سياسة

فرنجية: التيار والقوات لا يختصران المسيحيين!

يؤكد النائب طوني فرنجية، أن “الدوافع التي أملت على تيار المردة المشاركة في جلسة حكومة تصريف الأعمال هي انسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى”، لافتاً إلى أنّ “اشخاصاً كثيرين من المصابين بمرض السرطان، وأنا شخصياً أعرف بعضهم، كانوا يلجأون إلى أقارب ومغتربين لتأمين حبة دواء، وبالتالي لم يكن جائزاً أن نبقى مكتوفي الأيدي، فقط لأنّ الجلسة ليست على مزاج هذا أو ذاك”.

ويشدد فرنجية على من ينبغي أن يكون في موضع الاتهام، “ليس مَن حضر، وإنما مَن قاطَع مجلس وزراء اضطراري مخصّص لفتح الاعتمادات اللازمة من أجل تأمين أدوية السرطان وتسيير أمور حيوية أخرى”.

وفي حديث لـ “الجمهورية” ضمن مقال للصحافي عماد مرمل، يضيف: “لم نكن مسرورين بطبيعة الحال لانعقاد حكومة تصريف الأعمال في ظل غياب رئيس الجمهورية، لكنّ المسؤولية تتطلب أحياناً اتخاذ قرارت صعبة وهذا ما فعلناه. لقد اتخذنا قراراً عقلانياً وواقعياً بعيداً من المزايدات والشعبوية، وضميرنا مرتاح”.

يشير فرنجية إلى أن “هناك في المقابل مَن يَعمد، كلما اقتضت مصالحه الخاصة، إلى صنع الازمات الطائفية التي يعيش عليها ويستمدّ منها إكسير الحياة السياسية، بحيث ينتهِز اي فرصة ممكنة لافتعال مشكلة في البلد، تارة باسم الصلاحيات وطوراً باسم التوازنات، سعياً إلى شد العصب وترميم الشعبية، وهذا أمر معيب بشكل عام فكيف وسط هذه الظروف القاسية التي تتطلب ترفّعاً عن الحسابات الضيقة”.

وحين يُقال لفرنجية إن التيار الوطني الحر بَدا من خلال رفضه التئام مجلس الوزراء وسط الشغور الرئاسي حريصاً على حماية الشراكة وموقع المسيحيين فيها، يلفت إلى أنّ “احداً لا يستطيع أن يزايد على تمسّكنا بالشراكة الحقيقية، أما الشراكة التي يرفع لواءها البعض فهي مجرد شعار برّاق لتجميل معاركه العبثية والدونكيشوتية التي تسببت في تهجير أعداد هائلة من الشباب المسيحي”.

ويتساءل فرنجية: “أين تتضرّر الحقوق والصلاحيات إذا اجتمع مجلس الوزراء تحت وطأة الضرورة القصوى لمعالجة شؤون حياتية وصحية تهمّ اللبنانيين ككل، وأنّ المسيحيين جزء منهم؟”.

ويتابع: “المسيحيين يريدون استقراراً وبحبوحة ودولة واقتصاداً حتى يبقوا في البلد، وبالتالي لا يمكن فصل مصالحهم عن الصالح الوطني العام”.

ويعتبر فرنجية أنّ “الحريص حقاً على حقوق المسيحيين يُبادر فوراً الى انتخاب رئيس الجمهورية عبر دعم مرشح وطني معروف، بدل إضاعة الوقت آملاً في تحولات تأتي بأحدهم إلى الرئاسة”.

ولدى سؤاله هل موقف “المردة” بتغطية جلسة الحكومة خلافاً لخيار التيار الحر والقوات اللبنانية يُعقّد الحسابات الرئاسية لسليمان فرنجية كونه باتَ أصعب الآن أن ينال دعم إحدى هاتين القوتين المسيحيتين الأساسيتين؟

يعترض فرنجية على هذه المعادلة، لافتاً الى انّ “التيار والقوات لا يختصران المسيحيين واستطراداً الميثاقية، والادّعاء بغير ذلك نرفضه ولسنا في وارد التسليم به”.

ويتختم فرنجية، بالقول: “نحو 50 بالمئة من الرأي العام المسيحي هم خارج هذين الحزبين، ونحن في التكتل الوطني المستقلّ نلنا لوحدنا 50 ألف صوت مسيحي صافٍ في الانتخابات النيابية الاخيرة، ولو أردنا أن نحصل على نواب “عياري” وأن نستفيد من حلفائنا كما فعل غيرنا لكان تكتلنا يضمّ ما بين 10 و12 نائباً، كذلك يوجد نواب مسيحيون مستقلون أو منضمّون الى كتل وهؤلاء أيضاً لهم حيثياتهم، ولذلك ليس صحيحاً أنّ هناك جهتين حصراً تختزلان التمثيل وتحتكران الميثاقية”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى