منوعات

من ينقذ البيئة وطيور لبنان من طائر “الياسمينا”؟

قبل نحو أربع سنوات، لم يكن لطائر المينا أو “الياسمينا” كما يسميه اللبنانيون، أي وجود في جنوب لبنان، لكنه اليوم بات منتشراً بكثافة في حميع القرى والبلدات الجنوبية، لا سيما الحدودية منها، وبات يشكل خطراً حقيقيا على معظم الطيور الصغيرة الموجودة في المنطقة.

عند بدء انتشاره، اعتقد الجنوبيون أن هذا الطائر “يجب المحافظة عليه والاهتمام به، كونه جميل وله صوت مختلف، وقد يكون له فوائد بيئية مختلفة”، بحسب أحمد مزنر ابن منطقة مرجعيون الحدودية، حتى أن تعميماً صدر من احدى بلديات المنطقة، طالبت فيه “بضرورة الاهتمام بهذا الطائر، والامتناع عن صيده أو التعرض له”.

لكن مع مرور الوقت، لاحظ الجنوبيون تراجع أعداد طائر الدوري الشهير، والذي كانت أسرابه تملأ البساتين والحقول المختلفة، وله فوائد بيئية لا تحصى، منها القضاء على العديد من الحشرات الضارة والمساهمة في انتشار الأشحار الحرجية، ليتبين لهم أن طائر المينا يطارد الطيور الصغيرة ويهاجم أعشاشه ويقضي على بيوضها.

ويشير الناشط البيئي محمد بزون الى أن “طائر المينا كان محط أنظار أبناء المنطقة وأثار اعجابهم كونه من طيور الزينة وله صوت جميل، بالإضافة إلى حجمه الصغير وألوانه الساطعة من درجات البني حيث يتلون الرأس والذيل باللون الأسود وتحت عينيه يوجد جلدة صفراء”، لافتا الى أن “هذا الطائر يمتلك منقارا قويا يستخدمه في مهاجمة الطيور الأخرى، وهو يصنف من الطيور العدوانية تجاه الأنواع الأخرى للطيور والثدييات والإنسان، ويصعب صيده لسرعة حركته”.

يذكر أن طائر المينا يعتمد في غذائه على تناول فروخ الطيور الأخرى، والمحاصيل الزراعية لينال مرتبة كأحد 100 أشرس كائن حي وهو يعتبر أيضا من أكثر الطيور الدخيلة العدائية الغازية التي تؤثر سلبا على البنية الاقتصادية والبيئة والاجتماعية.

وقد بينت الدراسات أن هذا الطائر يؤثر سلبا على محاصيل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين، حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها.

كما تعتبر هذه الطيور من الطيور الناقلة للأمراض وهي تتكاثر بشكل كبير وتهاجم الثدييات وتهاجم اطيور اداجنة كالحمام، وتعتبر من الطيور الناقلة للأمراض فهي قد تتجرأ في مهاجمة أطباق الطعام على الطاولات المكشوفة في المطاعم وذلك يساهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت ذاته، لذلك بحسب مزنر “من الواجب البيئة علينا أن نحميها باتخاذنا الإجراءات المناسبة للحد من انتشار هذه الطيور لإعادة التوازن البيئي والحيوي” .

ومن المعروف أن موطن طائر المينا الأصلي هو في جنوب قارة اسيا لا سيما في تركمانستان، أوزبكستان، جنوب كازاخستان، شمال غرب الصين و سنجان، قيرغيزستان، طاجيكستان وجنوب ايران وشبه القارة الهندية باكملها تقريبا (باستثناء سري لانكا)، ومن ثم إلى ميانمار، تايلاند، الهند الصينية، شبه جزيرة الملايو وسنغافورة، كما تم ادخاله الى استراليا وجنوب قارة افريقيا.

وبحسب العديد من الخبراء، فان هذا الطائر وصل الى لبنان منذ مطلع التسعينيات، حيث ظهر في الجامعة الأميركية في بيروت وبعدها انتشر في مناطق مختلفة.

داني الأمين

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى