انتخابات

تنافس حاد في جبيل على مقاعد محسومة!

ما بين الـ ٢٠١٨ والـ ٢٠٢٢ تبدّلت أكثر من صورة في موازاييك دائرة جبل لبنان الأولى أي جبيل كسروان. حلفاء الأمس باتوا خصوماً والعكس صحيح، وأهل البيت الواحد يتنافسون أكثر من أيّ وقت مضى. في كلّ لائحة من الخمسة الأساسية المتنافسة صقرٌ يبحث عن تلّة لعرشه على الأقل.

لكن وإن كانت الصورة في قضاء جبيل شبه محسومة لناحية الحضور الحزبي لاسيّما للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وثنائي أمل-حزب الله الذي ستصبّ أصواته بلوكاً واحداً لصالح مرشّحه رائد برو، إلّا أنّ القضاء يشهد معركة فعلية. وتتحكّم بهذه المعركة نوازع الزعامة وتوزيع الأموال الانتخابية والوعود الخدماتية التي لا سقف لها!

داخل البيت البرتقالي يتنافس المرشّحان سيمون أبي رميا ووليد خوري. أبي رميا يمتلك حضوراً قويّاً في المنطقة وقد راكم شعبية منذ دخوله إلى البرلمان في الـ ٢٠٠٩، شعبية يُعوّل عليها رغم التراجع الكبير في القضاء للتيار الوطني الحر والنقمة على آدائه في بعض الملفات.

خوري وكما هو معروف مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية يتمتع بدوره بسمعة طيبة في جبيل وقد ترشح بطلب من الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لرفد اللائحة من دون تأمين فرص نجاحه.

المفاضلة بين المرشحين لدى التيار في جبيل اأمر صعب والتوجيهات الحزبية قضت بالعمل لصالح المرشَّحيْن الإثنين على حد سواء.

وفيما التيار الوطني الحرّ يخوض معركة الساحل أي عمشيت والوسط أي إهمج، تخوض القوات معركة الساحل والجرد كما في الـ ٢٠١٨ لكن بوجوه مختلفة وحلفاء مختلفين. فإلى جانب النائب زياد حواط برز مرشّح ثانٍ للقوات هو الطبيب حبيب بركات ابن إهمج وقريب أبي رميا. إلا أن بركات لن يستطيع التقدم كثيراً على اللائحة كون أصوات القواتيين ستذهب حصراً لصالح حواط.

حواط يقلق من ترشُح النائب السابق إميل نوفل لهذه الدورة بعد أن كان أبرز الداعمين له في الـ ٢٠١٨. ونوفل يتقاسم أصوات بلدته ترتج مع المرشّح على لائحة نعمة افرام، نوفل نوفل ابن البلدة، ما يدفعه إلى بذل الكثير من المال السياسي لمواجهة الخصوم.

لكن المال الذي يوزع نقداً وعبر خدمات صحية ومدرسية وغيرها، قد لا تُعين المرشح الجبيلي كون بعض الناخبين يعلنون سراً العمل بمقولة “قباض منو انتخب ضدّو”.

النائب السابق فارس سعيد المحافظ على كتلته الناخبة، هو أيضاً مصدر قلق لجميع المرشحين، رغم أن حظوظه بالفوز في ظل الاصطفاف الحزبي والمالي قد تكون ضعيفة، لكنه على الأكيد سيربح أصواتاً من صحن زياد حواط الانتخابي.

المعركة الحامية في جبيل، لن تُقارب تغييراً جذرياً في النتائج، بل أن المشهد الحاسم يُظهر بحسب الدراسات والتوقعات أن كلاً من سيمون أبي رميا وزياد حواط عائدان وينضم إليهما النائب الشيعي رائد برو.

رانيا برو

صحافية وكاتبة لبنانية. عملت في مؤسسات اعلامية لبنانية وعربية مكتوبة ومرئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى