سياسة

حادثة سقوط الصاروخ في بولندا تتفاعل.. دعم غربي وحذر حول مصدره

أثار سقوط صاروخ يُرجَّح أنّه روسي الصنع حسب وارسو، فوق الأراضي البولندية حيث أوقع قتيلين، إدانة من القادة الغربيين الذين دعوا مع ذلك إلى التزام الحذر بشأن تحديد مصدر هذه القذيفة، فيما يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات سقوط الصاروخ في بولندا.

وردت موسكو بوصف هذا الصاروخ بأنه “استفزاز”.

فقد رأى الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “من غير المحتمل” إطلاق الصاروخ الذي أصاب بولندا من روسيا.

وحذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أيّ “استنتاجات متسرعة” بعد سقوط صاروخ في بولندا يُحتمل أن يكون روسي الصنع حسب وارسو.

وقال شولتس، خلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في إندونيسيا، إنّ “في مثل هذا الأمر الخطير، يجب أن نتوخى الحذر من أي استنتاجات متسرعة بشأن مجريات الأحداث قبل إجراء تحقيق دقيق”.

من جهتها، دعت الصين جميع الأطراف إلى “الهدوء”. وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إنّه “في ظل الوضع الراهن، يتعين على جميع الأطراف المعنية التزام الهدوء وضبط النفس من أجل تجنب التصعيد”.

أما فرنسا، فقد دعت إلى توخي “أقصى درجة من الحذر” بشأن مصدر الصاروخ. وأكدت الرئاسة الفرنسية أنّه “نظراً للرهانات، من المنطقي أن نتعامل مع المسألة بأقصى درجة من الحذر”، مذكّرة بوجود “مخاطر تصعيد كبيرة في المنطقة”.

ولفت أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إلى أنّ “هناك الكثير من المعدات في المنطقة وتركز كبير للأسلحة. عدد كبير من الدول يمتلك النوع نفسه من الأسلحة وبالتالي فإن تحديد نوع الصاروخ لا يعني بالضرورة تحديد الجهة التي أطلقته”.

وكان الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني عبرا على الفور عن دعمهما لوارسو. وكتب إيمانويل ماكرون، في تغريدة عبر “تويتر”، بعد لقائه ليل الثلثاء على الأربعاء مع رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي، إنّه “يمكن لبولندا الاعتماد على دعم فرنسا واستعدادنا لدعم التحقيقات الجارية”.

كما عرض ريشي سوناك مساعدته لبولندا، مجدّداً “تضامن المملكة المتحدة” مع هذه الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.

وأشار مكتب رئيس الوزراء البريطاني إلى أنّ لندن سوف “تنسق مع شركائها” من أجل تحديد “ما حدث بشكل عاجل”. وقالت ألمانيا إنّها تقف “إلى جانب” شريكها البولندي في الناتو.

التسلسل الدقيق للأحداث لا يزال غير واضح في هذا الوقت. قال الرئيس البولندي أندريه دودا ، ليل الثلثاء إلى الأربعاء، إن بلاده ليس لديها حتى الآن “دليل قاطع” على من قام بإطلاق الصاروخ، مضيفاً أنّ “التحقيق لايزال جارياً”.

من جهتها، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها على “تليغرام” أنّ “ما أفادت به وسائل إعلام بولندية ومسؤولون عن سقوط مزعوم لصواريخ روسية قرب بلدة بريفودوف ينطوي على استفزاز متعمد هدفه تصعيد الأوضاع”.

“اجتماع طارئ”

اتفق الرئيسان الأميركي والبولندي بعد اتصال هاتفي على “البقاء على تواصل، كما تفعل فرقهما، لتحديد الخطوات التالية التي يجب اتخاذها مع تقدم التحقيق”، وفق ما ذكر البيت الأبيض في بيان صحافي في أعقاب الحادث الدامي.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في بيان، أنّه “من الضروري للغاية تجنب تصعيد الحرب في أوكرانيا”، داعيا إلى إجراء “تحقيق شامل” حول الإنفجار.

وعُقد اجتماع صباح اليوم في بالي بين زعماء قادة دول مجموعة السبع (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة)، وفق بيان للبيت الأبيض.

وقالت فنلندا، وهي ليست عضوا في حلف الناتو وتقع على خط المواجهة مع جارتها روسيا، بعد حادث سقوط الصواريخ مباشرة، إنّها “على اتصال بالسفارة الفنلندية في وارسو ووزراء خارجية آخرين. وأضافت: “ننتظر معلومات أكثر تفصيلاً” من بولندا وشركائنا”.

في أوروبا الشرقية، صدرت ردود فعل حازمة وحتى قبل التأكد من مصدر الصاروخ، أو بلد صنعه.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة تم بثها عبر الفيديو أمام قادة مجموعة العشرين المجتمعين في جزيرة بالي الأندونيسية، إمّ الضربة الصاروخية في بولندا “ليست سوى رسالة من روسيا إلى قمة مجموعة العشرين”.

وحذّر من وجود “دولة إرهابية بينكم، علينا الدفاع عن أنفسنا ضدها”، في اشارة إلى روسيا، بحسب نص الخطاب الذي اطلعت عليه وكالة “فرانس برس”.

وكان زيلينسكي الذي تخوض بلاده حرباً ضد روسيا، قدّم تعازيه للسيد دودا “لمقتل المواطنين البولنديين ضحايا الإرهاب الروسي”. وأضاف في تغريدة باللغة الإنجليزية أنّه “يجب حماية أوكرانيا وبولندا وكل أوروبا والعالم بشكل كامل من روسيا الإرهابية”.

وكتب رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، في تغريدة عبر “تويتر” حتى قبل أن تؤكد بولندا احتمال ان يكون الصاروخ روسي الصنع، وقال: “إذا أكدت بولندا أن الصواريخ أصابت أراضيها أيضا، فسيكون ذلك تصعيداً آخر من روسيا. نحن ندعم بقوة حليفنا في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي”.

وعلى الجانب الليتواني، قال الرئيس جيتاناس نوسيدا إنّه “قلق” بشأن الأخبار الواردة من بولندا. وكتب في تغريدة عبر “تويتر”: “يجب الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو!”.

كما أعرب رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر عن دعمه لبولندا. تليها لاتفيا وإستونيا اللتان أكدتا الوقوف إلى جانب بولندا.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى