بوتين يوسّع الأراضي الروسية وأميركا وأوروبا تنددان وزيلنسكي يحتمي بـ”الناتو”
في حدث خطف الاهتمام العالمي ورفع من مستوى المواجهة بين روسيا والغرب، وسّع الرئيس الروسي مساحة بلاده بضم أربع أقاليم من أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية، تمثّل ما يقارب 15% من الأراضي الأوكرانية، مُضيفاً أكثر من 100 ألف كيلومتر من مساحة بلاده، في خطوة أثارت حنق أميركا وأوروبا وحلف “الناتو”.
في كلمة له في حفل مراسيم قبول انضمام الأربعِ مناطق الجديدة إلى روسيا، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إنّ “أبناء دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا حسموا قرارهم بالانضمام إلى الاتحاد الروسي”، مؤكداً أنّ “هذا حقهم”.
وقال بوتين: “اليوم نقوم بالتوقيع على اتفاق انضمام المناطق الـ4 إلى الاتحاد الروسي”.
وأشار إلى أنّ “ضم المناطق الـ4 إلى الاتحاد الروسي يعكس الإرادة الشعبية للملايين”، موضحاً أنّ “روسيا لا تسعى لاستحضار الماضي الذي شهد انهيار الاتحاد السوفياتي”.
ولفت بوتين إلى أنّ “أبناء هذه المناطق الأربع كانوا يتعرضون على مدار سنوات للقصف والتهديد على يد نظام كييف”، مؤكداً أنّ “أبناء دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا أصبحوا اليوم مواطني روسيا وللأبد”.
ودعا الرئيس الروسي “نظام كييف إلى وقف إطلاق النار والحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات”، مضيفاً: “نحن جاهزون لذلك”.
وأشار إلى أنّ “روسيا لن تفاوض على نتائج الاستفتاء في المناطق الـ4 وسندافع عن أراضينا”.
هجوم على الغرب
وفي لهجة حادة باتجاه الغرب، أكد بوتين أنّ “الغرب يحاول من جديد إضعاف روسيا وتقسيمها وتأليب الشعوب على بعضها”، مشدداً على أنّ “الغرب يبذل كل ما في وسعه للحفاظ على المنظومة الاستعمارية”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ “الغرب لا يروق له وجود بلد غني مثل روسيا لا يقبل بالإملاءات”، مشيراً إلى أنّه “لا يريد أن تكون روسيا حرّة بل يريد نهب ثرواتها”.
وأوضح أنّ “الغرب أخلّ بوعوده بألا يتوسع حلف الناتو شرقاً”، مردفاً أنّ “روسيا تاريخها عريق ولن تمتثل للقواعد التي أرساها الغرب الذي دمّر مبدأ سيادة الأراضي ووحدتها”.
وتساءل الرئيس الروسي: “ماذا يعتقد الغرب أنّ حضارته نموذج للجميع على مبدأ من ليس معنا هو ضدنا؟”، مؤكداً أنّ “الكراهية للروس سببها رفضنا نهب بلدنا وإصرارنا على مصالحنا”.
وقال بوتين إنّ “5% فقط من الحبوب الأوكرانية وصلت إلى الدول النامية رغم الحملة الإعلامية الغربية ضد روسيا في هذا الإطار”، لافتاً إلى أنّ “الأنغلوساكسونية تقوم بأعمالٍ إرهابية وتدمّر البنية التحتية الطاقوية كما حصل في نورد ستريم والمستفيد واضح”.
وشدد بوتين على أنّ “العقوبات الغربية ضد روسيا لن تؤتي أكلها”، لافتاً إلى أنّ “العقوبات تطال شركاء أميركا”.
وأكد الرئيس الروسي جهوزية بلاده “لحلّ الأزمات في مجالي الغذاء والطاقة”، مضيفاً أنّ “النظام الغربي محكوم عليه بالفشل”.
ولفت بوتين إلى وجود “محاولات احتواء لروسيا والصين وإيران من قبل واشنطن والدول الأخرى إلى جانب شركاء أميركا الحاليين ستواجه السياسة نفسها”، مردفاً أنّ “العالم دخل مرحلة التحولات الجذرية”.
ولفت إلى أنّ “التعددية القطبية تتعزّز الآن وحركة التحرّر التي تشهدها الكثير من الدول ستشتدّ وتتطوّر”، مضيفاً أنّ “الماضي لن يتكرّر والمعركة التي نشارك فيها الآن هي معركة من أجل شعبنا ومن أجل روسيا التاريخية العظيمة”.
وتابع بوتين: “نحتاج اليوم إلى توحيد الشعب لإرساء العدالة والتسامح”، مشيراً إلى أنّ “الماضي لن يتكرّر والمعركة التي نشارك فيها الآن هي معركة من أجل شعبنا ومن أجل روسيا التاريخية العظيمة”.
إدانة أميركية وأوروبية
وفي أول رد فعل أميركي على الإعلان الروسي، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن إدانته “محاولات روسيا الاحتيالية لضم مناطق ذات سيادة أوكرانية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “رفض كل المحاولات غير القانونية من جانب روسيا لضم أراضٍ أوكرانية”.
ولفت إلى العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا، مؤكدًا أنها “ستكبد من يدعم إجراءات روسيا غير القانونية ثمناً اقتصادياً وسياسياً باهظاً”، مشيرًا إلى “اننا سنواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها من خلال تقويتها عسكرياً ودبلوماسياً”.
وأصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً تؤكد فيه أن اللرئيس إيمانويل ماكرون يدين بشدة خطوة روسيا، معتبراً أن ضم روسيا أراض أوكرانية يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ولسيادة أوكرانيا
في غضون ذلك، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده اتخذت ما وصفها بالخطوة الحاسمة، بالتوقيع على طلب الانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيساً، مضيفاً في فيديو بث على الإنترنت أن “أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية.. سنتفاوض مع الرئيس الجديد”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية “موقفنا تجاه أوكرانيا ثابت ويتمثل باحترام سيادتها مع مراعاة الهواجس الأمنية لأي دولة أخرى”، وأضافت “مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد في أوكرانيا”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن “الاتحاد الأوروبي ومواطنيه يقفون مع سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن أراضيها حتى تحريرها”، وأكد على أن “روسيا تضع الأمن العالمي في خطر عبر ضم مناطق أوكرانية، ولن نعترف بهذه الخطوة”.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأمر بأنه “تصعيد خطير” من شأنه أن يقوض آفاق السلام، مضيفاً أن “أي قرار للمضي في الضم… لن يكون له أي قيمة قانونية ويستوجب الإدانة”.