سياسة

جهاد ياسين: ومن بيروت في مواجهة دونالد ترامب وجهاً لوجه

كمالا هاريس والحزب الديمقراطي يدخلون البيت الأبيض بضربة قاضية

بعض المستجدات التي حصلت في الآونة الاخيرة في لبنان وبعض التفصيلات تحتاج للشرح، والرأي العام من حقه أن يعرف كي لا تبقى الأمور مبهمة وفيها لغط وشوائب ومن أولئك الذين أوصلوا البلاد إلى انهيار مؤسسات الدولة والنتيجة كانت معاناة ومآسي فرضت على المواطن اللبناني رغماً عنه وما زالت تمارس عليه الضغوطات لعرقلته وتأخيره كي لا ينهض ولحسابات سياسية خارجية.

وفي ضوء هذا الامر، في عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب كانت سياسته عدائية مع جميع الدول والامم وحتى مع حلفائه وشريكه في وطنه الحزب الديموقراطي وكان يصدر العقوبات يميناً وشمالاً؛ وفضلاً عن مشروعه صفقة القرن، وأنا شخصياً من الرافضين لها جملة وتفصيلاً، ولأنه يخالف ويتناقض مع مشروعي، وفي الوقت عينه ألتقي نوعاً ما مع الحزب الديمقراطي بتطلعاتي نحو نجاح الخريطة التي رسمتها وحققت لغاية الآن بعضاً من النقاط ولكن الطريق ما زالت طويلة…
وفي تلك الاثناء لاحظت كان ترامب يركز ويصوب بوصلته نحو لبنان وبالطبع لينجح مشروعه، علماً أنني قبل أن يبرز مشروعه ويفرضه في منطقة الشرق الاوسط، كنت أرسلت له كتاباً عبر السفارة الأميركية في عوكر بيروت.

وبناءً عليه بدأ ترامب العقوبات على لبنان ومارس ضغوطاً سياسية واقتصادية ولم يكتف بذلك إذ كنت في هذا الوقت أتتبع مستجدات السياسة العالمية والمحلية وأيقنت أن ترمب سيفعل أكثر من ذلك بكثير من مخططات لتهديم وانهيار مؤسسات الدولة اللبنانية وعن طريق الاحتجاجات في بيروت ليضمن نجاح ما رسمه وخطط له..

وفوراً توجهت الى ساحتيّ رياض الصلح والشهداء ومبنى الاسكوا في العاصمة بيروت وحتى في ضاحيتها الجنوبية، أوتوستراد السيد هادي نصر الله، وقصدت ذلك عمداً لتنتبه المقاومة بغية معرفة ما يحاك وقبل أن تصل وتتراكم الازمات إلى يومنا هذا… لكنهم في بداية الاحتجاجات لم يعرفوا شيئاً، لا أجهزة أمن المقاومة ولا الأجهزة الأمنية للدولة ولم يكونوا يعرفوا شيئاً، حينها خضعت للتحقيق من جميع الأجهزة الأمنية اللبنانية ومن أجهزة المقاومة.

آنذاك بدأت الاحتجاجات في البدايات بأفراد قليلة جداً لم تتخط 10 أشخاص فاعلين ويعرفون ماذا يفعلون وكيف يتحركون ولديهم غطاء من وسائل الاعلام اللبنانية والعالمية وبالطبع كان المقصود شحن وتعبئة الشارع والملفت أنهم يعرفون بعضهم البعض شبه أصدقاء، وكنت لست معروفاً بينهم وانا لا اعرفهم ومن هذا المنطلق كانت مخابرات الجيش اللبناني في اليرزة تغطي بإعلامها الحربي فرداً فرداً وتراقب عن كثب وكأنها كانت تترقب وتشك أن شيئاً ما سيحدث ولكنها تحمي المتظاهرين وبالطبع لأن القانون اللبناني يسمح بذلك.

نعم هناك أخطاء وممارسات لدى المسؤولين في إدارة البلاد والجميع يدرك تراكمات القضايا في شتى المجالات وعدم الدفاع عن سياسي بالمطلق وأن يكون الهم الأساسي هو لبنان.
هنا دخل ترامب من نقطة الضعف. اكتشفت من خلال اطلاعي على القضية انها كبيرة جداً وبات حجمها دولياً، بمعنى أن لبنان دخل مرحلة التدويل وكما هو مرسوم.. وموقفي ضعيف، ماذا سأفعل؟ ولا يكترث لي الامن ولا الاعلام.

الاعلام اللبناني همه نشر الشتائم والتحريض ضد ساسة لبنان والكل يعرف أن هناك محطات مرئية، بالصف الاول NTV الجديد LBCI و MTV اللبنانية، مهمتها نقل صورة مشوهة عن المجتمع اللبناني بمسؤوليه، ضاربة عرض الحائط، والاخطر من ذلك أن الصفات الطاغية في المجتمع لا تنظر الى أكثرية اللبنانيين باحترام وتراه فاقداً للأخلاق والأدبيات ولا يعرف سوى السخرية والشتيمة، وهكذا نقلت الصورة التعبيرية والمقتنصة غير آبهين ومكترثين ونسوا أن لبنان عريق وأنه غني بناسه وأهله المحترمين والمثقفين، لذا أن محاكمتهم ضرورة، وللمثول أمام محكمة الجنايات بسبب المساس لضربهم الأمن القومي العام في شتى المجالات وسلطة الإعلام اللبناني المذكورة ولتعرف كيف تقف عند حدها وعلى أن تؤخذ بحقهم كل الإجراءات القانونية اللازمة وكل المسؤولين عن هذه القضية، وأقصى العقوبات عليهم قليل ولأن ما فعلوه أكبر بكثير من النتائج الملقاة على عاتق الانسان ونتج عنه تدمير أمنه الاجتماعي من تشريد وتفرقة الاسر، وتوسعت الاضرار لتشمل أمنه الاقتصادي والثقافي والاستشفائي والامني.

كلنا يعرف إلى أين وصلت بنا الامور ولكن الأهم أن نعرف السبب والمسبب ولكي لا يأخذونا إلى مبتغاهم ومنعاً لتضليلنا مرة ثانية، وفي هذا المناخ المتشعب والفوضى الخلاقة والمفتعلة التي حصلت وقعت في حيرة من أمري ولا أعرف كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر.. فكرت ملياً ووجدت حلاً مناسباً للازمة اقليمياً وعالمياً. رأيتأن يتم تحديد الهدف والتصويب والتركيز للحل الأمثل والافضل هو أن ينهزم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في البيت الابيض ولأنه هو السبب المباشر لما آلت إليه الامور.

وعلى هذا الاساس وبدقة حاولت أن أتعرف بالافتراض في تطبيق “فيسبوك” على الحزب الديمقراطي المنافس للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الاميركية وبالفعل تعرفت على أغلبية وجموع الحزب الديمقراطي من فريق العمل ومسؤولين ورؤساء وحتى في مجلس الشيوخ ومجلس النواب بالعموم، بت أعرف الجميع ويعرفوني بالافتراض. وكان اهتمامي يصب وتركيزي على المقعد الرئاسي للبيت الابيض.

وبالطبع المعركة صعبة في واشنطن للفوز بهذا المقعد واستناداً الى تلك المعطيات رأيت أن الوضع في أميركا كان بحاجة الى علامة فارقة ولترسم ولتكتب عناصر النجاح والفوز. فجأة ظهرت بارقة الامل في تطبيق “فيسبوك” شاهدت مرشحة للرئاسة في البيت الابيض وهي السيناتور كمالا هاريس درست شخصيتها وسيرتها الذاتية وبرنامجها ونظرت إلى أسلوبها وحركتها ومعركتها وماكينتها الانتخابية كانت ضعيفة جداً، تحدثت مع نفسي واستخلصت أنها هي من ستكون مفتاح الشيفرة والمفصل الرئيسي لفوز الحزب الديمقراطي في البيت الابيض والكونغرس بمجلسيه ولا أريد الخوض بالتفصيل الآن وسأختصر.

إذاً في بيروت الادارية وتحت المجهر والضوضاء كانت جميع الوكالات الاستخبارية والاعلامية والصحفية ومن الفضائيات لشاشات التلفزة محلياً وعالمياً كلها مجتمعة ومسلطة تترقب وتنقل الاحداث.
حينها بدأت معركتي مع ترمب وجها لوجه وكنت سعيداً جداً لأني عرفت من هذه السيدة وماذا تخفي وتكتنز من قوة هي لا تعرفها ولا تعرف من تكون والغير معروفة للعيان وكنت متمكناً ومتيقناً أن الضربة ستكون قاضية ولانها قاسية وكاسحة، رفعت صوراً وشعارات للمرشحة للرئاسة في البيت الابيض السيناتور كمالا هاريس وكانت مستفزة أحياناً ولتلفت ولتستقطب الأنظار في بيروت والعالم اأجمع، علماً أني كنت مهمشاً من جميع الوسائل الإعلامية المحلية والعالمية ومن دون تغطية مباشرة وأنا من لاحقت وسائل الاعلام لتغطيتي ولأفرض الخطوط العريضة عالمياً ولأستكمل ما رسمته ولأضع النقاط فوق الحروف على الرغم من كل المضايقات والتضييقات من حولي، ولاختصر وبهذا الدعم المتواضع دخلت ومن أوسع الأبواب كمالا هاريس والحزب الديمقراطي إلى البيت الابيض وانهزم بالانتخابات الرئيس دونالد ترمب هو ومشروعه السياسي وكانت النتائج صادمة ومفاجئة بالنسبة له، وكان النصر مضموناً بالنسبة لي مسبقاً ومحسوماً ومن دون أي منافس بالانتخابات الرئاسية الاميركية.
لكن قبل حصول تلك الامور.

استطرد وفي ظل تأجيج التظاهرات والمفتعلة من مصممين ومهندسين ومشرفين ومساهمين ومنفذين شعارهم “قبضة اوتبور” مؤسسة عالمية معروفة اختصاصها تغيير انظمة ومكان نشأتها الولايات المتحدة الاميركية وبالطبع استخدمها ترمب لمصلحته في لبنان وغير دول.

مقابل ذلك طلب رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سعد الحريري للتفاوض مع المحتجين.

واصدر الرئيس الحريري مرسوماً قدمه مستعجلاً ونافذاً ومشرعاً خلال شهر تقريباً عن قانون ضمان الشيخوخة. وعلى هذا الاثر ذهبت الى مكتب رئيس الجمهورية في بعبدا وتقابلت مع مسؤولين امنيين ومع عميد لا أريد ذكر اسمه لدواعي أمنية. وبعد نقاش دار بيننا وفي وقت قليل قال لي حرفياً جهاد كل المتظاهرين نحبهم وهم أولادنا ولن نقمع أي شخص ولكن لوحدك منفرداً لا تستطيع لقاء الرئيس ونريد الاشخاص اولائك الذين يظهرون بشكل دائم على شاشات التلفزة للقاء رئيس البلاد وأن لا يقل عددهم عن خمسة أشخاص أو اربعة. جهاد حاول أن تقنع اصدقاءك من الكوادر المعروفة لهذا اللقاء للتفاوض.

قلت له أنا لا أعرفهم ولكنني سأحاول ذلك وإن فشلت ماذا سأفعل؟. قال لي العميد المحترم حينها تستطيع أن تفهم ما يدور. رجعت إلى بيروت حاولت أن أتفاوض مع الجمعيات في المجتمع المدني وأفراد معروفين ولكني لم ألق أي تجاوب كانوا بوادي آخر تحدثت مع سيدة وهي مسؤولة في إحدى الجمعيات قالت لي لا تتعب قلبك أؤلئك مع بعضهم مختلفون بالرأي والقرار ولكنهم متفقون على شيء وحيد فقط أن لا يتفاوضوا مع الدولة اللبنانية وتحدثت مع مسؤولين في الحزب الشيوعي وكذلك الامر لم يكترثوا ورأيت أشخاصاً وجهات تحاول التفاوض مع المحتجين ولكنها باءت بالفشل.

استخلصت بالنتيجة أنهم يريدون تدمير البلد ولبنان بما فيه، وأنا أقصد هنا المسؤولين ومن كان يدير ويوجه المتظاهرين، وفوراً عبرت عن موقفي واستيائي حطمت وأحرقت شعار “قبضة أوتوبور” في ساحة الشهداء وكانت رسالتي موجهة إلى أنحاء العالم وتحديداً وبالشكل المباشر الى البيت الابيض ومن هؤلاء الذين يريدون تدمير وطني، وكان ذلك اليوم أثناء توقيت وبالتوازي مع استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وإلى يومنا هذا وتقييمي لما حصل اعتبر أن اولائك التغييريين دخلوا خلسة المجلس النيابي وما اقدمت عليه النائب سينتيا زرازير في أحد البنوك يؤكد لي أنهم ما زالو يستكملون ما يضمرون لهذا الوطن.
للتغييريين أمامكم ثلاث خيارات الاستقالة أو السجون أو للتعبير عن نواياكم الحسنة للنهوض بلبنان معاً.

 

جهاد ياسين – رجل أعمال لبناني

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى