منوعات

مواقف سياسية لوهاب وأرسلان في افتتاح حديقة الشهيد أبو ذياب

رعى رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان ورئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، احتفال افتتاح “حديقة الشهيد محمد أبو ذياب”، في حضور عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون، نائب الأمين العام ل”حركة النضال اللبناني” طارق الداود، اللواء علي الحاج، وأعضاء المجالس البلدية والهيئات الاختيارية والفاعليات الثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية ووفد من المشايخ والأهالي.

بداية، ألقى وهاب كلمة رحب فيها بالحضور وتوجه إلى الراحل: “لمثلك تليق الحدائق، ولفروسيتك تصبح الأشجار سيوفا تلمع فوق هامتك الصلبة، ولأنك الابن الحبيب الذي ابتعد عني جسدا وبقي في مشاعري ووجداني، ولأنك مقيم بين أفراد عائلتي وبلدتي، جعلت من إقامتك بجوار دار البلدة منتدى لكل طفل وشاب وشيخ وأم، فكلما أتينا الدار بأي مناسبة، سنلقاك مرحبا كما عادتك التي تربيت عليها، جامعا للكلمة والشمل، محبا لكل الناس بمختلف توجهاتهم وميولهم”.

وقال: “أفتقدك يا حبيبي اليوم، أكثر من أي يوم، أيها العاشق الذي بذل روحه من أجل روحي، ودفع دمه بدلا من دمي، فكنت الأمين المؤتمن وكنت البيرق الشامخ دفاعا عن كرامة بلدتك وجبلك وعزتهما، فمهما فعلت ومهما اجتهدت لتكريمك لن أفيك إلا القليل القليل، فيما أنت أعطيت الكثير، بل أسمى ما تملك في هذه الحياة، روحك ودمك. علمتنا الكثير من شهادتك وأعطيتنا بحراً من عطائك الذي لا ينضب، فغدوت علماً للتوحيد ومشعلاً للوحدة ومنارة على دروب الحق والكرامة والعنفوان”.

وتوجه وهاب الى أرسلان: “أما أنتم يا عطوفة الأمير، فمنذ اللحظة الأولى وقفت كبيرا كعادتك وتاريخك، لذا نحن سنمضي سويا ولن يبدلنا أي موقف عن الثبات بجانبك في السراء والضراء. إنكم يا عطوفة الأمير تعرفون هذه البلدة جيدا، فهي ما زالت متمسكة بجذورها ولن ترهبها غزوة، ولن تحيد عن ثوابتها، فهي والموت صنوان، متى كان الموت سبيلا وطريقا للحياة الحرة الكريمة”.

أضاف: “نحن أهل التوحيد، هذه هي تقاليدنا وعاداتنا، فما يصيب أي عضو من ضرر، تتداعى لنصرته سائر الأعضاء، لذا سنجعل من هذا الجبل معكم ومع كل القوى والشخصيات المؤمنة بهذا النهج، ملاذا للوحدة والحياة الآمنة والاستقرار الاجتماعي. وعهدنا لأهلنا جميعا ولمشايخنا الأجلاء خصوصا، أن يبقى عملنا مقرونا بالوقوف عند خاطرهم، وحسن دعائهم، وأن تبقى عمائمهم الشريفة البيضاء تضلل وجودنا، فهي خميرة الحكمة والعقل والتوحيد. وعليه يا عطوفة الأمير، وبمعيتكم، نتقدم من كل مرجعياتنا الدينية وبالأخص شيخنا الجليل الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، وشيخنا الفاضل الشيخ أبو محمد صالح العنداري، وشيخنا الشيخ أنور الصايغ، وكل مشايخ البياضة ومعصريتي وبيصور وراشيا والشوف وعاليه والمتن، بوافر الاحترام والتقدير، فهم القادرون على توجيهنا وتوحيدنا بما يحمي أهلنا وجبلنا، ويشكلون المرجعية الأولى التي نحتكم إليهم ولمشورتهم عند كل استحقاق لصيانة الوجود وأخذ الدور الذي نسعى إليه، لنكون في الموقع الذي درجنا عليه عبر التاريخ. وهنا لن أنسى شيخنا، الشيخ أبو علي سليمان أبوذياب، الذي حالت ظروفه الصحية دون حضوره بيننا، ووقف معنا في أصعب الأوقات كالسيف في موقفه، لم يتراجع يوما عن قول كلمة الحق، لأنه آمن بالحكمة الشريفة التي تقول الساكت عن الحق شيطان أخرس”.

وختم: “عطوفة الأمير، نحن وإياك لم نختر يوما إلا الطريق السياسي الصحيح الذي يحمي هذا الجبل وهذه الطائفة، أنتم كنتم في طليعة مَن دعا الى الخيار العربي وبوابته الشقيقة سوريا، واليوم تثبت كل الأحداث أن هذه النظرة هي النظرة الصحيحة، أن هذه النظرة هي نظرة المستقبل، أن هذه النظرة هي النظرة التي ستربح في النهاية، وأن هذه النظرة هي الوحيدة التي يمكن أن تحمي لبنان وتخلصه وتكون المخرج للبنان، لذا ندعو الحكومة الحالية إلى أن تكمل ما بدأته الحكومة السابقة في موضوع العلاقات مع سوريا وأن تطور هذه العلاقة لأنها المخرج الوحيد للبنان”.

أرسلان
ثم كان كلمة لرئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني”، شدد فيها على ثوابت وهاب في كلمته “إن كان على المستوى الداخلي اللبناني، أو على مستوى العلاقة الإقليمية وتوطيدها وتطويرها مع الشقيقة سوريا بوجود سيادة أخي الرئيس الدكتور بشار الأسد ومباركته ورعايته”. وحيا “الرئيس الأسد من هذا الجبل الأشم ومن بني معروف، وتحية من القلب الى القلب، فبني معروف مشهورون بالوفاء والإخلاص لكل من يقدم لهم من تضحية ومساعدة، وكيف لا؟ فلا يمكن أن ننسى دور سوريا ودور الرئيس الأسد في رعاية هذا الجبل ومباركته وما يحتاج إليه”.

وفي موضوع مشيخة العقل شكر لوهاب “مبادرته الكريمة، فهو تواصل معي وقام بمسعى جدي على قاعدة توحيد مشيخة العقل وحلحلة المشاكل الأخرى التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز، فكنت أول المرحبين، بل فوضت وهاب لحل من أجل توحيد مشيخة العقل وجمع كل الأمور الخلافية في الجبل ونحن معك، وعلى هذا الأساس حصل لقاء خلدة الشهير، وعلى هذا الأساس اتفق على لقاء خلدة في ذلك اليوم، وكان الكلام واضحا وصريحا عن ضرورة ارتفاق على إعادة توحيد مشيخة العقل وفق الأسس والمبادىء التوحيدية القائمة على شراكة رجال الدين الأجلاء وتشاورهم في البحث عن مخرج لائق لهذا الموضوع، وهذا ما حصل وكتب البيان، وألقى وهاب البيان باسم المجتمعين”. وقال: “ما حصل انقلاب على ما اتفق عليه في لقاء خلدة في شكله ومضمونه بالمطلق. وأمام هذا الواقع الأليم، كانت هناك فرصة جدية لإعادة توحيد مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، ولكن مع الأسف فاتت هذه الفرصة”.

أضاف: “بالنسبة إلينا، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز هو سماحة الشيخ نصرالدين الغريب، ونحن ملتزمون هذا الموضوع بالكامل، الى أن نصل الى يوم يتم فيه اتفاق جدي مع المرجعيات الدينية أولا ومن ثم الزمنية. وكما نحن ملتزمون سماحة الشيخ نصرالدين الغريب، ملتزمون بيان الشيخ أنور الصايغ باسم الهيئة الروحية عن مقاربتهم لموضوع مشيخة العقل”.

وأعلن “رفض فرض أمر واقع على الهيئة الدينية وعلينا، فلا أحد يستطيع أن يفرض علينا أمرا واقعا، وبخاصة في موضوع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز أو مصلحة الأوقاف والتعاطي معها أو المجلس المذهبي. هذه الأمور الثلاثة تخص كل موحد في هذه الأرض، وكما تخص الكبير تخص الصغير أيضا، كيف لا وهي تخص أولا الهيئة الدينية في طائفة الموحدين الدروز”. وشدد على أن “شيخ عقل الدروز ليس رئيسا روحيا على الإطلاق بل هو ممثل لرجال الدين لدى السلطات الرسمية، لأنه لو كان رئيسا روحيا لكانت الهيئة الدينية والمرجعيات الدينية الكبرى في الطائفة تقبل بأن تعين أو تنتخب شيخ عقل لطائفة الموحدين الدروز. نحن مستمرون والآتي من الأيام سيشهد مزيدا من التنسيق والوحدة في المواقف، إذ لا يحك جلدك إلا ظفرك”.

ونوه أرسلان بمزايا أبو ذياب الذي تربطه به “معرفة وعلاقة منذ عشرات السنين على المستويين الشخصي والعائلي والعام، وتكريم وهاب للشهيد محمد ليس مستغربا لأن الأصالة والواجب يقولان هذا”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى