فرحان المرسومي في “حلب ست الكل”: تبييض الميليشيات بغطاء الإعمار

أحوال
في مشهد يعكس مفارقة صارخة بين الجلاد والضحية، ظهر اسم فرحان المرسومي، أحد أبرز أذرع إيران في الشرق السوري، كأحد المتبرعين والمكرّمين في مهرجان “حلب ست الكل”.
الرجل الذي قاد ميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني، وشارك في قمع السوريين المنتفضين ضد نظام الأسد، بات يُقدَّم اليوم كفاعل خير يسعى لإعادة إعمار المدينة التي ساهم في تدميرها.
المرسومي، الذي ارتبط اسمه بعمليات تهريب السلاح وتجنيد أبناء العشائر لصالح المشروع الإيراني، تبرع بمبلغ 300 ألف دولار للمهرجان، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لغسل سمعته وتبييض ماضيه الدموي. المفارقة المؤلمة أن المهرجان تجاهل عمدًا رموز الثورة الحقيقيين، ممن ضحوا بأرواحهم وبيوتهم من أجل كرامة السوريين، وفتح المنصة أمام من ساهموا في قمعهم.
هذا المشهد يعكس سياسة ممنهجة لإعادة تدوير وجوه النظام القديم، وتقديمها كجزء من “سوريا الجديدة”، في وقت لا تزال فيه العدالة غائبة، والذاكرة الجمعية تُشوَّه لصالح رواية المنتصر.



