نحرق حرشاً من اشجار معمرة من أجل “مشحرة” وفحم!
يوم الإثنين في الحادي عشر من تموز عام 2022 وفي طقس معتدل نسبياً لم تتعد حرارة الطقس فيه الثلاثين درجة، أعلن الدفاع المدني في لبنان عن إطفاء تسع حرائق في أماكن مختلفة من لبنان معظمها في أحراش تضم أشجار معمرة وأخرى في بساتين تضم أشجاراً مثمرة وهذه الحرائق شملت المناطق التالية: رومية – المتن، الحدت – بعبدا، رأس المتن – بعبدا، فرون – بنت جبيل، أنفه – الكورة، دده – الكورة – بشامون – عاليه – نهر إبراهيم – جبيل، وليلاً شب حريق في محلة زيتون أبي سمراء في طرابلس وهدّد المنازل!
وجاء في التقارير الرسمية أن معظم هذه الحرائق كان مفتعلاً.
فهل هي الصدفة التي جمعت تلك الحرائق في نفس التوقيت أم هي الأيادي الخبيئة التي يتعمد الى إحراق الأحراش من أجل الوصول الى المشاحر والفحم؟
بلدية روميه، أعلنت في بيان رسمي عشية الحريق الكبير في أحد أحراشها، أن “شرطة البلدية قد أوقفت نهار الاحد الاشخاص الذين قاموا بقطع أشجار السنديان، البلوط والصنوبر في أحراج البلده، وصادرت الاشجار المقطوعة.
وسلمت الشرطة الموقوفين الى فصيلة الدرك في برمانا. تم توقيفهم والتحقيق معهم وقد اعترفوا بقطع الاشجار في أحراج بلدة روميه، ثم تم اخلاء سبيلهم. وفوجئنا اليوم الاثنين بنشوب ثلاثة حرائق في أحراج البلدة”. وطلبت البلدية من الجهات المعنية “كشف الحقيقة والقبض على الفاعلين”. مؤكدة أنها “لن تساوم ابدا على قطع الاشجار مهما كان السبب”.
في السياق نفسه، تواصل موقع “أحوال” مع الخبير في الحرائق في مركز زغرتا الإقليمي، علي موسى، الذي اكد ان “هناك مناطق تتعرض للحرائق بشكل شبه دوري، الأمر يؤكد أن هناك أياد خفية تعمل على إشعال تلك الحرائق الأمر الذي يزيد من قناعاتنا، ويؤكد خبراتنا بأن 95 بالمئة من الحرائق في لبنان مفتعلة إما عن قصد او عن قلة إدراك ووعي”.
واضاف موسى: “يمكن ان تنشب الحرائق بقلة إدراك ووعي عندما يلجأ المتنزهون الى الأحراج فيعمدون الى ترك مخلفاتهم وراءهم حتى الرماد من النار التي تستخدم في تحضير الطعام، ولكن هذه نسبة قليلة ومحدودة من الحرائق. أما النسبة الأكبر فهي أيادي الشر التي تهدف من وراء الحريق إما الى قطع الاشجار لتقطيعها وبيعها كي يتم حرقها في المنازل خلال فصل الشتاء ثم تعمد الى تمويه فعلتها، وإما الى تحضير الأحراش لإقامة “المشاحر” التي تنتج الفحم، وهنا الطامة الكبرى حيث أننا نحرق احراشاً تضم اشجاراً معمرة وأحياناً نادرة من أجل أن ننتج الفحم. فيما الدول التي تحترم نفسها تحافظ على أية شجرة خضراء من أجل دعم البيئة والحفاظ عليها”.
مرسال الترس