منوعات
أخر الأخبار

هل تعلم أين يتم تخزين معلوماتك الشخصية الموجودة بالإيميل؟

من منا لا يملك إيميل على Gmail أو Hotmail أو غيره؟
من منا لا يستخدم Google Drive أو One Drive أو Dropbox؟
جميعنا نستخدم هذه التطبيقات ونستفيد من مميزاتها إن من ناحية إرسال البريد الالكتروني أو من ناحية تخزين المعلومات على السحابة الالكترونية (Cloud) حيث تُمكننا من الوصول لمعلوماتنا في أي وقت، من أي جهاز ومن أي مكان في العالم مع خاصية الحفاظ على نسخ احتياطية (Backup) للمعلومات بحيث حتى إذا تعطل جهازك لا تخسر جميع معلوماتك القيمة!
جميعنا نعلم أين نخزّن أغراضنا الشخصية وخاصة الثمينة منها مثل الذهب والملفات الشخصية وغيرها.
أولاً لأنها قيّمة وثانيا لأنها ملموسة ونستطيع أن نراها أمامنا.
لكن لماذا لا نفكّر أين يتم تخزين ملفاتنا الالكترونية في الايميل وغيره؟ أليست بنفس أهمية أغراضنا الشخصية الملموسة؟
ألا يعنينا أين يتم تخزينها ومن يستطيع الاطلاع عليها؟
لذلك يجب طرح عدة أسئلة: أي يتم تخزين هذه المعلومات؟ ومن لديه الصلاحية للحصول على معلوماتي الشخصية الموجودة في الايميل وعلى الـ Cloud؟
في معظم الأحيان، أطرح هذا السؤال خلال دوراتي التدريبية والمؤتمرات التي أشارك بها، ومعظم الأجوبة تتراوح بين “لا أعرف” أو أن المعلومات هي على الـ Cloud أو بطبيعة الحال يكون الجواب في أميركا!
في البداية ولتسهيل الأمور على القرّاء، أي معلومة (نص، صوت، صورة، فيديو…) موجود في النهاية على سيرفر في مكان ما في العالم!
لنبدأ بـ Dropbox والذي يستعمل بشكل كبير بين الناس لتخزين الملفات ومشاركة الملفات الضخمة التي يصعب إرسالها بالإيميل. يذكر موقع Dropbox أن المعلومات موجودة على سيرفرات في مراكز تخزين البيانات في الولايات المتحدة الأميركية. لكن الخطورة تكمن في فقرة تحت عنوان ” كيف يتجاوب Dropbox مع الطلبات القانونية للحصول على معلومات المستخدمين”؟
يؤكد Dropbox على موقعه أنه مثله مثل جميع المواقع والايميل والإلكترونية، يتلقون طلبات من حكومات للحصول على معلومات المستخدمين، وبعد التأكد من قانونية الطلب، يسلمون المعلومات إلى الحكومة المعنية وفي بعض الأحيان تمنعهم هذه الحكومة من إبلاغ المستخدم بأن معلوماته الشخصية قد حصلت عليها جهات حكومية محددة!
الأمر نفسه يطبّق على ِشركة غوغل والـ Gmail وشركة مايكروسوفت والـ Hotmail حيث أن معظم سيرفرات ومراكز تخزين هذه الشركات تقع في الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي يجب أن تخضع لقوانينها ومن ضمنها تسليم معلومات أي مستخدم في حال طلبت الحكومة الأميركية ذلك!
بعد ذكر كل ما تقدم، كيف من الممكن أن نحمي ملفاتنا الشخصية والايميل الخاص؟
بدأ العديد من الدول وخاصة الاتحاد الأوروبي بوضع قوانين لحماية خصوصية الافراد ومعلوماتهم الشخصية وأهمها الـ GDPR (General Data Protection Regulation) والذي من أهم بنوده منع تخزين ملفات الافراد والمؤسسات الأوروبية خارج نطاق دول الاتحاد الأوروبي وضرورة حمايتها تحت طائلة غرامات مالية كبرى تصل إلى أكثر من 10 مليون يورو!
وهذا ما يفسّر سبب الحرب التي شنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تطبيق تيك توك وحظره في الولايات المتحدة الأميركية إذ اعتبر أن الصين تقوم بتخزين معلومات عن المواطنين الاميركيين في الصين وتستفيد من هذه المعلومات للتجسس عليهم!
في الخلاصة، يجب إعطاء أهمية لمعرفة أين تقوم الشركات بتخزين للتطبيقات التي نستخدمها في المراسلات الالكترونية وتخزين الملفات على الـ Cloud وفي أي دولة في العالم لكي نستطيع تأمين الحد الأدنى من معرفة أين يتم تخزين ملفاتنا الشخصية ومن يستطيع الحصول عليها!

رولان أبي نجم

رولان أبي نجم

مستشار وخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات. مدرّب في الأمور المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات وأمن وسرية المعلومات بالإضافة إلى التسويق الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى