انطوان غالب فرنجيه المتربع على ثروة العملات ومجسمات الطيران!
قد يكون من السهل ان تتعرف الى هاوٍ لمقتنيات اثرية أو طوابع أو أموال لكن ان تجد نفسك أمام خبير بكل هؤلاء فذاك أمر في غاية المفاجأة. وهو ما حصل معي بالضبط حين تعرفت بالصدفة إلى انطوان قبلان غالب فرنجيه في أحد مقاهي زغرتا، حيث امتد الحديث الى المقتنيات النادرة فقلت :”وصلتني بالأمس ورقة الخمسين درهم التي اصدرتها دولة الامارات العربية المتحدة لمناسبة مرور خمسين سنة على استقلالها”.
وفتحت محفظتي لأضعها امام المشاركين في الجلسة ليتمتعوا بمنظرها وإذ بانطوان يفاجئني بقوله:”لقد خسرت نصف ثمنها، لأنها مطوية”، وعندما استوضحت راح يشرح لي ظروف الاحتفاظ بمثل هذه الأوراق بدقة متناهية وبحديث خبير محلّف وبانه يملك إثنا عشر البوماً ذات مواصفات دولية تضم نماذج عن جميع العملات التي صدرت في مختلف دول العالم. منها النادر التي يفوق ثمن القطعة الواحدة منها الثمانمائة دولار أميركي وربما أكثر ووفق العرض والطلب بين “ابناء الهواية”، ومنها التي ترغب في تحويلها الى لوحة فنية ولاسيما في دول القارة الأفريقية، او التي لم يصدر منها الاّ بضع مئات أو الآف والبحث يطول.
ولكن عندما قصدته في منزله وجدت نفسي أمام متحف يتمنى أي مدير خزينة في اي مصرق مركزي أن يحظى بجزء يسير منها.
اللافت أن انطوان المولود في العام 1954 لم يبدأ شغفه بهواية الأوراق المالية الاّ في العام 2007 حين اخبره ابنه طوني الوحيد بين ابنتين وإبن السنوات العشر أنه يهوى جمع العملات، ثم ليصرف النظر عنها بعد بضع سنوات ليتعلق بالقراءة والصحافة التي تخصص بها في أميركا، وليصبح الأب مرجعاً بين هواة مميزين في العالم يتبادلون المعلومات حول أدق التفاصيل، أو لتمضية ساعات على الانترنت في متابعة أسعارها أو أحدث التفاصيل عن بعضها في هذه الدولة أو تلك.
ولأن عدد الهواة قد ارتفع في العالم فقد حصلت إرتفاعات كبيرة في الأسعار. مع العلم أنه لم يصنفها يوماً على أنها تجارة.ولم يسع لحظة الى تقدير حجم الثروة التي يملك.بل حوّل الموجودات لديه الى متعة في تصفحها والتي يتخطى عددها الأربعة الآف وفق تقدير أولي ومن جميع دول العالم، ولكن فرمل نشاطاته منذ نحو ثلاث سنوات عندما بدأت الأزمة المالية في لبنان.
وهواية انطوان لم تنحصر في العملات بل هي انطلقت من السفر والاستمتاع بالحضارات والطبيعة (وشملت سبعين بلداً حتى الآن وكانت حلم طفولته) لتمتد إلى مجسمات الطيران المدني في العام 1985 حين كان منهمكاً في اعمال مكتب سفريات في فنزويلا التي وصلها في العام 1979 وليرفدها ايضاً بالبحث عن مستلزمات الجعب العسكرية التي تعود للحربين العالميتين الأولى والثانية، أو لكؤوس التيكيلا والفودكا الصغيرة “الشات” أو لمنازل السيراميك المرقمة والنادرة التي توزعها شركة الطيران الهولندية KLM ،إلى الخرائط العالمية والبحث يطول، ولكن الأولوية هي للعملات ومجسمات الطائرات.
ويتشعب الحديث ليصل الى عدد البلدان التي زارها ابو طوني والتي تتعدى السبعين في حين ما زال يتطلع الى زيارات لم تتح له ظروف معقدة القيام بها ومنها الى ايران (حيث الحضارة الفارسية العريقة وحتى إنه أبدى الاستعداد للانضمام الى حملة دينية من اجل ذلك) والهند (حيث تاج محل) واوزباكستان (حيث مدينتي بخاره وسمرقند) التي يتوق للتمتع بما تحتوي من كنوز فنية وطبيعية.
وعن مستقبل هذه الثروة يقول انطوان:”قلت لإبني يوماً، عندما تبدأ ببيع هذه الثروة، يعني انك بدأت بمرحلة من الفقر والعوز”.فأجابه ابنه:”لن أكون فاشلاً، بل سأبذل كل جهدي لأكون ناجحاً كي لا أصل الى المرحلة التي تشير اليها”.
مرسال الترس