هروب كبير من سجن بعبدا… قتلى وجرحى وفوضى
فوضى السجون وجائحة كورونا تتطلب خطط إصلاحية لوقف هذه الأحداث العبثية
استيقظ اللبنانيون على خبر عملية فرار كبيرة من الموقوفين في سجن بعبدا ليضيف إلى المشهد اللبناني مزيداً من الفوضى والعبث. من السجن الصغير إلى السجن الكبير خرج عشرات الموقوفين من بعبدا وانتشروا في شوارع المناطق المحيطة لترسم الصورة الحقيقية لفوضى السجون التي لا تتمتع بأدنى الشروط اللوجستية والتقنية. وبحسب المعطيات لم يتم التوصل إلى تفاصيل عملية الفرار وهويات الفارين. ولكن حتى الآن بات محسوماً أنَّ 69 سجيناً فرّوا من سجن بعبدا وقام البعض منهم بسرقة سيارة عمومية من منطقة الحدث وبسبب سرعتهم الزائدة اصطدموا بشجرة ما أدّى إلى مقتل 5 منهم وجرح آخر في حالة حرجة، فيما البحث جاري عن الفارين الآخرين.
وفي التفاصيل غير النهائية التي حصلت عليها “أحوال” أنه خلال ساعات الاولى من الفجر أقدم عدد من السجناء، على تحطيم الابواب والخروج من الزنزانات، وضرب عناصر الأمن بآلات حادة أثناء فتح الأبواب لإخراج النفايات. وجُرِح ثلاثة منهم مع عامل التنظيفات وتمَّ سجنهم في إحدى النظارات قبل أن يفتحوا باقي الأبواب ليهرب 69 من أصل 125 موقوفاً. فيما اختار الموقوفون الآخرون البقاء ومساعدة العناصر الأمنية الجريحة.
وفيما تُلاحق القوى الأمنية الفارّين وقد تمكنّت شعبة المعلومات من توقيف 10 منهم حتى الآن، توجّهت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون إلى مكتبها في بعبدا، للمباشرة بالتحقيق في الفرار الجماعي للسجناء ويتم تفحصّ كاميرات المراقبة في المناطق المحيطة وعلى كافة الأراضي اللبنانية.
وأكّد عضو في المجلس البلدي في الحدث لـ”أحوال” أنَّ الشرطة البلدية وقوى الأمن طاردت الفارين وتمّ القبض على عدد منهم في شوارع الحدت أمّا الآخرين الذين سرقوا سيارة عمومية، فقد وجدوا على بولفار كميل شمعون بعد تعرضهم لحادث سير. وأفيد بأنهم كانوا 7 قُتِل منهم 5 وجرح آخر. وفي وقتٍ سابقٍ فجراً، أفادت غرفة “التحكم المروري”، عن “وقوع عدد من الاصابات نتيجة اصطدام مركبة بشجرة على طريق عام الحدث قرب المجلس الدستوري”، ولاحقًا عادت وأفادت بأنّه ”إلحاقاً للحادث المروري على طريق عام الحدث قرب المجلس الدستوري نتج عنه جريح و5 قتلى”.
وفي بيان لها أعلنت بلدية الحدث أنه “بنتيجة عملية هروب عدد كبير من المساجين من سجن بعبدا صباح اليوم السبت 21 تشرين الثاني، وما تلاها من عمليات تعقب وملاحقة يقوم بها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في منطقتي بعبدا والحدت والجوار، وبالنظر الى خطورة الفارين وإحتمال تسللهم الى الشوارع والأبنية، تحذر بلدية الحدت جميع المواطنين وتطلب منهم التنبه لهذا الخطر وعدم فتح أبواب المنازل لأي طارق قبل التثبت من شخصه، والابلاغ فوراً عن أي شبهة”.
وسجن بعبدا ليس سجناً كامل المواصفات بل هو عبارة عن نظارة للتوقيف حيث لا تحمل العناصر الأمنية فيها السلاح حتى لا يستولي عليها الموقوفون ولكن الاكتظاظ في مثل هذه السجون يسبب الفوضى.
فرار الموقوفين يُعيد قضية الاكتظاظ في السجون إلى الواجهة حيث تثير الشغب والمشاكل وتسمح بتنقل عدوى الأمراض لا سيّما في زمن جائحة كورونا. فوجود أعداد كبيرة من السجناء لأشهر طويلة في النظارات يسبب الفوضى والقدرة على التنسيق والتواصل بين الموقوفين لتخطيط الهروب وإثارة الشغب وبات لزاماً على المسؤولين وضع حد لهذا العبث وتنفيذ المشاريع الإصلاحية للسجون وتطبيق العدالة.