إعلاميون لبنانيون ينتظرون توقيع عقود بالدّولار ليعلنوا استقالاتهم من محطّاتهم
كرّت سبحة الاستقالات من المحطّات اللبنانيّة بسبب الأزمة الاقتصاديّة وانهيار العملة، وصولاً إلى جائحة كورونا التي زادت “الطين بلّة”.
لم يمرّ شهران على استقالة الزميل بسام أبو زيد من محطة LBCI وانتقاله إلى محطّة “الحدث” في دبي، حتى انتشرت العدوى وبدأت الاستقالات بالجملة من المحطّة.
البداية كانت مع ريمي درباس التي تقدمت باستقالتها بعد 12 عاماً من العمل كمراسلة ومقدّمة نشرات الأخبار، بعد تلقّيها عرضاً من قناة “الجديد” ولكن قوبلت استقالتها بالرفض من قبل رئيس مجلس الإدارة بيار الضاهر، الذي بدوره قدّم لها عقد عمل بحوافز جديدة لتعدل عن الاستقالة.
بعد تراجع ريمي عن الاستقالة أعلنت الإعلامية ريما عسّاف مغادرتها المؤسسة اللبنانية للإرسال بعد 24 عاماً من الأداء المهني العالي والاحترافية الكبيرة في تقديم تقارير الأخبار والنشرات الإخبارية المختلفة، للإنتقال إلى مكاتب “الحرّة” في العاصمة بيروت كمعدة لبرنامج سياسي.
تبعتها زميلتها ليال الاختيار التي ودّعت شاشة ال LBCI بكلمات مؤثرة على حسابها الخاص على تويتر حيث كتبت “رح تبقى ال بس سي بيتي التاني يلي ولا مرة حسيت حالي غريبة فيا ورح تضل بقلبي وين ما رحت”، متوجهة إلى قناة “الحرة” الفضائية لتقديم برنامج سياسي.
من جهة أخرى نشرت بعض المواقع خبر استقالة الزميل مالك الشريف، وفي اتصال لـ”أحوال” معه لمعرفة ما إذا كانت مغادرته للمؤسسة هي الخطوة التالية بسبب ضغط العمل كما أشيع، أنكر مالك الخبر جملةً وتفصيلاً وقال أن غيابه عن الشاشة كان بسبب الإجازة السنوية وسيعود لمزاولة عمله بشكل طبيعي يوم السبت المقبل.
وكان جاد غصن من محطة “الجديد” قد أعلن عن مغادرته المحطة باتّجاه “الشرق” في دبي، إلا أنّ تغريدات قديمة كتبها جاد تهاجم النّظام السّعودي، ظهرت إلى الضّوء بعد الإعلان عن انتقاله إلى المحطّة، ما أجّج حرباً ضدّه، أدّت إلى إلغاء عقده في المحطّة التي سبقتها إليه الزّميلة رشا الخطيب.
وقد علم “أحوال” أنّ زملاء في أكثر محطّة لبنانيّة ينتظرون عروضاً بالدولار الأميركي ليغادروا محطّاتهم، سواء عبر مكاتب لمحطّات عربيّة ودوليّة في بيروت، أو للهجرة إلى دبي حيث مقار أهم المحطّات، والدّفع بالدّولار، بعد أن وصل الحال بالمحطات اللبنانيّة إلى دفع نصف راتب لموظّفيها وبالعملة اللبنانية.
موسم الهجرة من المحطّات اللبنانيّة بدأ، وقريباً سنسمع بأسماء تنتظر توقيع عقودها رسمياً لتغادر محطّاتها المحليّة وتنطلق نحو فضاءات أوسع، بعملة خضراء في زمن تفقد فيه العملة اللبنانيّة يومياً قيمتها، وتعاني فيه المحطات المحليّة من ضعف سوق الإعلانات، ما يجعل من انتظار الموظّفين تحسّن وضعهم الوظيفي، أشبه بشراء السّمك في البحر.