مجتمع

عندما يصل مدخول العائلة الى مرتبة صفر!

اسابيع قليلة ويكون قد مرّ على اللبنانيين أنواع مختلفة ومتعددة من الأزمات المالية والمعيشية خلال ثلاث سنوات يمكن القول انها غير مسبوقة في أي بلد في العالم، وما زالوا يكافحون ويجاهدون للحفاظ على الحد الأدنى من المستوى المعيشي الذي كانوا ينعمون به قبل حلول الكارثة في السابع عشر من تشرين الأول عام 2019.

وعن كيفية تدبر امورهم ومواجهة سيل الأزمات تواصل موقع “أحوال” مع عدد من الاشخاص في بعض الأقضية الشمالية ليخرج بالمحصلة التالية:

فؤاد مرعب من عكار، قال: “أعتقد ان معظم العائلات قد شارفت على الأفلاس لأن أي مرتب بالعملة اللبنانية ومهما علا شأنه بات بمرتبة صفر في ميزانية أي عائلة فعندما تكون صفيحة البنزين بستمئة الف ليرة وسندويش الفلافل بخمسين الف ليرة فأي مرتب سيمكنه تغطية مصروف عائلة مؤلفة من اربعة اشخاص لا أكثر مع أن معظم العائلات في مناطقنا تتخطى هذا العدد باشواط”.

احمد جباضو من طرابلس، اكد ان بعض افراد عائلته السبعة يضطرون الى النوم بدون عشاء او في اقصى الحالات على “كسرة خبز” اذا توافرت من الأفران، فكل ما يجنيه من بيع الخضار والفواكه يذهب الى تأمين بعض ساعات الكهرباء من المولدات او لشراء المياه النظيفة للشرب، وما بالك ان صحن الفول او الحمص بطحينة بات بستين الف ليرة وهي وجبات اساسية في طعام الفقراء، فأي مدخول سيغطي جزءاً يسيرا من المصروف وحتى لو اجتمعت العائلة كلها للعمل
جورج عساف من الكورة لفت الى أنه “لولا الأموال التي يرسلها المغتربون الى أهلهم في السنوات الثلاث المنصرمة وبشكل مباشر وبعيداً عن المصارف، لكانت معظم العائلات قد “شحدت الملح” وبخاصة ان العديد من العائلات بات يسعى كل جهده للحفاظ على الحد الأدنى من المستوى الذي كان يعيشه”.

جهاد الأحمد من الضنية قال: “صحيح ان معظم العائلات في منطقتنا تعمل في زراعة الاشجار المثمرة التي تدر عليها مدخولاً مقبولاً ولكن كان هذا في ما مضى، ولكن مع ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية والزراعية لم يعد أي مدخول باستطاعته ان يوازي حجم المصروف، وهنا لا بد من الاشارة الى ان الدعم الاغترابي كان له دور فعال في مساعدة معظم العائلات”.

سلمى فخري من بشري تؤكد ان “معظم العائلات تمد يدها يوماً بعد آخر الى ما كانت تصفه بمدخرات الشيخوخة او مواجهة الأمراض وما الى ذلك، من اجل مواجهة هذا “الغول” المصرّ على تركيع اللبنانيين بعد دفعهم الى الجوع والحاجة”.

وبانتظار ابواب الفرج الذي ينتظرها جميع اللبنانيين كلٌ على طريقته سيبقون متأهبين لمواجهة هذه الصعاب حتى آخر رمق، فهكذا فعل آباءهم واجدادهم في ظروف اقل قساوة بكثير عما يعيشونه.

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى