عقد المؤتمر الوزاري العالمي الثالث حول مقاومة مضادات الميكروبات في مسقط
تنطلق اليوم الخميس فعاليات المؤتمر الوزاري العالمـي الثالث رفيع المستوى حول مـقاومة مضـادات الميكروبات والمقام في العاصمة العُمانية مسقط بمشاركة أكثر من 40 دولة بممثلين رفيعين المستوى من وزراء ونواب يمثلون صحة الإنسان وصحة البيئة والحيوان، ويرعى حفل الإفتتاح الذي تنظمه وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العمانية بالتعاون مع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي والمجموعة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد – رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني.
ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر جلسات نقاشية بين الوزراء المشاركين والمنظمات ويتم خلالها التطرق لما أنجز حتى الآن من حراك للسيطرة على الوباء الصامت لمقاومة المضادات والتحديات والفرص المتاحة للسيطرة على الانتشار وتخفيف الآثار السلبية لها على صحة البشر والحيوانات والاقتصاد والنمو والتطور العالمي، كما سيتخلل جلسات النقاش استعراض التجارب الناجحة من الدول المشاركة وتبادل الخبرات والآليات المتبعة للاستجابة بمنظومة الصحة الواحدة، كما ستكون هناك جلسات متوازية لنقاش 4 محاور مهمة بإدارة خبرات عالمية ومشاركة دولية ومن منظمات مختصة تدور حول: تفعيل خطط الاستجابة على مستوى الدول، الترصد للمقاومة بمنظومة الصحة الواحدة التي تشمل الإنسان والحيوان والبيئة، الحراك السياسي والموارد المالية، البحث والابتكار.
الجدير بالذكر أن تنظيم هذا المؤتمر متابعة لنجاح المؤتمرين الوزاريين السابقين، اللذين عقدا في مملكة نيذرلاند عامي 2014 و 2019 الذي لاقى اهتماماً كبيراً على المستوى الدولي والمحلي، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر للاستفادة من التجارب العالمية، وأيضاً وضع تصور الدول للحلول ورفعها للمنظمات الدولية والأمم المتحدة والانتقال من وضع السياسات إلى حراك وحوكمة مؤطرة بمؤشرات للمتابعة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وتعد مقاومة مضادات الميكروبات قضية صحية مستمرة تشكل تحدياً لعلاج العدوى في البشر والحيوان، كما أنها تهدد المكاسب والإنجازات في مجالات الصحة العالمية والأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والتنمية، وأوضحت دراسة علمية حديثة أن مقاومة المضادات تسببت فيما يقدر ب 1.2 مليون وفاة خلال عام 2019. وفي حال لم يتخذ أي إجراء بحلول عام 2050، يمكن أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة ما يصل إلى 10 ملايين شخص سنويًا، وإلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 3.8٪، ودفع ما يصل إلى 28 مليون شخص إلى الفقر بحلول عام 2050، كما يتوقع مجموعة البنك الدولي أنه بحلول عام 2050، ينخفض الإنتاج الحيواني العالمي من 2.6٪ على الأقل إلى 7.5٪ سنويًا نتيجة مقاومة مضادات الميكروبات. كما صنف المنتدى الاقتصادي العالمي مقاومة مضادات الميكروبات كخطر عالمي يتجاوز قدرة أي منظمة أو دولة على إدارته أو التخفيف منه بمفردها.
من جهة أخرى أكدت جائحة كوفيد- 19 على الروابط القوية بين الإنسان والحيوان والبيئة وأهمية الاستثمار المبكر في الوقاية والتأهب والاستجابة للمخاطر. ويحتاج العالم لضمان ترجمة النشاط السياسي الذي أحدثته الجائحة إلى عمل منسق ملموس على المستويين الوطني والعالمي لتسريع وتنسيق إجراءات الصحة الواحدة لمواجهة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات والتنفيذ الفعّال لأهداف التنمية المستدامة.