ميديا وفنون

مايا دياب تدوس بكعبها العالي على الوجع…أين هي من حذاء سندريلا؟

لا تحتاج مايا دياب للكعب العالي فطول قامتها يكفي ويزيد. ولو دخلت لالتوت الأعناق لطلّتها لكنها ما زالت تطرق باب التغيير من أجل لفتة ومن أجل إثارة ضجّة مفتعلة.
لا تحتاج مايا الى كعبٍ عالٍ لوشم طلتها، فهي أثبتت أنّها سيدةٌ في طلتها وأم التغيير ومرجع الإبهار وحكاية الموضة.

رتّبت خزانة أحذيتها وجعلتها خلفية لمسرح أغنيتها وانطلقت تشدو. ّهذا حذاء منمّق، وذاك لمّاع، وآخر شفّاف، ومنه المزخرف والملوّن والطويل والقصير والمشكوك والمصقول ودوماً الكعب عالٍ.

هل الأحذية هي التي تدللت عندما غنت لها صاحبة القامة الفارعة أو  كان ينقص مايا كعباً لترتفع وتعلو؟

للحذاء حكاية قديمة، فلكل سندريلا أمير يبحث عنها وفي يمناه الحذاء الشفاف الذي سيناسب قدمها لتكون أميرة قلبه.

لكن مايا لم تضع حذاءها ولا تنتظر فتاها الذي يحمل لها قلبه هدية. بل جمعت كل أحذيتها واستعرضتها بدون هذه المنّة. فهي لو أضاعت حذاءً فعندها غيره الكثير من النفيس والثمين.

لم تخالف مايا العرف الذي عرفت به المرأة وعلاقتها بالحذاء. فلكل امرأة حذاء ينم عن شخصيتها ومكانتها. فهو الاكثر ثباتاّ أمام كل المتغيرات. قد تتغير مقاييس المرأة تنحف أو تسمن وتضطر أن تغير ملابسها، الا مقياس الحذاء فهو ثابت لا يتغير، وكأن الحذاء أصدق ما نقتنيه في جميع مراحل التغيير . لكن مايا لا يهمها هذا الثبات وهذه الصداقة التي لا تتبدل بل ترمي الى التفاخر. لذا جمعت كل احذيتها واطلقتها فرجة للعيون، تبدلها كعارضة فاردة ساقاها الطويلان نياماً وقعوداً وجلوساً تبدل أحذيتها ونعلها في وجوه المشاهدين.

كعبها العالي من كلمات محمود صلاح وألحان محمد رحيم وتوزيع هادي شرارة وإخراج اللبنانية شيرين خوري، تصدّر خلال ساعات من صدوره المرتبة الأولى في قائمة الأكثر تداولاً على مواقع التّواصل الاجتماعي. هل هذا دليل نجاح؟ أم أن مقولة خالف تعرف تفرض نفسها في هذا الكليب؟

هو زمن لم يعد فيه المشاهد الغارق في السّواد قادراً على فرض رؤيته على الحياة، وانتقل الى مرحلة أن الحياة قادرة على فرض مسارها عليه شاء أم أبى، فكورونا دجّنت وكبّلت، والوضع الاقتصادي جعل الجميع أسرى الماضي، كأننا كنا في حياة أخرى، انتقلنا الى حياة جديدة غريبة لا تشبه تاريخنا.

أما مايا دياب فما زالت  قادرة  على عيش رؤيتها وتجسيد أحلامها ولو من خلال كعب أحذيتها، في حين بات منتهى أحلام البعض أن لا يثقب حذاءه لأن تغيير نعله قد يقصف ظهره، بينما هي تتراقص وفي كل مد وجزر لأقدامها حذاء جديد ينادي بصيحات الفن.

هل بال مايا دياب مرتاح إلى هذا الحد؟ أن تفرد لنا أحذيتها وكعوبها وتلقننا درساً في التمويه عن ارهاصاتنا الحياتية التي لا نجد لها حلولاً؟ هل نجحت فعلاً والدليل عدد المشاهدين، أو أن هؤلاء دخلوا وتفرجوا ثم تبرموا وشتموا أو تقززوا و تمتموا  ثم قالوا “بشو بالها”.

هذه القنبلة الفنية التي بطلها حذاء وغناء، إن انفجرت فلأن السيقان طويلة ولأن الكلاب المضمومة قد تكون محسودة وهي تلعب أو تلعق الاحذية.

عدد المتفرجين لأربع دقائق ليست نجاحاً بل قد تكون فضولاً ومجرد فرجة وإثارة  فقط. النجاح يحتاج أكثر من كعب حذاء وأكثر من ساق. يحتاج رسالة . وحذاء سندريلا لم يصبح حكاية إلا لأنه كان  لغزاً يجسد حب الأمير للفقيرة. وكل أحذية مايا الغالية والثمينة لم توصل الى حد حل أي لغز عند المتلقي سوى أن فنانة تهوى التباهي والطرق على أبواب جديدة لكنها سطحية.

 

 

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى