منوعات

ليس بالميغاسنتر وحده تتأجل الإنتخابات

بعد اتخاذ قرار تأجيل الانتخابات البلدية الى أيار العام المقبل، مبدئياً، كون العارفين يتحدثون عن تأجيل إضافي قد يطراً على الانتخابات البلدية، تتركّز الانظار نحو الإنتخابات النيابية التي يتحدث الجميع عن ضرورة إجرائها في موعدها، ويرغب الجميع بنفس الوقت بتأجيلها، ويُقال أن تطبيق الميغاسنتر سيكون الحجة لتأجيل الاستحقاق 3 أشهر تقريباً، أي حتى أيلول المقبل، قبل موعد الانتخابات الرئاسية.

إنما بالنسبة الى مصادر سياسية رفيعة، فإن “الميغاسنتر” وإصرار رئيس الجمهورية ميشال عون عليه، ومن خلفه التيار الوطني الحر، لا يقدّم ذريعة كافية لطرح التأجيل، بل يجب أن يُضاف إليه أسباباً أخرى، لمن يرغب بالطلب لجعله ممكناً، معتبرة أننا نمر اليوم في ظروف عالمية، قد تشكل الفرصة الذهبية لمن يريد تأجيل الإنتخابات.

ترى المصادر أن وقوف العالم على حافة حرب سيكون الفرصة التي ينتظرها من يريد تأجيل الاستحقاق، إذ أن هذا الحدث يقدّم الأسباب الكافية لذلك، سواء على الصعيد الخارجي ام على الصعيد الداخلي.

على الصعيد الخارجي لم يعد لبنان اليوم يحتل أولوية لدى الدول التي كانت مهتمّة بأموره، فإذا أردنا الحديث عن الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال فهي منشغلة بالحرب التي تجري في اوكرانيا، وهمّها الاول اليوم كيفية إفشال المخططات الروسية، وكيفية إبعاد أصدقاء روسيا عنها، وهذا ما تفعله من خلال حثّ الدول على إصدار بيانات الإدانة أولاً، وزيارة الدول الصديقة لروسيا لترغيبها بترك بوتين، كفنزويلا مثلاً، لذلك فهي ليست بوارد الاهتمام بالإنتخابات النيابية في أيار، أقله بالمدى المنظور، هذا دون أن نتطرق للأزمات الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية لمنع تفاقمها.

كذلك، تكشف المصادر أن الولايات المتحدة الأميركية اليوم غير مهتمة بلبنان سوى من باب ترسيم الحدود، لذلك فهي تضع ثقلها في هذا الملف، وتربط به كل باقي الملفات كالغاز المصري والكهرباء الأردنية، وحتى مفاوضات صندوق النقد الدولي.

اما فرنسا، فلا يُخفى على أحد أن رئيسها الذي كان يتحضر لإطلاق حملته الانتخابية الرئاسية، انشغل بالحرب التي تدور بالقرب منه، وباتت فرنسا لاعباً رئيسياً فيها، سواء على صعيد العلاقات السياسية مع روسيا أو العلاقات الاقتصادية وملف الغاز، أو العلاقات الإجتماعية حيث تشهد أوروبا أكبر موجة نزوح من أوكرانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

على الصعيد الداخلي، كيف يمكن إجراء انتخابات بظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة الدولة على تمويل شراء الفيول، وكيف يمكن إجراء انتخابات وأزمة المحروقات أطلّت برأسها وأسعار المحروقات وصلت الى حدود الـ 425 ألف ليرة، ومن المتوقع بحسب المؤسسات المالية الدولية ان ترتفع أكثر كون أسعار النفط العالمي ستتضخم خلال الأسابيع المقبلة بحال استمر الصراع الروسي – الاوكراني، وكيف ينتقل الناخب الى صناديق الإقتراع دون وسائل نقل، وكيف يمكن إجراء انتخابات والسلع الغذائية باتت تُفقد من الأسواق نتيجة تخفيض حجم التصدير من قبل الدول، تحسباً لاندلاع الحرب العالمية؟

ترى المصادر أن كل ما حاولت السلطة مواجهته خلال الشهرين الماضيين لتسيير شؤون المواطنين والعبور بهم نحو صناديق الإقتراع، تهدّم في ساعات قليلة، وبالتالي فإن هذه الظروف “الحربية” التي يعيشها العالم، وانعكست وستنعكس على لبنان، ستكون السبب المثالي الذي ينوب عن “العمل الأمني الكبير”، لأجل طلب تأجيل الإنتخابات، مشيرة الى أن هذه الفرصة لن تكرر امام القوى الراغبة بالتأجيل، وبالتالي نحن أمام أيام مفصلية على هذا الصعيد، فهل يتم تضخيم الأزمة المعيشية في لبنان تمهيداً لطلب تأجيل الإنتخابات لحين توافر ظروف أفضل لحصولها؟

محمد علوش

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى