صحة

لقاحاتٌ تثبت فعاليتها ضد “كورونا”.. عودة “الحياة الطبيعية” قريبًا؟

يفتقد سكان العالم للحياة الطبيعية التي كانوا يعيشونها قبل حوالي السنة، وتحديدًا قبل الظهور الأول لكورونا في مدينة ووهان الصينية، ليعود الفيروس ويتفشى لاحقًا في سائر دول العالم، فيصيب ما يفوق الـ50 مليون شخص ويقضي على أكثر من مليون آخرين.

ورغم أن البعض لايزال حتى اليوم يشكّك في حقيقة وجود الفيروس، علمًا أن منظمة الصحة العالمية صنّفته بـ”الوباء”، إلا أن العدد الكبير للإصابات والوفيات اليومية يقطع الشك باليقين، ما يستدعي بالتالي الحذر الشديد من قبل المواطنين لتفادي التقاط العدوي ومنعًا لتفاقم الأزمة أكثر فأكثر، خصوصًا في ظل الموجة الثانية للوباء التي بدأت تصيب معظم الدول.

وكما بات معلومًا، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، مع بدء تفشي الوباء، عن عدد من التدابير والإجراءات الوقائية التي يُفترض على الحكومات وسلطات الدول اتخاذها لتجنب الإصابة بالوباء، إلى حين التوصل للقاح فعّال مضاد للفيروس. وقد تمثّلت هذه الاجراءات بضرورة التعقيم وغسل اليدين، إلى جانب وضع أقنعة الوجه أو الكمامات، وكذلك تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بين المواطنين للحد من انتشار الفيروس.

على الضفة الموازية، كان العلماء والخبراء يكثّفون تجاربهم واختباراتهم للتوصل إلى لقاح يثبت فعاليته في القضاء على فيروس كورونا، حيث أُجريت العديد من التجارب في مختلف الشركات العالمية، لكنها لم تقدّم النتائج المرجوّة، فبات الأمل في التوصّل الى لقاح ضد كورونا ضئيلًا في بادئ الأمر، إلى حين إعلان كل من شركة “فايزر” الأميركية لصناعة الأدوية، و”بيونتك” الألمانية للتكنولوجيا الحيوية، التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، فعّال بأكثر من 90 بالمئة، وعندها تنفس العالم الصعداء وارتفعت الآمال بإمكانية إنهاء هذه الأزمة الصحية العالمية والقضاء على الوباء، وعودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت.

هل سيقضي اللقاح على الفيروس نهائيًا ويُعيد الحياة إلى طبيعتها سريعًا؟

في هذا السياق، أشارت عدد من الصحف الأجنبية إلى أن المؤسس المشارك لشركة BioNTech، البروفيسور أوغور شاهين، أكد أن اللقاح لن يكون له تأثير فوري على أعداد الحالات، فقد يستغرق الأمر شهورًا قبل أن تنخفض معدلات الإصابة بالفيروس عالميًا، كما قد يمر عام قبل عودة الحياة إلى طبيعتها، محذّرًا الناس من افتراض أن “الوباء زال” لأن هذا الأمر غير صحيح حتى الآن. في المقابل، قال شاهين في تصريح صحفي إنه “إذا استمر كل شيء على ما يرام، قد يكون لدينا شتاء عادي العام المقبل، ولكن الأشهر القادمة ستكون صعبة”.

من جهة أخرى، نقلت مجلة “التايم” الأميركية عن خبراء أن لقاح شركة “فايزر” قد لا يكون متاحًا للجميع، على الأقل في الفترة الأولى، خصوصًا أن هذا اللقاح يحتاج إلى التخزين في درجة حرارة 70 أو80 تحت الصفر، الأمر الذي قد لا يكون متوفرًا في المستشفيات والمختبرات والصيدليات في عدد من دول العالم، كون اللقاحات الأخرى لم تكن تتطلّب درجة حرارة منخفضة إلى هذا الحد.

إذًا، يبدو أن عقبات وصعوبات عديدة ستواجه اللقاح المضاد لفيروس كورونا في حال صادقت عليه الوكالة الأميركية للغذاء والدواء وأصبح جاهزًا للتداول، إلا أنه ولحين حصول هذا الأمر وتلقي الناس في مختلف دول العالم جرعات منه، فالأزمة قد تطول وبالتالي فالحياة الطبيعية لن تكون على المدى القريب.

ياسمين بوذياب

ياسمين بوذياب

صحافية لبنانية، عملت كمراسلة ومحررة أخبار في عدة مواقع الكترونية إخبارية وفنيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى