لحظاتٌ لا تُنسى في مسيرة “حسن شاتيلا” الناجحة
نجم الفريق "النبيذي" البيروتي "حسن شاتيلا" يتحدّث لـ"أحوال" عن أبرز المحطات في مسيرته في عالم كرة القدم
بدأ عشق نادي النجمة يسري في عروق حسن شاتيلا منذ بلوغه الثامنة من عمره، ليصبح فيما بعد نجمًا وقائدًا للفريق “النبيذي” البيروتي، الذي يملك أكبر قاعدة جماهيرية في كرة القدم اللبنانية.
وفي حديث لموقع “أحوال ميديا”، يسرد شاتيلا كيف بدأت رحلته مع كرة القدم، قائلًا: “كنت ألعب في الحواري والشوارع مع أقراني، وفي أحد الأيام طلب مني إبراهيم شاتيلا، “الكويس”، أن ألتحق بفريق الناشئين بسبب بروزي باكرًا، وفي عام 1968 شاهدني المدرب النمساوي “فريتز” وطلب ضمّي للفريق الأول، وبدأت رحلة النجومية منذ ذلك الحين”.
يذكر شاتيلا أن فريق “النجمة” كان يخوض قرابة 60 مباراة محلية وخارجية في الموسم الواحد في فترة السبعينات، وعقب عودته من المعسكرات الخارجية كان يتفوّق بسهولة على الفرق اللبنانية، نظرًا لفارق اللّياقة البدنية، مضيفًا: “من أبرز المباريات التي شاركت فيها، كانت أمام القادسية الكويتي، وهو “نفيد المجري” ومنتخب الجزائر ومنتخب جامعات فرنسا، بمشاركة جوهرة البرازيل “بيليه”، ولقاء “أرارات” حامل كأس الاتحاد السوفياتي. ويومها فاز فريق النجمة 1-0 في عرس جماهيري غير مسبوق”.
ويتابع شاتيلا حديثه لموقعنا، ليذكر الألقاب المحلية التي حصل عليها خلال مسيرته، وكان أبرزها نهائي كأس لبنان أمام فريق “الصفاء” عام 1971، حيث فاز يومها فريق النجمة بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ويعتزّ شاتيلا بهدفه في مرمى فورث الألماني (درجة ثانية) على المدينة الرياضية، في المباراة التي أُقيمت عام 1972 عند العاشرة صباحًا أمام 25 ألف متفرج، وانتهت بالتعادل 1-1، إذ سدّد كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، استقرت في المقص.
وخلال فترة الحرب الأهلية، بدأ النشاط الكروي بالتراجع وكان الفريق البيروتي يجتمع على أرض ملعب “الشبيبة – المزرعة”، فيجري تمارينه تحت القصف والرصاص المتنقّل، ويخوض كل أسبوع بعض المباريات الودية مع فِرَق سورية أو لبنانية، ويحصل بعض اللاعبين على أجرٍ يصل إلى 5 ليرات للاعب الواحد.
أما في مطلع الثمانينات، فقد نجح شاتيلا في قيادة “النجمة” إلى نهائي بطولة الأندية العربية، أمام “الشرطة” العراقي، وحلّ وصيفًا، في حين تألق الفريق عام 1985 مجددًا في البطولة المذكورة، وتصدّر مجموعته يومها خلال التصفيات التي أُقيمت على ملعب “خالد بن الوليد” في حمص، فتعادل مع “الكرامة” سلبًا وهزم “الفيصلي الأردني” بثلاثة أهداف مقابل هدف، وحلّ ثالثًا في النهائيات التي أُقيمت في بغداد.
ومن القصص الطريفة التي لا يزال يتذكرها شاتيلا، فهي عندما طار فريق “النجمة” إلى بغداد لملاقاة فريق “الشرطة”، فبعد مغادرة المطار تفاجأ الجميع بعدم وصول الشحن الذي يضم اللباس الخاص بالمباراة، ويومها قدمت إدارة النادي العراقي كل ما يلزم من المخزن الخاص للنادي، حيث اختار اللاعب محمد حاطوم الحذاء الأبيض على عكس باقي اللاعبين، فكانت هذه الحادثة “سابقة” تحصل للمرة الأولى في الملاعب العربية.
إلى جانب بيليه
ومن الذكريات التي لا تُنسى، يسرد شاتيلا لـ”أحوال” كيف لعب إلى جانب البرازيلي “بيليه” في السادس من نيسان/أبريل عام 1975، فيقول: “دخل علينا نجم سانتوس الذي استقدمته شركة “بيبسي” إلى غرفة تبديل الملابس وصافحنا، بعدها قام بالتحمية تحت مدرجات المدينة الرياضية قرابة 45 دقيقة، ثم دخل ولعب في مركز حراسة المرمى ربع ساعة وأكمل الشوط الأول مهاجمًا، فكل الكرات تصبّ عنده، وكانت انظارنا متجهة صوبه لنشاهد ماذا سيفعل بيليه! بعدها، صافح اللاعبين وخرج إلى المنصة الرئيسية معتمرًا “الطربوش” ومرتديًا العباءة التقليدية”، مشيرًا إلى أنه في اليوم التالي أُقيم حفل تكريمي للنجم البرازيلي في فندق “بوريفاج”، وأهدى “بيليه” صوره موقعة للاعبي النجمة.
وعن ذكريات المنتخب الوطني، تحدّث حسن شاتيلا عن العديد من المباريات التي خاضها، خصوصًا كأس رئيس جمهورية كوريا الجنوبية عام 1975، حين فاز المنتخب اللبناني على سنغافورة 3-0، وعلى ماليزيا 4-1، وخسر أمام المضيف بهدف يتيم، وبالنتيجة عينها أمام اليابان في الوقت القاتل بعدما أهدر اللبنانيون أهدافًا “بالجملة والمفرق”، بحسب قوله، ليتابع أنه وفي طريق العودة إلى بيروت، هزم المنتخب اللبناني كل من تايلاند بهدفين نظيفين، وتايوان بثلاثية.
وفي عام 1977، زار شاتيلا كوريا مجددًا، حيث وصل اللاعبون منهكون واضطروا إلى النوم في أرض أحد المطارات خلال رحلة الترانزيت. وبعد الوصول إلى مطار سيول ليلًا، خاض المنتخب مباراته الأولى في صبيحة اليوم التالي، وخسر أمام المكسيك 1-6 سجّله شاتيلا نفسه، اذ دخلت الكرة المرمى وارتدّت لتُصيب الحارس في كتفه ويتم استبداله، ثم خسر أمام الولايات المتحدة 3-6 بعد مباراة متكافئة.
أفضل رياضي لبناني
ومن المحطات الشخصية التي يتذكرها شاتيلا، هي حصوله على جائزة أفضل رياضي لبناني عام 1978 بعد استفتاء أجرته الصحافة الرياضية، وذلك في عز الحرب الأهلية، فكان عليه الانتقال إلى بيروت الشرقية لاستلام جائزته من رئيس “حزب الكتائب اللبنانية”، بيار الجميل، الذي استقبله في مقر الحزب في الصيفي وكان قبلها قد أجرى مقابلة إذاعية في صوت لبنان.
وفي الختام، قال حسن شاتيلا: “خفّ ولاء اللاعب في أيامنا هذه لنادي النجمة، الذي يُعتبر نادي “الوطن”، بسبب الطمع المادي، فبتنا نرى اللاعب نفسه مع فريق مختلف كل سنة أو سنتين، بينما كانت تشكيلة النجمة في الماضي تبقى ثابتة لسنوات طويلة”، مشيرًا إلى أن أبرز اللاعبين الذين كان يرتاح باللعب إلى جانبهم هم حسن عبود وجمال الخطيب وشقيقه محمود.
سامر الحلبي