منوعات

محمية حرش اهدن الأهم في الشرق الأوسط

“حرش إهدن ” كمحمية بات اسمه يتردد على الالسنة منذ التاسع من آذار عام 1992، عندما صدر القانون رقم 121 معلناً “الملكيّة العامة لحرج أهدن” محميّة طبيعية تديرها لجنة معيّنة من قبل وزير البيئة، وتضم متطوعين يشرفون على سير العمل فيها. أما الأعمال والبرامج والنشاطات اليومية، فيديرها فريق عمل متخصص، كما قالت رئيسة لجنة المحميّة حالياً، ساندرا كوسا، ابنة زغرتا – اهدن لموقع “أحوال”.

في خطوط الجغرافيا تقع محمية “حرش إهدن” على منحدرات جبل لبنان الغربية الشمالية، وتمتد من علو يتراوح بين 1200 إلى 2000 متر عن سطح البحر، وهو من أولى محميّات لبنان وأكثرُها تنوّعاً والأهم في الشرق الأوسط كما تؤكد كوسا، حيث جذب الحرش بسبب طبيعته المميزة روّاد التسلّق من كل المناطق اللبنانية ومن خارج لبنان أحياناً كثيرة، الذين غالباً ما يتخذون من محطّاته الصخريّة المتنوعة موئلًا لاستراحاتهم، ومن مناظره الممتدة حتى البحر المتوسط مسارح لأنظارهم.

وبالرغم من أن مدينة إهدن تبعد مئة وعشرة كيلومترات عن العاصمة بيروت، وترتفع عن سطح البحر 1450 متراً، فإن “العديد من شبانها وشاباتها ممن يقطنون فيها أو بعيداً عنها، أبدوا كل الإهتمام بدعم المحمية”، يقول مسؤول الشؤون الإعلامية في لجنة المحمية الإعلامي روبير فرنجية، واحد مؤسسيها لموقع “أحوال”، مضيفا: “إن عقبات عديدة واجهت اللجنة لدى انطلاقتها لجهة الاعتداءات التي كان يتعرض لها الحرش من قبل من لا يدركون أهمية الشجرة والأحراج، وضروراتها الطبيعية البيئية”، وتابع” “إن قانون إنشاء المحمية لم يكن ليرى النور لولا جهود عديد من الأشخاص، ودعم الرئيس الراحل سليمان فرنجية”.

ويضيف المسؤول الإعلامي أن “المحميّة بدأت بمساحة 1000 هكتار ومن ثم توسعت حالياً، لكنها لم تستطع التمدد كثيراً لأنها متاخمة لحدود أخرى، كما أنها تواجه تعدديّة الملكية في أقضية بشري والضنية كما في إهدن، ونظراً للاحترام الكبير لهذه الجغرافيا، لم تتمدد الغابة أكثر من 1700 هكتار، وتتم الحماية للمناطق المجاورة بالحماية الاختيارية بالتوعية”.

ويلفت فرنجية إلى وجود نباتات كثيرة في المحمية منها النادر وغير الموجود في أي مكان آخر، ومنها المحليّ المعروف كشقائق النعمان والزعفران، وتمتاز الغابة بالتنوع البيولوجي وتحتوي على الصنوبريّات والأشجار ذات الأوراق العريضة الدائمة الخضرة في منطقة معزولة متنوعة التضاريس، كما تحوي على 39 نوعا من الأشجار الحرجية وأهمها: الأرز، والشوح، واللزاب، والقيقب، والصنوبر، والسنديان، والعفص، والملول، والعزر، والتفاح البريّ.

كما تتنوع الكائنات الحية فيها، وتحتوي على 26 نوعاً من الثدييّات، و156 نوعاً من الطيور، و300 نوع من الفطريات. وتشمل المحمية أكثر من 300 نوع من الفطريات، وبعضها على شكل فطر ملوّن، وفي المحميّة 26 نوعاً من الحيوانات منها 10 أنواع نادرة وطنياً، مثل عفريت الشجر، والوطواط الأوروبي، ووطواط الفأرة، والذئب، وابن عرس، والضبع، والهرّ البريّ.

وعلى صعيد البرمائيات والزواحف، فقد سجلت الدراسات ما مجموعه 23 نوعا، 4 أنواع من البرمائيات، و19 من الزواحف، ومنها ما هو مهدد عالميا وهو الـ Chameleo-Chameleon ، و19 نوعا من الأنواع الاقليمية أو المحلية المهددة بالزوال في لبنان.

كما تمّ إحصاء 156 نوعاً من الطيور المثيرة للإعجاب، منها 9 مهدّدة إقليمياً، و57 نادرة في لبنان، وأربعة انواع من النسور المهدّدة عالمياً، و110 أنواع من الطيور المهاجرة أو الزائرة المحميّة في فصل الشتاء كـ”البجع الأبيض”. أما الحشرات والفراشات، فتكثر في فصل الربيع وهي ذات الأشكال والأحجام والألوان الجميلة.

وكان الدكتور الراحل هاني عبد النور قد وضع العديد من الدراسات عن الحشرات فيها. وأشار فرنجيه إلى أنه تم تصوير فيلم وثائقي عنها من إخراج بهيج حجيج، وقد نال جوائز عالمية، كما زارها سفراء معظم الدول الأجنبية، واستقبلت الكثير من الرحلات المدرسيّة، ونظمت لها الكثير من منشورات التوعية.

وللمحمية لجنة حكومية مكوّنة من اعضاء من البلدية، ومن جمعية أصدقاء حرج أهدن، ومن جمعية الميدان، ومؤسسة الرئيس رينيه معوّض، وجمعيّة يوسف بك كرم، والمجتمع المحلي.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى