منوعات

سوق “الكريبتو”.. عملات تنهار وأخرى تتبخر

تراجعات حادّة تضرب سوق العملات الرقمية المشفرة التي فقدت بين عشية وضحاها عشرات المليارات من قيمتها السوقية على وقع سقوط صادم للبتكوين الأكثر قوة وانتشاراً في سوق الـ “كريبتو”.حيث وصل إلى مستوى 20 ألف دولاراً.

وتدهورت قيمة عملة البتكوين بعدما جمدت منصة سيلزيوس، وهي شركة أميركية لإقراض العملات المشفرة، عمليات السحب والتحويلات مرجعة ذلك إلى “ظروف صعبة”، في أحدث علامة على تذبذب سوق المال الذي ضرب عالم العملات الرقمية.
فما سبب الانهيار الكبير في سوق العملات الرقمية؟ هل هو انهيار أم تصحيح مسار؟ وماذا عن مستقبلها في ظل تدخل الحكومات فيها؟

في أقل من 6 أشهر فقدت العملات الرقمية المشفرة ما يزيد على 2 تريليون دولار، وبدأت الخسائر بالتفاقم مع انهيار عملة “تيرا لونا” لتصبح قيمتها الفعلية في السوق تساوي صفراً.

واشتدت حدة الأزمة منذ أيام عقب بيانات التضخم الأميركية التي أشعلت المخاوف بشأن ركود اقتصادي وشيك وقرارات عنيفة للفيدرالي الأميركي بشأن توقعات الفائدة، ما دفع المستثمرين للهروب من الأصول عالية المخاطر ومنها العملات الرقيمة المشفرة.

المحلل الاقتصادي نديم السبع يقول لـ “أحوال.ميديا”: “يسعى الكثير من الناس إلى جمع الثروات بوقت سريع عبر الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة، والتي لا ما تزال تشكل مخاطرة كبرى لبعض المستثمرين، فالاستثمارات التي تنطوي على مخاطر عالية، عادة ما تكون عوائدها هائلة وكذلك الحال بالنسبة للخسائر”.

بلغت بيتكوين أدنى مستوياتها منذ 18 شهراً حيث تراجعت من 69 ألف دولار إلى نحو 20 ألف دولار، أما عملة إيثيريوم التي تعد العملة الثانية في عالم “الكريبتو” فتراجعت من 4850 دولار إلى 1030 دولاراً، وفق السبع.

وهو أدنى مستوى لها منذ كانون الثاني من عام 2021، ما يؤكد، بحسب السبع “أن هذا الانهيار لا يهدف إلى المسار التصحيحي، إنه مسار تنازلي للعملات الرقمية في ظل التخوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة إضافة إلى سحب السيولة الرخيصة الموجودة في الأسواق من قبل الفيدرالي الأميركي”.

أسباب هذا الانهيار الحاد في العملات الرقمية المشفرة حسب ما يوضح السبع “قد يكون هروب المستثمرين من الاستثمارات العالية المخاطر ومنها العملات الرقمية سببه التخوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وارتفاع معدلات التضخم الموجودة في الدول الاروربية وبريطانيا وأميركا”.

أما عن مستقبل هذه العملات فيقول “ما زلنا في مرحلة غير مريحة، وهناك خطر من العدوى المحيطة بالعملات الرقمية على نطاق واسع، عدد كبير من العملات الرقمية سوف تختفي من السوق ليكون مصيرها شبيهاً لما حصل لعملة لونا، حيث تسعى الحكومات والبنوك المركزية إلى وضع ضوابط وتشريعات لهذا السوق والمنصات بهدف ضبط عمليات الغش والتلاعب والتهرب الضريبي”.

رغم أن قطاع العملات الرقمية اتخذ زخماً شديداً ينصح السبع المستثمرين بالتعرف على القطاع أكثر بطرق علمية ومتابعة الندوات التثقيفية الخاصة بـ “الكريبتو”، وقبل الاستثمار فيها على المستثمر أن يفهمها ويعرف مدى خطورتها، ومن الجيد التعرف على خبرات مستثمرين آخرين في هذا المجال قبل اتخاذ قرار الاستثمار.

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى