مجتمع

وزارة الثقافة تكرّم “كاهن الذرّة” في العقد التاسع من عمره!

ألقاب كثيرة حملها الأب الدكتور يوسف يمين وأبرزها: “عاشق إهدن”، “أبو المرده”، “كاهن الذرّة” ، “عاشق لبنان” و”الأديب والكاتب الذي لا ينضب”، ولكن أثقال سنوات العمر وهمومها وشجونها ومنها متفجرة استهدفته في سبعينيات القرن الماضي حملته جميعاً الى “دار تأهيل صحية” تابعة لمستشفى سيدة زغرتا الجامعي حيث أضطر صحياً للإقامة منذ فترة، والى هناك قصده وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ليسلمه درعاً تكريمية على عطاءاته الأدبية والفكرية واللاهوتية والعلمية وليبلغه بتخصيص زاوية في المكتبة الوطنية على اسمه.

موقع “أحوال” الذي كان حاضراً في الاحتفال المقتضب نظراً لخصوصية المكان سألت الوزير المرتضى عن العبرة من التكريم في هذه المرحلة بالذات فقال:” إنها اعماله الفكرية منذ أكثر من نصف قرن التي شهدت له على التراكم النوعيّ والكميّ في الانجاز، سواءٌ تحدَّثَ بلغةِ الايمان او الفلسفة او التاريخ، حتى انَّه انفرد في القول ان المسيح ولِدَ على أرض لبنان لا في فلسطين”.

وكان الوزير المرتضى وبعد تسليمه الدرع للأب يمين قد القى كلمة قال فيها:” أيها الأب الحبيب، تنزل التسعون عليك، نزولَ الندى على دُلبِ “مار سركيس” ، عند رأس النبع في إهدن، أو نزولَ النسائم من جبل الأرز الى عقَباتِ الوادي المقدس، لا لتزيدَك حكمةً انتَ في أوجٍها، بل لتستقي من موسوعيَّتِكِ بعضاً من معرفةٍ في الفكر واللاهوت والفلسفة… وعشقِ لبنان.

وأضاف:” أسمحُ ههنا لنفسي بأن اقول فلسطين، على الرغم من انك في أحد كتبك استعملت لفظة “اليهودية”. ذلك ان التاريخ وانت استاذٌ كبير فيه، يخبر ان مملكة “يهوّا” لم تُقِم في فلسطين الا اقامةَ غيمةِ صيفٍ في جردِ اهدن، فهل نسمي اهدن غيمةَ صيف؟؟ طبعًا لا، وكذلك لن نسم فلسطين ارض يهوذا لانها لا تتخلّى عن اسمِها ولا تخلعُه على ايِّ احد”.

وختم الوزير المرتضى كلمته بالقول:” اهدي اليك درع وزارة الثقافة، اعترافًا بفضل مسيرتك الثقافية والشخصية على مسار الفكر الايماني اللبناني وتأثيراتِها المعرفية على اجيال كثيرة، واعترافًا ايضًا بشدة تشبثك بهذا الوطن الذي ليس له لينهض من آلامِه الا ان يكون لأبنائه جميعًا الى اي طائفةٍ ومنطقةٍ انتمَوا، هذا المقدار العظيم من الحب الذي تختزنه للبنان بين أضلاعِك”.
وردّ الأب الدكتور يمين شاكراً وزارة الثقافة ممثلة بشخص الوزير على هذا التكريم وعلى لفتتها الكريمة.

وقد شارك في حفل التكريم كل من وزير الاعلام المهندس زياد المكاري والمسؤول الاعلامي في تيار المرده المحامي سليمان فرنجيه وعائلة الدكتور المكرم.

ويبقى أن نشير الى أن صاحب نظرية “اهدن هي جنة عدن وانها موئل الاله إيل”، له من المؤلفات سبعة وعشرين بين اللاهوت والتاريخ والعلم والذرّة ويحمل العديد من الجوائز والأوسمة والدروع التقديرية ودكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون في باريس 1964 وأخرى في العلوم الذرية أيضاً من جامعة السوربون عام 1966 كما أنه يتقن خمس لغات هي السريانية والعربية والفرنسية واللاتينية والايطالية.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى