سياسة

طموحات جعجع تتراجع: من الحلُم بالرئاسة الى محاولة التأثير باللعبة الرئاسية

ليس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحده من يرى نفسه غير قادر على المشاركة في السباق الرئاسي الحالي، فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وضعه أصعب، فهو غير قادر حتى على طرح ترشيح او دعم أي مرشح ينتمي الى فريقه السياسي العريض حتى، وكل معركته هي منع إيصال رئيس ينتمي الى محور المقاومة.

قبل الإنتخابات النيابية كان جعجع يمنّي النفس بأن يحصل وفريقه على الأكثرية النيابية والترشح الى رئاسة الجمهورية عملاً بمبدأ الرئيس القوي، ورغم اعلانه الانتصار بالأكثرية، تُظهر الوقائع السياسية ان الرجل غير قادر على الترشح لأنه لن يحوز على أكثر من أصوات تكتله النيابي، وغير قادر على حياكة تحالف سياسي يكون له مرشحه الى قصر بعبدا، لذلك فإن كل اهتمام جعجع في الوقت الراهن ينصب على محاولة منع وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

بحسب معلومات “أحوال” فشل جعجع في أكثر من محاولة لجذب الإشتراكي وبعض النواب المستقلين الى تحالف رئاسي، وتُشير المعلومات الى أن الحزب الإشتراكي يعلم مصلحته جيداً وهي ليست الى جانب القوات، والمستقلين بدورهم يعتبرون أن تحالفهم مع جعجع سيجعله المسيطر على القرار، خاصة أن شارعهم لا يرى بالقوات بديلاً عن القوى السياسية الحالية بل شريكاً لهم.

يسعى جعجع من خلال محاولته هذه الى حجز موقع ضمن اللاعبين المؤثرين في الانتخابات الرئاسية، لكنه سيفشل بذلك أيضاً خاصة إذا ما تمكن حزب الله من تقريب وجهات النظر بين الحلفاء المسيحيين لإيصال مرشح الى قصر بعبدا، وعندها تكون أصوات القوات بلا قيمة داخل المجلس، وبحال لم يتمكن حزب الله من فعل ذلك، فإن تعويل القوات اللبنانية سيكون على التأثيرات الخارجية التي قد تكون لصالح مرشح تسوية، سيعتبر جعجع وصوله انتصاراً سياسياً له، نسبة للأهداف التي رسمها لحزبه.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى