منوعات

“حزب الله” يتحرّك على أربعة مسارات.. ورسائل حاسمة الإثنين

لا انفراج اقتصادي قبل الانتخابات النيابية والعين على بعبدا

لم تنجح الإنفراجات على خط تأليف الحكومة و”تحرير” الخط النفطي العربي إلى لبنان في تبريد جبهة الصراع بين واشنطن و”حزب الله”، رغم مساحات التقارب الأميركي الخليجي – الإيراني. إلا أن “الحكومة الميقاتية” وُلِدت من صفقة فرنسية – إيرانية مع تقاطع مصالح مع الأميركيين للحؤول دون انهيار لبنان بالكامل، ما يؤدي إلى سيطرة الحزب وتمدّد النفوذ الاقتصادي والسياسي الإيراني في لبنان والمتوسط، وبالتالي تهديد المصالح الأميركية الغربية.

وبالتوازي مع الحرب الاقتصادية وسياسة الحصار التي تنتهجها واشنطن ضد “حزب الله” في لبنان، اشتعلت الساحة الداخلية بحرب إعلامية وسياسية بين الطرفين، تتوقع أوساط سياسية لـ”أحوال” أن تتأجج أكثر كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية، وحتى ذلك الحين ستستحضر واشنطن كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة للتأثير على الساحات الانتخابية وتحديداً مناطق نفوذ المقاومة وحلفائها، لا سيما “التيار الوطني الحر”.

وتُشير المصادر إلى أن “واشنطن أعطت الضوء الأخضر لتأليف الحكومة، لتحقيق أهداف عدة:

-استئناف المفاوضات في ملف ترسيم الحدود البحرية، وفرض حلّ على لبنان لتسهيل مهمة الشركات المكلفة استخراج النفط في حقل “كاريش” في فلسطين المحتلة المحاذي للبلوك رقم 9

-الإشراف على إعادة تفعيل الخط النفطي العربي إلى لبنان، لا سيما التواصل مع سوريا لقطع الطريق على النفوذ الإيراني عبر استيراد المحروقات وشركات التنقيب عن النفط

-إجراء الانتخابات النيابية، فالأميركيون بحسب المصادر يحشدون لتحقيق آخر رهاناتهم في لبنان والعراق، البلدين المعنيين بالمصالح الاقتصادية والأمن القومي الإسرائيلي، لذلك تسعى واشنطن إلى تغيير موازين القوى النيابية في بغداد وبيروت والسيطرة على المواقع الرئاسية فيهما لتغيير الهوية السياسية في البلدين، وبالتالي سياساتهما باتجاه أقرب للإنخراط في مشاريع التطبيع وإحياء “صفقة القرن”.

وتربط المصادر بين السعي الأميركي لتحقيق هذا الهدف، وبين عقد مؤتمر في العراق يدعو إلى التطبيع مع العدو الاسرائيلي، واجتماعات السفيرة الأميركية في بيروت مع مجموعات الحراك المدني الداعمين لهذا الخيار. لذلك، تؤكد المصادر أن “لا انفراج اقتصادي قبل الانتخابات النيابية، ففي حال انتقلت الأغلبية النيابية إلى حلفاء الأميركيين، فيتم مدّ لبنان بجرعات أوكسيجين حتى كسب الرهان الثاني، أي إيصال رئيس للجمهورية إلى بعبدا يدين بالولاء للأميركيين، وحينها تنجح واشنطن ببناء جبهة حكم لمصلحتها مقابل الدعم المالي”.

وفي هذا السياق، تتّهم جهات في “حزب الله”، عبر “أحوال”، الأميركيين بالضغط على حلفائهم في الأجهزة القضائية والأمنية لاتخاذ إجراءات تستهدف الحزب، كما يحصل في ملف انفجار مرفأ بيروت، محذّرة من التأثير على موقف قيادة أحد الأجهزة لانتهاج سياسات معينة، على غرار ما يفعله قاضي التحقيق في ملف المرفأ ومحاولات بعض الأجهزة فبركة ملفات وشهود زور وإفادات موظفين كبار في المرفأ موقوفين مقابل إخلاء سبيلهم، مذكّرة باستخدام حاكم مصرف لبنان في المؤامرة الأميركية الاقتصادية النقدية على لبنان في تشرين 2019؛ وجاء موقف الكونغرس الأميركيي بتأييد بيطار والتأكيد على نزاهته، بحسب ما تشير الجهات، ليزيد شكوك “حارة حريك”.

هذا وتتّهم الجهات الأميركيين وجهات داخلية حليفة لها، بفبركة مسؤولية ما للحزب بتفجير مرفأ بيروت بهدف تقليب أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين والرأي العام عموماً على الحزب، واتهامه بالوقوف عقبة أمام كشف الحقيقة وحماية المتورطين، بهدف تشويه صورته والتشويش على إنجازاته.

وتؤكّد الجهات أن “الحزب متنبه لهذه المشاريع التي ثبت فشلها في ثني المقاومة عن دورها ومهماتها في الدفاع عن لبنان والمنطقة”، وتجزم بأن “الحزب لا يتولى أي مسؤولية في المرفأ، ولا يملك أي مخازن أو مواد كما أو سلطة مباشرة أو غير مباشرة في المرفأ الخاضع لسلطة الأجهزة الأمنية والعسكرية والجمركية المختصة”.

وأمام هذا الهجوم الأميركي، نفّذ الحزب هجوماً مضاداً، موجّهاً رسائل حاسمة لواشنطن تؤشر إلى انتقال المواجهة الى قلب المؤسسات، وذلك على ألسنة عدد من قياديي الحزب من الصف الأول، لكن أخطرها كانت للسيد هاشم صفي الدين الذي هدّد بإخراج الأميركيين من أجهزة الدولة.

وبحسب مطلعين على موقف الحزب لـ”أحوال”، فإن “صفي الدين لم يطلق موقفاً إنفعالياً أو متسرعاً، بل جاء كرسالة متعمدة بعد التشاور في مجلس شورى الحزب الذي استشعر خطراً من استخدام مؤسسات الدولة ضده، وبالتالي سيتحرك على مسارات أربعة:

-توجيه أصابع الاتهام مباشرة وفي الإعلام الى المواقع التي تخدم الأميركيين وتستهدف المقاومة
-الضغط من داخل الحكومة لإقالة قيادات أمنية وعسكرية وقضائية معينة تحوم حولها الشبهات وتعيين مكانها
-تحريك تظاهرات شعبية ضد هذه المواقع
-اللجوء الى القضاء ضد القاضي بيطار”.

وتمهّد مواقف الشيخ نعيم قاسم والسيد صفي الدين الطريق لإطلالة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله الاثنين المقبل، لاستكمال مسار الهجوم على الأميركيين، لا سيما بعد كلام السفيرة الأميركية التي أطلقت الحملة الانتخابية بالتحريض على الحزب في تصريحات مسرّبة من لقاءات مع مجموعات المجتمع المدني.

وتتوقّع المصادر أن يوجه نصرالله رسائل تهديد حاسمة للأميركيين وللقاضي بيطار، ونصيحة للأجهزة وأخرى للحكومة فيما يتعلق بالعروض الايرانية.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى