“مهزلة” في جلسات انتخاب الرئيس.. والحكومة تتطلّب “معجزة”!
بات الشغور في موقع رئاسة الجمهورية بحكم الأمر الواقع، في ظل تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم عقد جلسة انتخاب رئاسية اليوم لتزامنها مع موعد إبرام اتفاقية الترسيم، لتتجه الأنظار تالياً إلى موعد توجيه بري الدعوات إلى الكتل النيابية للاجتماع حول طاولة حوار في عين التينة “على جدول أعمالها بند وحيد وهو رئاسة الجمهورية” كما نقل زوار رئيس المجلس عنه أمس لـ”نداء الوطن”.
وبحسب الزوار، فإنّ بري وبعد دعوته إلى 4 جلسات لانتخاب الرئيس وما خلصت إليه هذه الجلسات من نتائج “صار يرى في الأمر مهزلة سواءً بورقة بيضاء من هنا أو ورقة سوداء من هناك وغيرها من الأوراق”، مستبعدا حصول أي تقدم في ما تبقى من أيام حول تأليف الحكومة، وواصفا الآمال في هذا الصدد بأنها “تتطلب معجزة”.
هذا وعلّق بري على دعوة الرئيس عون إلى الرئيس نجيب ميقاتي للعودة إليه مساء الثلثاء للاتفاق على الحكومة، مكتفياً بالإشارة إلى “ما تبع هذه الدعوة من هجوم شنه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ضد ميقاتي وما أعقب ذلك من رد، الأمر الذي لا يوحي بأن هناك حكومة جديدة”.
وأوضح بري للذين استفسروا منه عن موعد الدعوة إلى الحوار الرئاسي أنها لن تكون قبل 31 الشهر الجاري “احتراماً لرئيس الجمهورية”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه تشاور مع الكتل النيابية لأنه سيدعو رؤساءها وليس رؤساء الأحزاب، فلقي تجاوباً منهم.
وحين قيل له إن “بعض أوساط حزب “القوات اللبنانية” لم يبدِ حماساً للفكرة، أكد أنه لم يصله أي اعتراض في هذا الشأن من نواب تكتل “الجمهورية القوية”، ولفت كذلك إلى أنه لقي تجاوباً من رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، على أن يحضر رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” تيمور جنبلاط اجتماع الحوار، فيما تبلغ من رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل استعداده للمشاركة في الحوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد.
أما عن تمثيل النواب السنّة، ففهم من التقوا بري أن تمثيلهم في الحوار ينتظر أن يتم على أساس 3 مجموعات، بما يشمل نواب الشمال وبيروت وصيدا، مع الإشارة إلى أنّ “من يرفض الدعوة إلى الحوار هو من سيتحمل مسؤولية التغيب عنه”.
وهل سيتناول الحوار المواصفات أم الأسماء الرئاسية؟ ألمح بري أمام زواره إلى أنه لن يعمل على إضاعة الوقت، وقال: “الجميع طرح مواصفات للرئيس، وفي الخطاب الذي ألقيته في مهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في صور حددتها بالشخصية التي تجمع ولا تطرح ولا تقسم والتي توحد ولا تفرق والتي بقدر ما تحتاج الى حيثية مسيحية تحتاج الى حيثية إسلامية وحيثية وطنية”، لكنّ رئيس المجلس لم يستبعد في الوقت عينه أن يبادر البعض إلى إعادة الحديث عن المواصفات على طاولة الحوار، بينما طرح الأسماء قد يتم في “الوشوشات الجانبية”، حتى لو تناول بعض الحضور بعض الأسماء المرشحة للرئاسة على الطاولة.