اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. يوم نصرة الحق وإدانة الاحتلال
يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، يحييه العالم من داعمي فلسطين دعماً للانتفاضة وتحية للشهداء وللأحرار المدافعين عن القضية الفلسطينية.
يوم تحتفل به الامم المتحدة ومؤسساتها بناءً على قرار الجمعية العامة رقم (32/40) ب، الصادر في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1977 باعتبار تاريخ 29/11 من كل عام يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو التاريخ الذي تمّ فيه اتخاذ قرار التقسيم رقم 181 المعروف الذي طالب بقيام دولة فلسطينية وأخرى (إسرائيلية)، ولكنه لم يطبق في شقه الفلسطيني حتى الآن.
وبتاريخ 1/12/2005 تم اتخاذ قرار آخر رقم 60/37 يقضي بتقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية لهذه القضية، ومن المعروف أنه في عام 2015 تمَّ رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم بعد قبول مشاركة فلسطين بصفة مراقب، كما أنه من المعروف أيضاً أنه ومنذ صدور قرار التقسيم حتى الآن، ورغم مضي أكثر من 74 عاماً على النكبة، ورغم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني طوال هذه المدة، ورغم العديد من قرارات الامم المتحدة، ورغم إعلان قيام الدولة الفلسطينية في عام 1988، ووثيقة الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني الذي عقد في الجزائر… إلا أن الدولة الفلسطينية لا زالت حبراً على ورق، ولم يتم تجسيدها على الأرض، وبقيت حلماً يراود الفلسطينيين.
فلسطين التي لم تكن يوماً مسألة محلية بل قضية إنسانية عالمية قضى في محرابها العديد الشهداء الأمميين والعرب من الكويت وتونس وسوريا ولبنان والاردن والعراق والمغرب والجزائر واليمن وليبيا ومصر وفرنسا وايطاليا وتركيا.. لا تزال في عقول أحرار العالم وإن تخلت عنها أنظمة وحكومات تواطأت على نكران أحقيتها.
وفي وجدان الأحرار تبقى القضية حيّة ومقياساً لشعارات الحرية والعدالة والإنسانية.
وإحياء هذا اليوم يحمل الكثير من الرسائل أولها إدانة الصمت والتخاذل الدولي وسياسة الكيل بمكيالين تجاه الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وتقاعسه عن لجم هذه السياسة العدوانية العنصرية.
من لبنان وسوريا والعراق ومصر وتونس والمغرب والأردن والجزائر والبحرين وفي أوروبا والأميركيتين يحرص مناصرو فلسطين ورافضو مظلوميتها على إحياء هذا اليوم من خلال ندوات ولقاءات تبقي على نبض التحرير حيّاً.
وبهذه المناسبة رأى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه “يجب أن لا يقتصر دعم فلسطين على الخطابات وإنما بالخطط العملية من أجل استعادة الحق الفلسطيني”.
مؤكداً في هذه الـمناسبة على الموقف “الـمبدأي الثابت الداعم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه الـمغتصبة، التي تَكْفلُها الشرعية الدولية”.
وقال “إنَّ إحياءَ هذا اليوم، هو تأكيدٌ صريحٌ لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في إقامة دولته الـمستقلة وعاصمتـها القدس، وفرصَةٌ، لِتذكيرِ الـمجتمع الدولي بمسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تُجاهه، فما يَحتاجُه الشعب الفلسطيني هو أَنْ تَتِمَّ ترجمةُ التضامن الدولي إلى خطوات عملية، وإجراءاتٍ تنفيذية، الأمر الذي يَستدعي وقفةً جادة وحازمة من الأسرة الدولية، وخاصَّةً من مجلس الأمن والجمعية العامة، ليس فقط لِوَضْع حَدٍّ لتَعنُّتِ الاحتلالِ، ورَفْضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية، وإنَّما بالـمُناهضة الفعلية والقوية لـمنظومة الاستيطان التي يُقَوِّضُ الاحتلال من خلالها كلَّ فُرص تحقيق حلِّ الدولتيْن، ويُنْتِجُ بانتهاجها واقعًا مريرًا من التمييز وازدواجية الـمعايير”.
وهذا ما أكد عليه أيضاً ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
أما الشعوب العربية فلا تتوانى رغم همومها عن الالتزام بالقضية الأساس، ولعلّ ما شهدته دولة قطر التي تحتضن كأس العالم 2022 أبرز دليل على عيش فلسطين في نبض العرب.
وتعبيرًا عن تضامُنهم قاموا برفع الأعلام الفلسطينيّة تحت مرأى الإعلام العالمي وهتفوا بإسم فلسطين في كافة فعاليات المونديال في الدوحة، وارتدوا شارتها فأصبحت تّزيّن الملاعب في كُلّ الأوقات، ولا تكتملُ الأنشطة إلّا بوجود علم فلسطين. وانضم إليهم متضامنون من مختلف الجنسيات الذين رقصوا وغنوا على حب فلسطين.
إحياء يوم التضامن هو تأكيد صريح لحقوق شعب فلسطين غير القابلة للتصرف، في إقامة دولته الـمستقلة وعاصمتـها القدس، وفرصة لتذكير الـمجتمع الدولي بمسؤولياته التاريخية فمتى تأتي العدالة في ظل الأعمال العدائية الإسرائيلية اليومية؟.