الصالون الثقافي وجامعة الدول العربية يكرمان البروفيسور حسان حلاق
للجلسات الأدبية والتكريمية نكهتها الخاصة في رحاب “الصالون الثقافي” العامر في منزل المحامي زكريا الغول وعقيلته ندين عراجي الكائن في قلب العاصمة بيروت، هما من أرادا وضع لبنة مساندة في بناء صرح ثقافي في وطنهما ونجحا في ذلك، الملتقى ما زال في أوج عطائه، ومع كل لقاء أسبوعي أو شهري تولد فيه أجواء اجتماعية وثقافية يسودها الوئام وتتعمق فيها أبعاد العقول لتدور بين الحضور حوارات لا تكون مطبوعة بالطابع الرسميّ بل تكون صادقة خالية من المجاملات حتى لو كانت آراء انطباعية.
ومن أجمل الجلسات التي تعاقب عليها الصالون تلك التي خصصت لتكريم “مؤرخ بيروت المحروسة” البرفسور حسان الحلاق، مع جامعة الدول العربية، بحضور عدد من الشخصيات العربية يتقدمها د. يوسف السبعاوي نائب رئيس المركز العربي للشؤون القانونية ممثلاً جامعة الدول العربية ووجوه بيروت ووجهائها، لا سيما د. عمار حوري رئيس مجلس أمناء وقف البر والإحسان، د.عمر حوري أمين عام جامعة بيروت العربية، المحامي عمر زين، القاضي فوزي أدهم، د.علي الحلاق، الأستاذ بدر الدين نوار أمين سر كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، د. مازن شوربجي رئيس جمعية متخرجي المقاصد، د. جهاد عز الدين، ومروان رمضان نائب المدير العام ومدير الفروع في البنك اللبناني-الفرنسي، د.علوان أمين الدين ورئيس جمعية تراثنا بيروت سهيل منيمنة.
وبالمناسبة، ألقى الغول كلمة ترحيبية باسم الصالون الثقافي، قال فيها: “كثيرة هي كتب التاريخ التي تطرّقت الى تاريخ وطننا، بعضها كًتب بأحرف من ذهب، والبعض الأخر كتب بأحرف من حقد. لقد انحصر الاهتمام بكتابة تاريخ لبنان استناداً إلى تاريخ جبل لبنان، أما بيروت المدينة والعاصمة، فكان يشار إليها في كتب التاريخ دون الاستناد الى وثائق تبين حقيقة هذه المدينة وعراقتها. فكانت كتب البروفسور حسان حلاق وأبحاثه ومقالاته ومقابلاته التي خطها بشغف المحب لمدينته، وهو الخبير بأزقتها ومساجدها وقصورها، وهو العليم برجالاتها وعائلاتها، مستنداً إلى أرشيف واسع من وثائق المحاكم الشرعية. وقد أصبحت كتبه وأبحاثه بمثابة الدليل إلى حقيقة بيروت؛ فتنوّعت كتاباته بين تأريخ لفترات زمنية مختلفة، وتوثيق سير بعض رجالات بيروت. وقد لا يتسع المكان زماناً ومكاناً لتعدادها”.
وأضاف: “إصدارات البروفسور حلاق الغزيرة هي المصدر والمرجع الأول لأيّ طالب علم، ولديه شغف الاطلاع على تاريخ بيروت، فتكاد لا تخلو أي أطروحة أو رسالة أو بحث من ذكر البروفسور حلاق وكتبه وإنتاجاته، بل أكثر من ذلك فقد تعدّت شهرته حدود الوطن الصغير لتصل إلى وطننا العربي الكبير، ويستحضرني هنا ما حصل معي شخصياً حين مطالعتي كتاب “المتاهة اللبنانية” حيث قام الكاتب بذكر البروفسور حلاق في محاولة لدحض أقواله، ما يشير الى أهمية كتاباته التاريخية وأثرها في الصراع العربي – الإسرائيلي”.
وأشار الغول إلى الدكتور حلاق بوصفه عميد المؤرخين العرب واللبنانيين. ولكن، يبقى اللقب المحبّب إلى قلبه هو “مؤرخ بيروت المحروسة”، حتى صارت بيروت مقترنة بهذا الاسم بفضله… هو حارس تاريخ بيروت وحافظ ذاكرتها”.
وفي نهاية الكلمة الترحيبية، قدّم الغول درعاً تكريمياً للبروفسور حلاق، باسم الصالون الثقافي، كما قدّم الدكتور نائب رئيس المركز العربي للشؤون القانونية درعاً تكريمياً آخر للحلاق، بالنيابة عن السفير عبد الرحمن الصلح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
البرفسور حسان الحلاق اغتنم المناسبة لشكر كلّ من ساهم في تنظيم حفل التكريم وشارك فيه، منوهاً بوفائهم وتقديرهم له ولكل العلماء العاملين في سبيل خدمة أمتهم ووطنهم”.
ورأى أنّ “مبادرات التكريم تُضفي لمسات المحبة والود بين أفراد المجتمع اللبناني والعربي، وهي لمسة تشجيع لي ولبقية العلماء على المزيد من العطاء الفكري والأكاديمي والبحثي”.
وخلال حفل التكريم، دار نقاش حول تاريخ بيروت والكتابة عنها، وعن مكانة بيروت حين أصبحت ولاية ممتازة، وتمتد مساحتها من نابلس في فلسطين إلى اللاذقية في سوريا.
وكشف الدكتور حلاق أنّه أصدر مجلدين عن الوثائق العثمانية الموجودة في بلدية بيروت التي كانت مهد رجالات السياسة لاحقاً، وأنّ إصدار الوثائق توقف أخيراً بسبب الظروف، وهي ما زالت بحوزته. وقال إنه عمل جاهداً على تسمية المدارس الحكومية في بيروت باسم الشخصيات التاريخية.
من جهنه، استرجع الدكتور عمار حوري، الآلية المعتمدة في بلدية بيروت لتسمية الشوارع والساحات حين كان عضواً قي مجلسها، وأنه قدّم مطالعة في التسعينيات لاسترداد صلاحيات بلدية بيروت من المحافظ، الذي يتمتع بصلاحيات تقريرية بخلاف أوضاع كلّ بلديات لبنان.
وأكد الدكتور حلاق في هذا المجال، أنّ بعض الناس يتهم الرئيس الراحل صائب سلام ظلماً أنه وراء السماح بإعطاء محافظ بيروت صلاحية التقرير. وأوضح أن الرئيس الراحل كميل شمعون هو من رسّخ هذا الأمر عام 1952، وكان رئيس الحكومة آنذاك، الأمير خالد شهاب.
ناديا الحلاق