ميقاتي رئيساً مكلّفاً بـ65 في خميس الأسرار!
يكاد يوم الخميس المقبل أن يكون يوم “خميس الأسرار” ويتحوّل موعد الاستشارات لتسمية رئيس جديد للحكومة إلى موعد مع الريح بسبب تشتت الآراء وانقسام الأفكار حول من سيكون رئيساً جديداً للحكومة.
ثلاثة أيام وتنطلق الاستشارات النيابية الملزمة واتجاهات التصويت غير محسومة، وإن كانت الغلبة، حتى الآن، لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي.
ميقاتي، الذي يشترط بمواجهة الشروط الملقاة عليه، يتوقع أن يسمّيه 65 نائباً فقط لا غير. ويبدو أن هذا الرقم سيتحوّل إلى “كيل ثابت” لموازين التصويت السياسية، حيث لا غلبة لأحد.
وترجح مصادر سياسية أن تتكثّف الاتصالات من اليوم حتى صبيحة يوم الاستشارات، فيما ستحسم الكتل النيابية قراراتها الخاصة بإسم مرشحيها خلال اجتماعات تُعقد يومي الثلاثاء والأربعا.
حتى الآن، قرار الثنائي حزب الله وحركة أمل هو إعادة تسمية ميقاتي بترؤسه الحكومة والاستمرار بالمشاريع والإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد ولتمرير الأشهر الأربعة المقبلة حتى موعد الاستحقاق الرئاسي. لكن الثنائي لم يستطع إقناع التيّار الوطني الحر بعد بهذه التسمية، حيث أن التواصل مقطوع بين رئيس التيّار وميقاتي والعلاقة بينهما ليست على ما يُرام.
وهذه العلاقة قد تقود إلى ”معجزة” توافقية تجمع التيار الوطني الحر ونواب التغيير والقوات والاشتراكي على اختيار نواف سلام، بحسب مصادر سياسية.
في المقابل وبين نواب السنّة الذين يحتاج ميقاتي إلى أصواتهم لتأمين ميثاقية تمثيله، فيبدو أن عدداً كبيراً منهم قد يُسمّي ميقاتي، بينهم تكتّل نواب عكار بحسب ما أكد أكثر من نائب.
وبحسب ما أفادت مصادر نيابية لـ”أحوال” فإن النواب المستقلون الذين اجتمعوا في دارة النائب نبيل بدر عصر الاثنين، اتفقوا على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، افساحاً في المجال لمتابعة المفاوضات مع صندوق النقد في حين أنهم لن يوافقوا على خطة التعافي لا سيّما ما ورد في الشق المتعلق بأموال المودعين.
بالنسبة إلى الحزب التقدّمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، لم يُحسم بعد الإسم فهما يفضلان شخصية جديدة والأهم لا تحبذ باسيل.. لكن رئيس المجلس النيابي يعمل على فك الموقف الموحد للقوات والاشتراكي باستمالة صديقه وليد جنبلاط، ولم يتبيّن بعد مدى نجاحه في تأمين الصوت الدرزي لصالح ميقاتي.
والضبابية والبلبة لا تفارق نواب التغيير، الذين لا يزالون غير قادرين على حشد قوة واحدة موحدة فيي وجه أحزاب السلطة، كما يرددون. وقد خرج نائبا حزب تقدّم مارك ضو ونجاة صليبا عن السعي لاتفاق حول الرئيس المكلّف، ببيان يرشحان فيه السفير نواف سلام.
علماً أنه في آخر اجتماع تمّ رفض سلام من قبل بعض النواب وبينهم النائبة حليمة القعقور، التي اعتبرت أن سلام بعيد عن لبنان ما يؤثر على فعاليته في التواصل مع كافة الأطراف.
وبحسب مصادر نيابية فإن ترشيح سلام من قبل ضو وصليبا بشكل منفرد والطلب من النواب ملقاتهم لا يؤشر إلى نيتهم التعاون.
إذاً يبقى إسم ميقاتي الأكثر ترجيحاً للتكليف، خصوصاً أنّ المرحلة المقبلة انتقالية قبل الاستحقاق الرئاسي، وقد لا يقود التكليف إلى التأليف، وهذا ما تفضّله قوى سياسية عبر تكليف ميقاتي ليحمل مهمتي التكليف والتصريف.
دعم إسم ميقاتي لا فيتو عليه خارجياً، فالفرنسيون يعتبرونه صديقاً والأميركيون لا يمانعون والعرب لا يقولون لا رغم أن أي دعم سعودي لم يسجّل حتى الآن لرئيس تيّار العزم، الذي لم يزر الرياض منذ فترة طويلة جداً.
وبالتالي سيكون ميقاتي، رئيساً مكلّفاً، ما لم تحصل مفاجآت،ورئيساً لحكومة تصريف الأعمال وفي المهمتين سيكون عاجزاً عن تحقيق معجزة حكومية.
رانيا برو