منوعات

رحيل “أميرال الطيور” الشاعر محمد علي شمس الدين تاركاً أثراً جلياً في الكلمات

نام الشاعر، نام وكان رأى أن المجد بلاد، لا تعرفنا إلا حين نموت، وبلاد نحملها في القلب، فتحملنا في خشب التابوت…

مع فجر هذا اليوم نام القمر وتسرّب “أميرال الطيور” الشاعر محمد علي شمس الدين من على هذه الأرض إلى فضاء أرحب.
“فتى الرمان” الذي صاحب الكلمة وابتدع من حروفها شعراً، استسلم لقضائه وهو الذي قال له يوماً:
“هذا ألمي، قُرباني لجمالك لا تغضب
فأنا لست قويًا حتّى تنهرني بالموت!
يكفي أن تُرسلَ في طلبي
نسمة صيف فأوافيك
وتحرّك أوتار الموسيقى
لأموت وأحيا فيك!
هذا ألمي!
هذا ألمي!
خفّفْ من وقعِ جمالِك فوقَ فمي”..

غاب الجنوبي إبن جبل عامل “حادي” العيس” ناسجاً للصبابة للبلبل وللملكوت أنشودة ومُطرزاً بعروق الذهب منزلاً للنرد.

رحل صاحب “آه زينب” الشاعر محمد علي شمس الدين، “ابن المناحات العاشورائية”، حيث غيبه الموت فجر اليوم الأحد 11 أيلول / سبتمبر، عن عمر 80 عاماً، وقد نعته ابنته رباب على صفحتها على “فيسبوك”.

لشمس الدين أثر جلي في الشعر العربي، كما تبين أعماله الشعرية. هو الجنوبي الشامخ بجرفه وتبقى الروح والكلمة والقصيدة ومخزون شعري وإبداعي لا ينضب.

نصف قرنٍ بين مجموعته الشعرية الأولى (قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا ـــ دار الآداب ١٩٧٤) وبين كتابه الأخير الصادر في العا 2020 “آخر ما تركته البراري، سيرة صغيرة” الصادر عن دار النهضة العربية.
ونعاه أصدقاء وأحباء وقراء ن لبنان والعالم العربي على وسائل التواصل الاجتماعي.

“آه يا حزن رحيل القمر
بين دارين من الروح
وأدوار الجسد
آه يا حزناً عميقاً للأبد
وأقاصيه بعيدة”..

ولد محمد علي شمس الدين في العام 1942  في قرية بيت ياحون في قضاء بنت جبيل بجنوب لبنان. وقد نشأ في بلدة عربصاليم قرب النبطية وفيها كبر.

وهو حائز على دكتوراه دولة في التاريخ، كما يحمل إجازة في الحقوق. وعمل كمدير للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في لبنان. وتولى منصب رئيس المفتشين في الضمان الاجتماعي.

تفتحت موهبته الشعرية باكراً، ويعتبر من طليعة شعراء الحداثة في العالم العربي منذ العام 1973 وحتى الآن، وقد شارك في العديد من المهرجانات الشعرية في البلاد العربية ويعكف على كتابة مقالات نقدية وأدبية عن الشعر والأدب والفكر في المجلات والصحف اللبنانية والعربية، وهو عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الكتّاب اللبنانيين.

وأبرز ملامح ونشاطه الشعري: شاعر حديث إلا ان نتاجه الشعري لا ينحصر في مجال واحد. غالب شعره يتفاعل مع رموز التاريخ العربي والإسلامي.

حاز في العام 2011 على جائزة العويس الشعرية. ترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة منها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية..

كتب عن قصائده الكثير من النقاد العرب والغربيين، ومن بينهم المستشرق الإسباني بدرو مونتابيس حيث قال: “يبدو لي أن محمد علي شمس الدين هو الاسم الأكثر أهمية، والأكثر وعدا في آخر ما كتب من الشعر اللبناني الحديث، في هذا الشاعر شيء من المجازفة مكثف وصعب؛ لا سيما أنه عرضة لكل الإشراك. شيء ما يبعث على المجرد المطلق، المتحد الجوهر، اللاصق بالشعر في أثر شمس الدين، وقلة هم الشعراء الذين ينتصرون على مغامرة التخيل، ويتجاوزون إطار ما هو عام وعادي، وهؤلاء يعرفون أن مغامرتهم مجازفة كبرى، ولكنهم يتقدمون في طريقها”.

لقي شعره رواجاً واسعاً في لبنان والبلاد العربية، وصدر له عدد من الدواوين منها: “قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا” “غيم لأحلام الملك المخلوع” “أناديك يا ملكي وحبيبي” “الشوكة البنفسجية” “طيور إلى الشمس” “أما آن للرقص أن ينتهي” “أميرال الطيور” “يحرث في آبار” “منازل النرد” “ممالك عالية” “رياح حجرية” “كتاب الطواف” “حلقات العزلة” “اليأس من الوردة” “غرباء في مكانهم” “الغيوم التي في الضواحي” “شيرازيات الأعمال الكاملة (جزءان) “النازلون على الريح” كتب أخرى “الإصلاح الهادئ” (بحث تاريخي) “غنوا غنوا” (قصص للأطفال) “قصة ملونة” (قصص للأطفال).

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى