ميسي مرتبك بين قيادته للفريق وحربه على بارتوميو
لم يسبق لبرشلونة ونجمه الأرجنيني ليو ميسي ان عانيا في بداية الدوري الأسباني مثل ما يعانيانه هذا الموسم الذي شهد بداية غير مسبوقة لكليهما منذ سنوات طويلة.
يحتل برشلونة الآن المركز الثاني عشر في لائحة الترتيب بسبع نقاط من 5 مباريات بعد فوزه باثنتين و خسارته بمثلهما الى تعادل واحد، بينما ميسي لم يسجل سوى هدف وحيد من ركلة جزاء في شباك فيا ريال إلى هدف مماثل في شباك فرنشفاروش المجري في انطلاق تصفيات دوري الأبطال.
أسئلة عدة أطلقها عشاق الإثنين عن أسباب مايحصل حالياً، وبعيداً عن كل التكهنات والأجوبة، فإن عنواناً وحيداً يتصدر الموقف وهو عدم الاستقرار الإداري والمالي للنادي إلى ضياع ميسي وتحوّله عن دوره كقائد ولاعب إلى قائد ومحرّض للثورة ضد رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو والإدارة.
في علم كرة القدم، وكل الألعاب الرياضية الأخرى، فإنّ أهم عناصر النجاح لأي ناد يتمثل بالاستقرار الإداري والمالي، ما هو غير موجود حالياً في برشلونة، وكان السبب الرئيسي في تدهور الأوضاع الفنية.
ومن أخطر المشكلات التي تواجه برشلونة حالياً هو الدور الجديد الذي يلعبه ميسي عبر تدخلاته في الأمور الإدارية وبالتالي استقطاب بعض اللّاعبين إلى جانبه ما شكّل إدارة موازية للإدارة الأم، وقد تصدّر ما يحصل في برشلونة العناوين الرئيسة في الإعلام الإسباني والعالمي بمختلف وسائله وشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على الإدارة والجهاز الفنّي واللّاعبين.
يقول بعض المحلّلين، إنّ ميسي لجأ إلى هذا الأسلوب لإجبار الإدارة على تخلّيها عنه للذهاب إلى تجربة جديدة في مانشستر سيتي تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا صاحب الفضل الأكبر عليه، وبدأ ميسي مخطّطه بإطاحة المدرّب السابق كيكي ستين إلى معارضة التعاقد مع الهولندي رونالد كومان ومنها إلى الاعتراض الشديد على التخلي عن زميله لويس سواريز الذي يعتبره أحد أفضل اصدقائه، وبدأ بالتهديد العلني لقلب الطاولة على الجميع إذا لم يتم تحريره متوعداً بأيام سوداء لبرشلونة، وبعد أن وصل مشروعه إلى حائط مسدود تراجع مرغماً بفعل البند الجزائي المتمثل بدفع نحو 700 مليون يورو لفسخ العقد من جانبه بانتظار انتهاء الموسم الحالي ليصبح بعده حراً.
خلاصة القول، وحفاظاً على سمعة ميسي وإنجازاته التاريخية ما عليه إلّا العودة لدوره كقائد ولاعب وترك الأمور الإدارية إلى أصحاب القرار مهما كان نوعها، وفتح صفحة جديدة مع الإدارة والمدرب واللّاعبين، وبخلاف ذلك لن تكون أيام برشلونة سوداء على النادي فقط بل ستطال بجزء كبير منها ميسي ونجوميته.
يوسف برجاوي,