انتخابات

مخطط لتطيير الانتخابات النيابية.. ما علاقة السفارة الأميركية؟

مصدر لـ"أحوال": دراسة أثبتت احتفاظ "حزب الله" وحلفاءه بالأكثرية

حتى الساعة، أي من الأطراف الداخلية لم يُعلن ما يُضمره إلى الملأ، والجميع يكرر معزوفة “ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها في ايار” لكن تحليل خريطة الحسابات الانتخابية والسياسية لدى مختلف الأطراف الداخلية والقوى الإقليمية الفاعلة على الساحة اللبنانية، تُخفي في سطورها حقيقة المواقف.

وإذ لم يُكشَف عن “مصنع” خبر تأجيل الانتخابات، يبدو أن السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا تأثرت بالمنخفض الجوي الانتخابي وافتتحت المعركة باتهام أحزاب كبرى في لبنان بمحاولة تأجيل الانتخابات وغمزت من قناة حزب الله والتيار الوطني الحر.

يؤكد مصدر في فريق “الثنائي الشيعي” و8 آذار لـ”أحوال” تمسك أمل وحزب الله والحلفاء في الانتخابات، وينفي أي نية لتأجيلها كما يسوق الخصوم السياسيون وتروج غرف سفارة “عوكر”، ويتهم الأميركيين بالعمل في السر لتأجيل الانتخابات. ويضع حرص واشنطن على الاستحقاق الانتخابي في اطار المغالاة في “حب لبنان” للتغطية على الإطاحة بالانتخابات وتحميل حزب الله مسؤولية ذلك.

ويكشف المصدر عن وجود مؤامرة لتطيير الانتخابات بعدما ظنت واشنطن بأن الانتخابات ستقلب الموازين الانتخابية وتنقل الأكثرية النيابية من فريق المقاومة والتيار الوطني الحر الى فريق 14 آذار مع تحالف قوى المجتمع المدني. وتعول واشنطن بحسب المصدر على قرصنة الساحة السنية بعدما غادر ملعبها الرئيس سعد الحريري لـ”القوطبة” على أغلب المقاعد السنية. وتُشير المعلومات في هذا السياق لـ”احوال” الى أن أكثر من طرف فاعل على الساحة السنية يتوثبون للانقضاض إلى الساحة السنية عندما تهدأ العاصفة الهوجاء التي هبت في “قلب” الطائفة السنية بعد “تطيير” زعيمها الأول.

وتكشف المعلومات أن السفارة الأميركية كلفت شركات أجنبية وعددًا من مكاتب الدراسات بإجراء احصاءات واستطلاعات للرأي أظهر آخرها بأن حزب الله وحلفاءه سيحصدون من دون التيار الوطني الحر ما بين 42 و46 مقعدًا والتيار الوطني الحر بمفرده ما بين 22 و24 مقعداً ما مجموعه 72 نائباً أي الأكثرية النيابية.

ولذلك بدأت “عوكر” بإعادة النظر بجدوى إجراء الانتخابات وبدأت التخطيط لافتعال إشكالات مع حزب الله، وأعطت إشارة الى الإعلام التابع لها في لبنان لتكثيف المقابلات التي تستفز حزب الله حتى لو وصل الأمر الى “شتم الحسين”.

في المقابل تتهم مصادر في 14 آذار عبر “أحوال” حزب الله والتيار الوطني الحر بالعمل لتأجيل الانتخابات كون التيار لا مصلحة له بإجرائها في ظل تراجع شعبيته منذ 17 تشرين حتى اليوم بعد الفشل الذريع للعهد الرئاسي الحالي في الحكم، ولذلك من مصلحته التأجيل والحفاظ على كتلته النيابية وتمثيله المسيحي فلا يحتمل صدمة انتخابية قبيل بضعة شهور من موعد انتخابات رئاسة الجمهورية. وهذا يتلاقى بحسب المصادر مع مصلحة حزب الله الذي لا يريد “هزة” انتخابية ونكسة سياسية تُعكّر نتائجها صفو الأكثرية النيابية الداعمة للمقاومة في الخيارات الاستراتيجية رغم الخلافات الداخلية التي تعتريه.

إلا أن أوساط التيار الوطني الحر تشدد لـ”أحوال” على أن التيار له مصلحة بإجراء الانتخابات لأنها ستجدد الشرعية المسيحية له وتثبتها ما يُعزّز موقع رئيس التيار جبران باسيل التفاوضي في طريق الوصول الى بعبدا.

في المقابل هناك من يرى بأن حساب الحقل السعودي ومن خلفه الأميركي، لم يُطابق “البيدر السني”، بعد اكتشاف “عوكر” حقيقة مفادها أن انكفاء الحريري لن يؤدي الى تشريع الساحة السنية لـ”أنياب” رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لالتهامها.. فوفق الحاصل الانتخابي كان الأجدى بـ”السفارة” “تزبيط” حساباتها وقياس الاوزان والاحجام على “الميزان” وبدل خوض مغامرة إقصاء الحريري، إقناعه بالتحالف مع “معراب” وتجيير بعض الأصوات المستقبلية للقوات في بعض الدوائر، وما حصل أن الإنتاج الحريري سيذهب إلى قوى سياسية عدة من ضمنها حلفاء حزب الله في الطائفة السنية، لذلك تحركت السفيرة شيا باتجاه الكنيسة المارونية ومعراب لتأمين المظلة الكنسية والسياسية المسيحية لتأجيل الانتخابات.

وما بين الرؤيتين ينقسم “المجتمع المدني” على نفسه بين مجموعات تريد الانتخابات لإثبات حضورها بعد “ثورة” 17 تشرين وأخرى ترفض وتفضل السير خلف رؤية “عوكر” الانتخابية. لكن بكافة الأحوال فإن المراقبين للمشهد الانتخابي يشيرون الى أن المعركة “على المنخار” والنتائج ضبابية ونسبة حصول الانتخابات 60 في المئة ونسبة تأجيلها 40%.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى