العقارية في مدينته لرفع الحجز عن ممتلكات أقاربه، ويتم رفعها فوراً، بينما ملايين السوريين ما زال الحجز مفروضاً على ممتلكاتهم بسبب مواقفهم من النظام السابق وانخراطهم بالثورة.
· الترقيات العسكرية غير المشروعة: وزير وقادة في الهيئة يمنحون أشقائهم رتب عسكرية وبعضهم لم يمسك بارودة، بينما قادة عسكريون بالثورة اقتحموا مائة ثكنة وحاجز وأصبحوا عرضة للملاحقات الدولية ليس من يكترث لوجوهم او تضحياتهم.

أين الاحترافية؟

يقول الجولاني: “لدي فريق محترف”، ولكن الحقيقة تكشف ويكفي ان نذكر حالة محمد كحالة كنموذج وهو شاب من عربين يترأس الهيئة السياسية في كل سوريا، ويحمل شهادة الصف التاسع فقط.
والكل يذكر قصة ضرب محمد كحالة لوالده لأن الأب لم يقلع عن التدخين ،مما يودي إلى وفاة والده بعد أيام، ثم ظهوره فجأة بشهادة علوم سياسية من جامعة إدلب!
· الشهادات الوهمية: أصبح كل مسؤول من الهيئة يحمل شهادة من جامعة إدلب “بقدرة قادر”.

الكفاءة المعدومة: سيرك الإدارة

· محمد سكاف: معاون محافظ حماه بمعهد بيطري، فتح مكتباً في شارع صلاح الدين لتسهيل الرخص، وذهب للسعودية ليقترح بناء مدينة مائية على جبل زين العابدين!
· التعيينات الفاضحة: عشرون قائد أمني للمحافظات بدون شهادة ثانوية، ومدير المؤسسة السورية للتجارة بدون شهادة الصف التاسع.

الإذلال الدبلوماسي.. من القمة إلى الحضيض

في مشهد مهين، أرسلوا لغرفة تجارة الرياض دعوة للقاء “الشرع”، وحضر رجال أعمال كبار ليجدوا أنفسهم أمام حازم شقيق الشرع الذي قال: “أنا شقيق الرئيس”! فاكفهرّت وجوه التجار وغضبوا. فأي دبلوماسية هذه؟

المال العام: من الخزينة إلى الجيوب

· ماهر شقيق الرئيس الثاني: الذي ليس له علاقة بالثورة، يستحيل توقع اتفاقية أو عقد أو قرار إلا بموافقته.
· الهيئة: تعطي مبالغ طائلة لقادتها لترميم بيوتهم، بينما تهمل عناصرها الأساسيين، وتعطيهم زيادة ١٥٠$ في الراتب عن بقية العناصر.

من استبداد إلى إرهاب.. فأي ثورة هذه؟

إذاً ها هي ثورتكم المزعومة قد تحولت من أحلام التحرير إلى كابوس الإرهاب، ومن شعارات الحرية إلى واقع التطهير العرقي. لقد أصبحتم ترددون: “هذه ثورتنا” ولكن الحقيقة المرّة أن ما حصل هو استبدال نظام استبدادي -حسب زعمكم- بنظام طاغية إرهابي يقتل السوريين على الهوية، ويمارس أبشع اشكال الإبادة الجماعية.

فما حدث من تطهير عرقي بحق العلويين والدروز ليس سوى أكبر دليل على حقيقة ثورتكم المزعومة. لم تكن ثورة بل كانت مأساة، ولم تكن حرية بل كانت إرهاباً منظماً، ولم تكن كرامة بل كانت جريمة

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى