منوعات

الحريري يعوّل على ضياع الشارع السني: نجاح التجربة يعني دفن مستقبله السياسي

سقط رهان من كان يعوّل على تغيير ما في موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فالرجل حسم أمره بأن يبتعد عن المشهد السياسي الداخلي، رغم أن كثيرين يعتبرون أن الحريري لم يحسم أمره، بل هناك من حسمه عنه، وبالتالي بات الرجل وتياره خارج المعادلة.

فتح الحريري الباب أمام من يُريد الترشح الى الانتخابات من نواب كتلته، خاصة اولئك الذين كانوا يشعرون بالحرج تجاه الأمر، إلا أن اللافت كان حديث الحريري عن “عدم قدرة أحد على تغيير الواقع القائم حالياً”، ما يعني أن رئيس الحكومة السابق يؤمن بأن غيابه سيخلق فراغاً لن يتمكن غيره من إشغاله، لا شقيقه بهاء ولا فؤاد السنيورة، ولا غيرهما، علماً أن المطلعين على حركة الحريري يعتبرون أن الرجل يعوّل على هذه النتيجة بحال أراد أن يفكر بالعودة مستقبلاً الى العمل السياسي، لأن نجاح ما يُعتبر تجربة ما بعد الحريري، سيُقفل الباب بوجه رئيس تيار المستقبل الى الأبد.

لم يتبلور حتى اليوم دور دار الفتوى في مستقبل الشارع السني، كما لم يتبلور دور أي شخصية سنية قادرة على الجمع، رغم كثرة الطامحين، آخرهم كان الحديث عن دخول السفير اللبناني نواف سلام على الخط، وهو الرجل الذي قد يجد دعماً سعودياً استثنائياً كونه من الوجوه الجديدة التي يمكن التعويل عليها وتسويقها شعبياً، إلا أن الواقع اليوم هو ببساطة غياب القائد الفعلي للطائفة، ولا يبدو أن هذا القائد سيولد قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى