سياسة

معركة فرنجية: عناصر القوة والضعف

يعتبر قريبون من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن انتخابه رئيساً للجمهورية مسألة وقت ليس إلا، “فإما أن يحصل ذلك قريباً وبذلك تُختصر مرحلة الفراغ وإما أن يُنتخب لاحقاً بعدما تكون فاتورة الشغور المدفوعة قد أصبحت أكبر”.

ويعدد هؤلاء مجموعة عوامل مساعِدة يعتبرون أنها تصب في مصلحة فرنجية ومن أبرزها:

– امتلاكه مرونة الانفتاح على الجميع في الداخل والخارج من غير المساومة على ثوابته السياسية، “وهذا ما عكسه عبر مشاركته في منتدى اتفاق الطائف في الاونيسكو منذ أيام بدعوة من قبل السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري”.

– أن شخصية فرنجية تسمح له بأن يكون أحد مكونات 8 آذار من جهة، ورئيساً توافقياً لا يتحدّى أحداً من جهة أخرى.

– أن رئيس المردة خبير في التوازنات الداخلية “وهو أفضل حارس لها كونه ينتمي إلى عائلة سياسية تنحدر من سلالة الصيغة اللبنانية المرهفة”.

– أن فرنجية المتحالف مع الحزب وسوريا يستطيع بالثقة المتبادلة أن يأخذ منهما لطمانة أصحاب الهواجس المتعلقة بالسلاح والطائف ما لا يستطيع أي رئيس آخر أن يأخذه، “وهذه قيمة مضافة لديه غير موجودة في المرشحين الآخرين.”

– أن الظرف الاقليمي الذي يوليه حزب الله الاولوية القصوى في حساباته الرئاسية يستوجب اختيار رئيس يُطمئنه ولا يمكن أن يتآمر على سلاحه، “ومثل هذه الضمانة لا تتوافر في شخصية وسطية قد تضعف أمام الضغوط الخارجية.”

وضمن إطار شرح طبيعة البيئة الاستراتيجية المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، يعتبر المتحمسون لفرنجية ان عودة بنيامين نتنياهو الى السلطة في إسرائيل، وتعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن انه يريد أن يحرر إيران بالترافق مع الاضطرابات المريبة فيها، واحتمال فوز دونالد ترامب مجدداً في الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد نحو عامين.. “كلها عناصر تتطلب بالنسبة إلى حزب الله، الذي هو أحد الناخبين الأساسيين، وجود رئيس مضمون في خياراته الكبرى تحسباً لكل الاحتمالات الإقليمية والدولية”.

ويشير المقتنعون بأفضلية فرنجية إلى أن معارضة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لانتخابه ليست مستعصية على المعالجة، وإن بدت كذلك، لافتين إلى أن تليين موقفه يتطلب بعض الوقت، ومرجحين أن ينتقل في مرحلة لاحقة إلى التفاوض على الثمن السياسي الذي يمكن أن يناله في مقابل دعم فرنجية.

ويتساءل هؤلاء عما إذا كان رئيس التيار يستطيع أن يعاند حتى النهاية قرار السيد حسن نصرالله بتأييد ترشيح فرنجية.

لكن ومقابل تفاؤل المتحمسين لانتخاب فرنجية، يستبعد معارضوه ان يستطيع تجاوز العقبات التي تعترض وصوله الى رئاسة الجمهورية، معتبرين أن توازن القوى السياسي والنيابي السائد لا يسمح بوصوله “وبالتالي فإن المخاض سيفضي في نهاية المطاف إلى اختيار رئيس تسووي بعيداً من الأسماء الحزبية النافرة.”

ويلفت المعارضون إلى أن سمير جعجع وجبران باسيل لا يمكن أن يوافقا على انتخاب فرنجية، كلٌ لأسبابه، “الأمر الذي يحرمه من الغطاء المسيحي الضروري، وكذلك فإن الرياض وواشنطن لا يقبلان بأن تؤول الرئاسة مجدداً الى حليف حزب الله ومحور المقاومة تفادياً لتكرار تجربتهما المريرة مع الرئيس ميشال عون”.

إزاء هاتين المقاربتين المتعارضتين للاستحقاق الرئاسي ولفرص فرنجية لا بدَّ من انتظار التطورات المقبلة لمعرفة اتجاه الريح والربح.

 

عماد مرمل

عماد مرمل

اعلامي ومقدم برامج لبناني. حائز على إجازة في الصحافة من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في العديد من الصحف السياسية اللبنانية. مقدم ومعد برنامج تلفزيوني سياسي "حديث الساعة" على قناة المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى