رياضة

الحارس علي رمّال لـ”أحوال”: “النجمة” جزء من شهرتي.. وحُوربتُ كثيرًا في المنتخب!

إدارة "النبيذي" وعدتني بـ25 ألف ليرة ولم أحصل عليها، و"أبو شبكة" أكرمني في "الأهلي-صربا"

بدأ علي رمّال، المولود عام 1960، حياته الكروية مهاجمًا، قبل أن يتحوّل إلى حارس مرمى متألّق بين الخشبات الثلاث، ليبرز مع فريقَي “التضامن” و”النجمة”، وصولًا إلى المنتخب الوطني، مرورًا بالعديد من المحطّات اللّافتة التي يسردها في حديث لـ”أحوال”.

الإنطلاقة ورحلة المنتخب

يتحدّث رمّال عن تاريخ رحلته، فيقول لموقعنا: “البداية كانت مطلع السبعينات، مع مكتشفي قائد النجمة الكبير والتاريخي، أستاذي في المدرسة “حبيب كموني”؛ وفي عام 1976 وقّعتُ على كشوف “النجمة” ومعه على كشوف “التضامن-بيروت”، وسرعان ما تحول توقيعي إلى “التضامن” بفضل “عفيف حمدان”، ولستُ أدري حتّى اللحظة كيف تمّ هذا الأمر، علمًا أنّه أمر مخالف للقانون من أصله”، مضيفًا: “حرستُ مرمى التضامن لأول مرة في العام عينه ضد “الشبيبة-المزرعة”، وفاز فريقي بأربعة أهداف نظيفة، كما أذكر أنني تصدّيت لضربة جزاء ولفتتُ أنظار المتابعين، ومن يومها بدأتُ مسيرة التألّق بين الخشبات الثلاث، إذ كنتُ أبرز في دورات الأضحى و16 آذار، كما كنتُ أحصل على لقب “أفضل حارس مرمى” مرارًا وتكرارًا، حتى ضمن استفتاء الصحافيين، ولكنّني حوربتُ كثيرًا أيامها، حتى أنني أذكر تمامًا كيف تم إختياري إلى صفوف المنتخب المشارك في تصفيات أمم آسيا عام 1979 في أبو ظبي، وقبل يومين من موعد السفر أبلغني الإدارييون أنه تم استبدالي بحارس الراسينغ “بسام همدر”.

من هنا، يتابع رمّال حديثه لـ”أحوال” بالقول: “كنتُ أتألّق دومًا مع “التضامن” في كل الدورات، كما يتم إختياري كأفضل حارس مرمى، ولم أفهم استبعادي عنوة عن المنتخب إلى أن وصل الأمر إلى المدرب البلغاري للمنتخب “تيودور تشيموفسكي” الذي استدعاني بعدما شاهدني في لقاء ودّي بين “التضامن” و”النهضة”، مشيرًا بالمقابل إلى اختياره عام 1987 للمشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط في اللاذقية بسوريا، إلا أن الإصابة حرمته يومها من المشاركة، ليضيف: “وفي العام التالي، سافرت مع المنتخب إلى اليونان استعدادًا لخوض تصفيات كأس العرب في حلب، ولعبنا مباراة ودّية أمام أصحاب الأرض، خسرناها 1-4، وهنا وقع الخلاف بيني وبين المدير الفني “عدنان الشرقي” الذي طلب من رفاقي بين الشوطين إجراء عملية الاحماء واستثناني لأنه “لا يحبني”، الأمر الذي أثار استغراب مساعده “زين هاشم” الذي همس في أذن الشرقي قائلًأ: “ألا تريد من “علي” أن يجري عملية الاحماء؟”، ليقبل الشرقي على مضض ويأمرني بالاحماء، إلا أنني تمردت”، بحسب قول رمّال.

وفي سياق حديثه، يلفت رمّال إلى حصول مناوشة كلامية بينه والشرقي يومها، حيث هدّده الأخير بإيقافه عن اللعب فور عودتهم إلى بيروت، “وهنا خشيتُ أن يتأثر فريق النجمة بهذا الإيقاف، وبالفعل عند عودتنا طالبني الأمين العام للاتحاد “رهيف علامة” بالعودة إلى المنتخب، لكنني قلت له “لقد تركتُ كرة القدم، وإذا بقي الشرقي على رأس الجهاز الفني، فلن ألعب بعد اليوم”، بحسب تعبيره.

مع المنتخب اللبناني في كأس العرب في الأردن

“إلا أن ما حصل كان مفاجئًا، حيث تغيّرت الأمور إذ اعتذر الشرقي عن مواصلة عمله مع المنتخب، وتم تعيين “محمود برجاوي” المعروف بـ”أبو طالب” بديلًا له”، يقول رمّال، مضيفًا: “وإثر ذلك، عدتُ أساسيًا في التصفيات، وفي النهائيات التي أُقيمت في عمان؛ ويومها خضنا المباراة الافتتاحية أمام العراق ونلنا إحترام الجميع بعد تعادلنا السلبي أمام منتخب عائد من كأس العالم”.

من هنا، يتابع رمّال حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن يومها حضر كمّ هائل من الصحافيين العرب إلى الفندق لإجراء مقابلات معه ومع زملائه، “حتى أن الفنّانة عايدة أبو جودة زارت الفندق وهنأتنا، وكرّت سبحة الإنجازات فتعادلنا مع تونس وهزمنا السعودية قبل أن نخسر من مصر بعد مؤامرة بين العراق ومصر لإقصائنا، فاتفقا على التعادل السلبي بعد مباراة رتيبة وباهتة فيما بينهما، وقام المدرب السعودي الشهير “خليل زياني” باستدعائي إلى منتخب العرب مع المدافع “واصف الصوفي”، ولكن الإتحاد اللبناني عاد وبقدرة قادر بتسمية لاعب الأنصار “أمين الجمل” من دون أن أعرف سبب استبعادي”، يقول علي رمّال، “وخلال تواجدنا في الأردن، أبرق رئيس الجمهورية اللبنانية حينها أمين الجميل مهنئًا، ووعد بصرف مبلغ خمسة ملايين ليرة للاعبين، ولكن الأمر اقتصر على عشاء تكريمي في بيروت من دون أن أعرف أين “طار نصيبي من المبلغ الذي وعدنا به”، بحسب قوله.

اللعب للنجمة

عام 1987، يقول رمّال لـ”أحوال”، “اتفقت إدارة النجمة مع رئيس التضامن “عفيف حمدان” على انتقالي إلى النادي النبيذي مقابل 25 ألف ليرة، على أن أحصل أنا على مبلغ مماثل ولعبتُ في دورة رمضان التي أُجريت على ملعب المنارة بانتظار أن أحصل على المبلغ الموعود، لكن إدارة النجمة أخذت تماطل في الدفع حتى تاريخ خروجي من أبواب الفريق مطلع التسعينات، ولم أقبض أي فلس، فقررتُ التوقف عن اللعب لفترة حتّى تمّت مبادلتي بحارس التضامن الآخر “محمود طراد”، فلعبتُ في عدد قليل من المباريات مع التضامن، قبل أن أقرّر الابتعاد عن الملاعب”.

رمال حارس النجمة عام 1989

من هنا، يشير رمّال إلى أنه وبعد حوالي عامين، زاره الحكم الدولي “طالب رمضان”، وأقنعه بالتوقيع على كشوف الأهلي صربا، لكنّه تردّد في بادئ الأمر قبل أن يجري تمرينة مع الفريق تحت إشراف المدرب الأرميني الكبير “تسوريك”، الذي أُعجب بمهاراته، “وبالفعل حصلتُ على مبلغ 15 ألف دولار وراتب شهري يوازي ألف دولار، عدا عن العطايا التي كان يكرمني بها رئيس النادي “الياس أبو شبكة” بين الحين والآخر”، مضيفًا: “ومن خلال ما جمعته من الأهلي صربا، تمكنتُ من شراء شقّة وتعويض ما ضيعته علي إدارة النجمة في الثمانينات، وهو مبلغ 25 ألف ليرة”.

بكاء وتألق

يروي رمال لـ”أحوال” عن حادثة لا تغيب عن باله، حين لعب مع الأهلي صربا، فيقول: “لم يشركني المدرب في مباراة الذهاب أمام النجمة، ظنًا منه بأنني سأتهاون أمام فريقي السابق، وفي غرفة تبديل الملابس بكيتُ من صميم القلب لأنني لم أشارك في المباراة”، لافتًا إلى أنه لعب في مباراة الإياب “أساسيًا”، وكان نجم المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، فقام عندها جمهور النجمة برميه بقنينة مياه، “فتوجهتُ بكل برودة أعصاب وشربتُ منها، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهور وبدأ يكيل لي الشتائم، علمًا أنني لم أقصد أن استفز جمهور النادي الذي أوصلني إلى الشهرة إطلاقًا”، يقول رمّال.

مقتطفات سريعة

توجّه علي رمّال بعد اعتزاله إلى تدريب حراس المرمى في أندية “المبرّة” و”الراسينغ” و”الروضة” الدكوانة لفترات قصيرة، وفي إحدى مباريات الأخير في الدرجة الثالثة، تم إيقافه ظلمًا بحسب قوله، ما دفعه إلى الابتعاد عن هذه المهنة بعدما رأى ما يحصل من تلاعب وعروض من بعض الحكام لدفع رشى مقابل تمرير المباراة لمصلحة الفريق الذي يقبل بالعرض.

ويرى رمّال حاليّا، أن الحارس “مهدي خليل” هو الأفضل على الساحة المحلية ويفوق بمستواه باقي الحراس، في حين لا يعتبر أن “جمال طه” يصلح لقيادة دفة تدريب المنتخب الوطني، بالرغم من أنه كان لاعبًا متألقًا، ولكن “ليس بالضرورة أن ينجح اللاعب في مهمة التدريب”، يقول رمّال لـ”أحوال”.

مع النجمة الأول من اليسار وقوفا مطلع التسعينات

من جهة أخرى، يؤكّد رمال أن فريق العهد هو الأمير في الوقت الحالي، لأن سياسته في انتقاء اللاعبين الشبّان مميّزة، فـ”مسؤولوه يجوبون الضاحية الجنوبية ويحضّرون اللاعبين من خلال الدورات الشعبية، على عكس “النجمة” الذي لا يستفيد من هذه المواهب الصاعدة، وهم عرضوا عليّ مدّهم باللاعبين الشباب، ولكنهم لم يبدوا الجدية في تأمين بدل المواصلات على أقل تقدير”.

هذا وقد تلقّى رمّال عرضًا للعب مع مدرسة الجيش القطري منتصف الثمانينات، وعرض عليه يومها راتب 5 آلاف ريال ومنزل وسيارة، ولكنّه فضّل البقاء في بلده؛ كما كانت له تجربة قصيرة مع ناشئي “بوروسيا دورتموند” الألمانية أواخر السبعينات، ولكنه اضطرّ إلى ترك البلاد بعد مشاجرة بينه وبين شبان فلسطينين في ألمانيا، فسرعان ما حزم حقيبته وعاد إلى “التضامن” بيروت.

ويعترف رمّال لموقعنا أنه لم يكن يواظب كثيرًا على التمارين لأنها لا تستهويه، سواءًا مع النجمة أو مع الأهلي صربا، لذا يكتفي بتمرينة واحدة في الأسبوع، مشيرًا إلى أنه ان يحب أن يدخّن السجائر بين شوطَي المباراة في غرفة تبديل الملابس.

الحارس علي رمال كما يبدو اليوم

وفي الختام، يصف “علي رمّال” رحلته مع الكرة المستديرة بأنها “حلوة ومرّة”، مشيرًا إلى أن اللعب مع النجمة كان سببًا مهمًا في شهرته، كما أن فئة من الجماهير العاشقة للنبيذي والميسورة كانت تغدق عليه وعلى اللاعبين بالأموال، حيث يكشف لـ”أحوال” أن أحد رجال الأعمال من “آل قدورة” كان يطلب منه أن يأتي إلى مكتبه في الحمرا كل أول شهر، بعدما خصّه براتب قدره 500 دولار أميركي.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى