
الوهمُ يُصنع في دمشق!
بينما يعودُ الوفدُ السوري مِن واشنطن بخُفَّي حُنَيْن، يُعلن إعلام الجولاني أن “العبّارة عبرت المحيط”! المفارقةُ الساخرةُ تَكْمُن في تحويل الهزيمة الدبلوماسية إلى “نصر” وهمي، في مشهدٍ يُلخّص فنَّ خداع الذات لدى سلطة ترفضُ قراءةَ واقعٍ لم يتغير: الشروط الأمريكية لم تتراخَ، والباب لا يزال مُوصَدًا.
1. فشل المفاوضات: الجدار الأمريكي الذي صدم الشيباني
لم تكن زيارة الشيباني سوى محاولةٍ للالتفاف على قانون قيصر، لكن واشنطن وضعت شروطاً تعجيزيةً تُكافئ تغييراً جذرياً في سلوك النظام، وليس مجرد مناورة تكتيكية.
أبرز الشروط الأمريكية التي أنهَت أحلامَ الرفع السريع للعقوبات:
· الالتزام الكامل بالعملية السياسية وفق القرار 2254.
· قطع التحالف الإيراني والتصدي للميليشيات الطائفية.
· ضمان حقوق الأقليات وتمثيلها الحقيقي.
· محاسبة مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان.
. إبعاد المقاتلين الأجانب من المؤسسة العسكرية والأمنية
هذه الشروط تُشكِّلُ “ورطة وجودية” لسلطة الجولاني ، فقبولها يعني تفكيكَ بنيته الأمنية، ورفضها يعني استمرارَ العزلة والانهيار
2. آلة التسويق: كيف يُحوِّل إعلام الجولاني الهزيمة إلى “أسطورة”؟
إعلام الجولاني يُجيدُ لعبةَ التضليل، ويعمل على:
· تضخيم الهامشيّ: تحويل “الزيارة” إلى “حدث تاريخي”، و”اللقاء” إلى “انفراجة”.
· تزوير الوقائع: تقديم الشروط التعجيزية “كاهتمام أمريكي بالملف السوري”.
· صناعة الأوهام: الإيحاء بأن واشنطن “تراجعت” و”العزلة انكسرت”، بينما الواقع يُثبت العكس.
3. لماذا يصدق “بني أمَيَّة” هذه الأوهام؟
الظاهرة ليست بسيطة، بل هي نتيجة:
· الانعزال المعلوماتي: غياب التعددية الإعلامية، وسيطرة الخطاب الواحد.
· الإرهاق الجماعي: الشعبُ يبحث عن بصيص أمل، حتى كان وهمياً.
· الثقافة السياسية المُعَلَّبة: التي ترفض النقد وتُقدِّس الانتصارات الوهمية.
التاريخ سيسجلُ الهزيمة، لا “الفتح”!
زيارة الشيباني لم تكن سوى فاصل درامي في مسرحيةٍ طويلة: سلطة ترفض التغيير، ويُفضِّلُ الغرقَ في الأوهام على إنقاذ البلاد.
الدرسُ الوحيدُ الذي يجب أن يُستخلص: لا يمكن رفع العقوبات دون تغيير حقيقي، والاستمرار في خداع الذات سيُعمِّقُ الأزمةَ فقط.
السؤال الأهم: إلى متى سيستمرّ “بني أمَيَّة” في الرقص على أنقاض سوريا؟